الخيانة كغيرها من الصفات الحميدة أو الذميمة هي صفات شخصية لا يمكن تعميمها على مجموعة بشرية كاملة بحيث تنطبق على كل أفراد هذه المجموعة
و رغم أن تسميات الشيعة و السُنّة (جناحا الإسلام ) تم تداولهما في العصر العباسي و قبلها كان إسلاماً محمدياً يحمل خلافاً فكرياً بين من يوالي علياً (شايعه) يدعون (العلويون) و كانوا يعتقدون بأحقية علي بن أبي طالب في الخلافة بعد وفاة الرسول الكريم و يستندون لذلك بكثير من الأحاديث التي يؤكدون بأن الرسول قالها و بين فريق ذهب إلى الشورى في التكليف ولهم بذلك أدلتهم .
و رغم تهيبي استخدام هذه المصطلحات كغيري من السوريين الذين لم يعتادوا استخدامها و لم يسمعوا بها إلا بعد الربيع العربي أو ربيع نتنياهو
رغم كل ما سبق فإن التقسيم السياسي لمجتمعاتنا العربية قبل و بعد حرب تموز بات واقعاً بين محورين كما اصطلح الإعلام العالمي تسميته :
الأول: محور الاعتدال(الاعتلال ) العربي الرافض للحرب مع كيان الاحتلال و الداعي للتطبيع معه ( المحور السُّني )
الثاني : محور المقاومة للمشروع الصهيوني ( المحور الشيعي )
و رغم عدم اتفاقنا مع هذه التسميات الخبيثة بمضمونها و الأصابع الحاقدة المعروفة التي صاغتها و التي بدأت بتحذيرات ملك الأردن بإيحاءات أمريكية مما سماه الهلال الشيعي و الدعوة لقيام هلال سُني و التحذير مما دعوه ” المد الشيعي ” في الوطن العربي
فلا المحور الذي دعوه ” سُنِّياً ” هو كذلك و لا المحور الذي دعوه شيعياً هو كذلك , بل قيادات دول المحور هي من تنتمي فكرياً لهذا المذهب أو ذاك و ينضوي تحت كلاً من المحورين السابقين من كلا المذهبين عرباً سواء كانوا شيعة أو سُنَّة و في كليهما شرفاء و خونة و لكن الضخ الإعلامي الخبيث بمضمونه تمكَّن من إجراء هذا الفرز (السياسي) و ليس (الفكري )
و بالعودة لعنوان المقال و في جو الفوضى الأمريكية الخلاَّقة السائد حالياً , سيجيب كثيرون على هذا التساؤل بدون تفكير بأنهم ” الشيعة الفرس” و هو المصطلح الجديد الذي أضافه برنارد لويس لتمييزهم عن الشيعة العرب, بعد رفض العرب عموماَ تسويق الصراع على أنه بين السُّنة و الشيعة, فتم دس الشيعة الفرس لتسويق هذا الصراع على أنه صراعاً (عربياً – فارسياً) و الذي انطلى للأسف على الجهلة وما أكثرهم للأسف
فما يسمونه فُرساً أي( إيران اليوم) هم من طردوا سفير الكيان الصهيوني و استبدلوه بسفير فلسطين العربية , و أعلنت إيران يوماً للقدس لتذكير العالم بهذه القضية المحقّة على عكس كثير من دول محور الاعتلال العربي الذين بادروا للتطبيع مع الكيان الصهيوني الغاصب و يتسابقون للارتماء بأحضانه في خيانة موصوفة لقضية العرب الأولى ” القضية الفلسطينية ” و خيانة قيادات هذا المحور ” السُّني ” مجازاً تُلزِم هؤلاء و لا تُلزِم السُّنة العرب التي ينضوي تحتها ملايين الشرفاء الذين ضحوا و دافعوا عن هذه القضية و لا يزالون إلى اليوم , ملتزمين , فخيانات قيادات هذا المحور تُلزم أعناقهم و لا تتعداهم لشرفاء الأمة
مهلاً أيها الأحبة :
القضية المطروحة لا علاقة لها الأديان بل بمؤامرات الشيطان
هل تعرفون الشيطان ؟
الشيطان يا سادتي مشتق من كلمة عربية تدعى شطن معناها تمادى و استطال و لذلك أطلقت العرب على حبل البئر الشيطان و هو هنا من تمادى و استطال في الغي و المعصية و العداء للخير و المحبة
و الشيطان مفرد جمعه شياطين أو( الساسة الأمريكيين) و كل من يدور في فلكهم من الأعراب و العثمانيين الجدد و الأوربيين و أفراخهم الصهيونيين
نعم , لقد باض الشيطان و فرّخ في صدورهم حتى باتوا أعداء لكل ما هو إنساني على الكوكب و لكل نفحة خير يمكن أن تهب على أحد, فباتوا شرَّاً مطلقاً و سواداً لا يخالطه النور , يفعلون الحرام اعتياداً و يمتصون دماء الأبرياء التذاذاً
رفعوا رايات الأتقياء و التقى منهم براء , ماضيهم بحور من الدماء و معبودهم الذهب الأصفر و الأسود و له يسجدون
ما همهم في سبيل الحصول عليه شريعة أو مانع أو قانون
سطَّروا بأيديهم مشروعهم الظلامي الكبير في واشنطن عاصمة شيطانهم الأكبر و رسموا خطوط الدم في الشرق الأوسط (الجديد) و جندوا جنودهم و علَّموهم هتاف ” الله أكبر ” يطلقونه فوق من يزني و ينحر .
بلاد الأنبياء يا سادتي باتت كربلاء……
و في ساعة ظلماء و تحت صيحات “الله أكبر” تم نحر 2000 من ورثة الأنبياء طلاب المدرسة الجوية في سبايكر العراق على أيدي أفراخ الشياطين و مشغليهم الأمريكيين و آلاف في سورية و العراق و تدمير للحضارة و التاريخ و سرقة للنفط و الثروات في هذه البلاد
تحت رايات لا إله إلا الله ينحرون أبناء الله
رسالات السماء الإبراهيمية ( الموسوية و اليسوعية و المحمدية ) التي حرمت ذبح البشر بعد عهود من تقديم ملايين القرابين البشرية كي ينزل الله المطر أو يوقف ثورة البراكين أو فيضانات الأنهار أو غيرها من قوى الطبيعة
فجاء إبراهيم ليضع حداً لهذا الفعل الذميم ويأمر البشر للتضحية بالحيوانات و لكن أفراخ الشياطين أبوا إلا أن يعيدوا هذه الحقبة السوداء من تاريخ البشرية
في محفلهم الظلامي التقوا ووزعوا الأدوار فمنهم من يمثلون دور المسلمين و منهم من يمثلون دور الكُفّار, و لكن لسيِّد محفلهم القرار.
المسرحية : إعادة بناء دولة الخلافة
و استعملوا رايتها سِتار , ليتقنوا الأدوار , و منحوا كل من يحملها لقب ثائر و مجموعهم ثوَّار.
و لبسوا جلابيبهم و أطلقوا اللحى , و عادت اللغة العربية الفصحى للحوار , و رافقتهم كاميرات هوليوود لتمثيل فِلم الرسالة مجدداَ و دارت الكاميرات ووزعوا قمصانهم و راياتهم السوداء على الكومبارس
اللقطة الأولى : الدفاع عن السنة …أكشن
تدور الكاميرا على المدن الآمنة و الشعوب المتعايشة مع بعضها منذ مئات السنين و تتسلل الكاميرا لخطيب يعتلي منبراً يدعو به على الكفار و لكنهم هنا ليسوا كفار قريش بل من المسلمين الشيعة و أهل الدار و زادها من الطنبور نغماً فبات يقرأ الأشعار الداعية بالويل و الثبور و خراب الديار
عن أية سُنَّة تدافعون ؟ و هم أهل الدار و الجار للجار و ممن تطلبون الثار و نحن نأكل و نشرب سوياً و تربطنا علاقات الدم و المصاهرة و الجوار !!
لكل عقدة حل , و هنا سيفعلها الدولار
وزع المنتج الدولارات في الأزقة و الحارات و المطلوب من المرتشين أن يسبوا و يكفروا ويقتلوا و الكاميرا تدور لكنها هذه المرة بدماء حقيقة تسيل و سيوف تهوي على الرؤوس المحنية
و لكي يبدو المشهد أكثر إقناعاً لابد من قتل بعض الكومبارس على أنهم ضحية و تضج شاشات البترودولار بأنها حرب أهلية
و عندما تهب الحكومات و قواها الأمنية لضبط حالة الفلتان الأمنية
يظهر المشغلون بياقاتهم الحريرية و لجانهم الحقوقية ليتهموا تلك الدول و الحكومات في تلك البلدان بأنها ضد حقوق الإنسان و يهددونهم بتحويلهم لمحاكمهم الدولية .
محور الاعتلال يا سادة يا كرام كان يتهم إيران و محور المقاومة بالارتماء بأحضان الكيان و التنسيق معه و و .. الكثير مما ضجت به فضائيات البترودولار و لكن الحقيقة في مكان آخر فهم من باع القضية و ارتمى بأحضان هذا الكيان المسخ و منذ زمان و هم ينسقون و الآن كشف الستار بطائرة مردخاي التي عبرت أجواء مملكة عيال سعود وصولاً لإمارة عيال زايد و أحجار الدومينو الخليجية بدأت بالسقوط برعاية العم ترامب و صهره ” زوج ايفانكا الحسناء” التي حملت نصف تريليون دولار عداً و نقداً من خادم الصهاينة و الأمريكيين
و لكي لا أطيل أكثر .
من يسبل على السُّنة العرب رداء خيانة القضية الفلسطينية و العرب و العروبة هم أعراب السُّنة الجاثمين على صدر الأمة ينهبون خيراتها و يقدمونها لأعداء الأمة و لا علاقة للشيعة سواء كانوا عرباً أم فرساً بكل ما يحدث و هم الضحية لأفعال هؤلاء الشياطين حالهم حال شرفاء السُّنة العرب
بقلم : يونس أحمد الناصر – سنمار سورية الاخباري