يعد نظام الرئيس التركي رجب طيب اردوغان احد ركائز المشروع الصهيوني في المنطقة و هناك شواهد عدة علي ذلك و خلافاته مع الولايات المتحدة لا تتعارض مع كونه ركيزة من ركائز المشروع الصهيوني لأن المشروع الصهيوني اشمل من المشروع الامريكي لكن ما هي الشواهد التي تثبت تبعية نظام اردوغان للمشروع الصهيوني ؟
منذ اليوم الاول لبداية الحرب الاستعمارية علي سورية و نظام اردوغان رأس حربة المشروع الصهيوني ضدها ففتح اراضيه في جنوب تركيا مقرا للمخابرات الامريكية و الفرنسية و الخليجية التي كانت تشرف علي نقل السلاح و المسلحين و الاموال الي داخل الاراضي السورية لصالح الارهابيين لتدمير سورية و تقسيمها و نشر الفوضي فيها و تدمير جيشها الوطني من اجل امن الكيان الصهيوني ليكون هو القوة العسكرية الاقليمية الاولي في المنطقة و لم يكتف نظام اردوغان بهذا فقط بل عندما كان الارهابيون يعتدون علي قوات الجيش العربي السوري كانوا يهربون الي داخل الاراضي التركية و كان النظام التركي يوفر لهم و لعائلاتهم الحماية و المذابح التي ارتكبها الارهابيون في جسر الشغور جميعها كانت علي مرأي و مسمع من المخابرات التركية التي كانت تسيطر بشكل كامل علي قرار الارهابيين فكانت توجههم و تعطيهم الاحداثيات عن مواقع الجيش العربي السوري و تسمح لدول الخليج بتزويدهم باحدث انواع الاسلحة عبر الحدود التركية ، فالنظام التركي فتح اراضيه علنا لدعم و تدريب و تسليح الارهابيين و من ثم ادخالهم الي سورية لتنفيذ المخطط الصهيوني و هو تدميرها و تقسيمها و اشاعة الفوضي فيها من اجل امن الكيان الصهيوني .
و دور النظام الاردوغاني في مصر كان خادما للمشروع الصهيوني ايضا بداية من دعمه لجماعة الاخوان المسلمين التي لا تؤمن بالدولة الوطنية و السيادة الوطنية بل تؤمن بالخلافة الاسلامية و صرح القيادي الاخواني الراحل مهدي عاكف ان المسلم الشيشاني اقرب للمصري المسلم من المصري المسيحي و وصول الاخوان المسلمين الي الحكم في مصر كان هدفه تقسيم مصر الي ثلاث دول دولة مسلمة و دولة مسيحية و دولة وهابية في سيناء ، و النظام التركي الذي يعد احد اعمدة مشروع الشرق الاوسط الكبير دعم الاخوان المسلمين للوصول الي حكم مصر من اجل تحقيق هذا الهدف الصهيوني و هو تقسيم مصر الي ثلاث دول دولة مسلمة و دولة مسيحية و دولة وهابية ، ليس هذا فقط بل عملت مخابرات اردوغان علي ايصال السلاح الي ميليشيات الاخوان المسلمين المسماة بحركة حسم داخل مصر من اجل اشاعة الفوضي في مصر و استنزاف قواها الامنية و حركة حسم الارهابية هدفها الرئيسي ارتكاب مذابح في المسيحيين لإشعال الفتنة الدينية بين المسلمين و المسيحيين تنفيذا للمخطط الصهيوني لتقسيم مصر الذي يرعاه و يدعمه النظام التركي و تركيا ايضا متورطة في دعم الارهابيين في سيناء و نقل السلاح و الذخيرة لهم و فضلا عن هذا فإن تركيا فتحت اراضيها لاستضافة و حماية قيادات الاخوان المسلمين المرتكبين للجرائم و الفارين من العدالة المصرية ، و لا ننسي اتفاق الاخوان المسلمين في مصر مع الكيان الصهيوني علي توطين الفلسطينيين في سيناء لتصفية القضية الفلسطينية بشكل نهائي و نظام اردوغان كان من اشرس المدافعين عن توطين الفلسطينيين في سيناء و كان اخوان مصر اثناء حكمهم موافقين علي هذا المخطط و لا ننسي الرسالة الشهيرة التي وجهها محمد مرسي الي الصهيوني شمعون بيريز يناديه فيها بصديقي العزيز .
اما دور اردوغان الخادم للمشروع الصهيوني في فلسطين المحتلة فبدأ منذ عام ٢٠٠٧ عندما طلب اردوغان من الدولة السورية طرد جميع حركات المقاومة الفلسطينية من سورية و التوقف عن حمايتها و دعمها و تقديم السلاح لها و كرر اردوغان هذا الطلب مرة اخري من الدولة السورية عام ٢٠٠٩ و لكن كان رد الدولة السورية بالرفض لان هذا امر يخص الشعب السوري فقط و الشعب السوري موافق علي احتضان و دعم حركات المقاومة الفلسطينية ، و مع وصول الاخوان المسلمين الي الحكم في مصر عمل اردوغان معهم علي الضغط علي حماس من اجل التوقف عن المقاومة المسلحة و قطع العلاقات نهائيا مع ايران و سورية و حزب الله و اعلانها انها مع ما يسمي الثورة السورية و بالفعل حماس رضخت لمطالب الاخوان المسلمين في مصر و اردوغان و كان لافتا تصريح خالد مشعل بعد اجتماعه مع اردوغان بأن حماس مستعدة لقبول دولة علي حدود ١٩٦٧ ! ، رغم ان مبادئ حماس نفسها تدعو الي تحرير فلسطين بشكل كامل لكن التحالف الاردوغاني مع اخوان مصر هو من جعل حماس في هذه الفترة تتخلي عن المقاومة المسلحة و محور المقاومة و تلجأ الي ادوات امريكا في المنطقة مثل قطر .
الخاتمة : نظام اردوغان ركيزة اساسية من ركائز المشروع الصهيوني في المنطقة و مشروع الشرق الاوسط الكبير لتقسيم المنطقة الي دويلات طائفية و مذهبية من اجل تسهيل نهب ثرواتها من قبل الصهيونية العالمية و ضمان امن الكيان الصهيوني و ان يكون الكيان الصهيوني هو القوة الاقليمية الاولي في المنطقة ، و دور اردوغان التخريبي في مصر و سورية و هما دولتين مواجهتين للكيان الصهيوني دليل واضح علي تورط اردوغان في خدمة المشروع الصهيوني في المنطقة و لكن مخطط اردوغان فشل فشلا ذريع بسبب قيام الجيش المصري بعزل الاخوان المسلمين من حكم مصر و صمود الدولة السورية و الجيش السوري و عدم تمكن الاخوان المسلمين من الوصول الي الحكم في سورية .
Discussion about this post