كشفت منافسات البريميريلغ أخيرا عن بطلها النهائي لنسخة هذا العام مانشستر سيتي الذي احتفظ بلقب الدوري الإنكليزي للموسم الثاني على التوالي، ليحطم أحلام ليفربول ومدربه يورغن كلوب.
لندن – فرض مانشستر سيتي نفسه بطلا على الدوري الإنكليزي الممتاز بلا منازع بعد فوزه الأحد على برايتون بنتيجة (4-1) رغم احتدام المنافسة إلى آخر جولة بينه وبين الملاحق فريق ليفربول الذي انتصر هو الآخر على ولفرهامبتون (2-0).
وتقدم برايتون أولا عبر جلين موراي (27)، قبل أن يسجل مانشستر سيتي رباعية عن طريق سيرجيو أغويرو (38) وإيميريك لابورت (38) ورياض محرز (63) وإلكاي غوندوغان (72).
ورفع مانشستر سيتي رصيده إلى 98 نقطة، بفارق نقطة وحيدة أمام ليفربول الذي تغلب في التوقيت ذاته على ضيفه ولفرهامبتون بهدفين.
واعتمد مدرب مانشستر سيتي بيب غوارديولا على نهج هجومي واضح من خلال طريقة اللعب 4-3-3، فاحتفظ فنسان كومباني بمكانه في التشكيلة إلى جانب الفرنسي إيميريك لابورت في عمق الدفاع، بإسناد من الظهيرين كايل ووكر وأولكسندر زينتشينكو، وقام الألماني إلكاي غوندوغان بدور لاعب الارتكاز، مقابل تناول دافيد سيلفا وبرناردو سيلفا على صناعة الألعاب، خلف ثلاثي الهجوم المكون من رياض محرز ورحيم ستيرلينغ وسيرجيو أغويرو.
وأنهى سيتي الشوط الأول من المباراة بأفضلية لم تكن مريحة لصالحه على حساب مطارده ليفربول. وقلب سيتي تأخره أمام مضيفه برايتون بهدف لينهي الشوط متقدما 2-1، بينما أنهى ليفربول اللقاء ضد ولفرهامبتون بنتيجة 2-0.
وعلى ملعب برايتون، تمكن المضيف من كبح هجوم سيتي لجزء كبير من الشوط الأول، بل وتقدم عليه بهدف من رأسية لغلين موراي بعد ركلة ركنية (27). لكن الفريق الشمالي أعاد تشغيل محركاته الهجومية سريعا، وعادل بعد دقيقة واحدة فقط عبر هدافه التاريخي الأرجنتيني سيرجيو أغويرو الذي استغل تمريرة متقنة بالكعب داخل المنطقة من زميله الإسباني دافيد سيلفا، ليلتف ويسددها أرضية قوية بين قدمي حارس برايتون الأسترالي ماثيو راين.
وبدأ مانشستر سيتي الشوط الثاني مهاجما، لكنه تأخر في تهديد خصمه الذي حصل على فرصة لمعادلة النتيجة في الدقيقة 53 عندما نفذ جاهانباخش ركلة حرة على رأس دونك الذي ذهبت محاولته فوق المرمى، وحرم مدافعو برايتون غوندوغان من التسديد أمام المرمى في الدقيقة 57، قبل أن يترك محرز بصمته على أحداث اللقاء بالهدف الثالث عندما راوغ رقيبه بمهارة قبل أن يسدد بيمناه كرة قوية فشل رايان في إبعادها بالدقيقة 63.
ومرت تسديدة أرضية من غوندوغان بجانب المرمى في الدقيقة 67، لكن اللاعب نفسه عوض في الدقيقة 72، عندما تصدى لركلة حرة بعيدة أسكنها بمهاره في الزاوية العليا اليسرى لمرمى برايتون، ومرت الدقائق المتبقية هادئة مع دخول كيفن دي بروين مكان دافيد سيلفا، ثم خرج القائد كومباني وسط تصفيق حاد من الجمهور، ليدخل مكانه نيكولا أوتامندي.
وحقق الأرجنتيني سيرجيو أغويرو رقما مميزا في مباراة برايتون. ونجح أغويرو في تسجيل الهدف الأول للسيتي في الدقيقة الـ28 من الشوط الأول، بعد أن تلقى تمريرة من زميله ديفيد سيلفا. ووفقا لشبكة “سكواكا” للإحصائيات، فإن أغويرو أحرز أهدافا في مواجهاته الثلاث أمام برايتون في الدوري الإنكليزي الممتاز.
وأشارت الشبكة إلى أن أغويرو بات يحتل المركز السادس في قائمة الهدافين التاريخيين للبريميرليغ برصيد 164 هدفا خلال مشاركته في 239 مباراة. وعلى الجهة الأخرى عادل السنغالي ساديو ماني رقم مواطنه محمد صلاح بتسجيله هدف لليفربول الأحد.
ويتصدر مانشستر سيتي حامل اللقب الترتيب برصيد 95 نقطة، بفارق نقطة واحدة فقط عن ليفربول. وأنهى ليفربول الموسم الماضي متأخرا
بفارق 25 نقطة عن سيتي لكنه ارتقى
إلى مستوى المنافسة وتجاوز الفارق وقدم أداء تفوق في بعض الأحيان على أفضل ما فعله فريق المدرب بيب غوارديولا.
وخسر ليفربول مرة واحدة هذا الموسم مقابل أربع لسيتي وكان يتقدم بفارق سبع نقاط في يناير لكنه وجد أنه بالإضافة إلى الأداء فإن فريق المدرب غوارديولا لديه أساس من الصلب.
وظهر هذا بوضوح عندما ظل ليستر سيتي صامدا بملعب الاتحاد قبل أن يسدد القائد فينسن كومباني كرة من 30 مترا في المرمى ليدخل سيتي الجولة الأخيرة ومصيره بين يديه.
وكان الفوز الثالث بنتيجة 1-0 في آخر أربع مباريات، ورغم كل الحديث عن دفاع ليفربول الحديدي فشباك سيتي اهتزت ثلاث مرات فقط في آخر 13 مباراة في طريقه نحو أن يكون أول فريق يحافظ على لقبه منذ مانشستر يونايتد قبل عشر سنوات.
واعترف جوردان هندرسون قائد ليفربول بأن فريقه بحاجة إلى “معجزة” لحصد اللقب لكن في أسبوع انتصر فيه 4-0 على برشلونة ليتجاوز خسارته 3-0 في الذهاب ويصعد إلى نهائي دوري أبطال أوروبا فسيكون من الحماقة استبعاد إمكانية أن يرفع كأس البطولة ليضع حدا لغياب اللقب عن ليفربول منذ 29 عاما.
وقال هندرسون “سيتي فريق رائع ونحن أيضا، تنافسنا حتى النهاية، من سيحصد اللقب سيستحقه.. من وجهة نظرنا لا نملك المزيد لنقدمه”.
وستكون المرة الثامنة في عصر الدوري الممتاز التي يحسم فيها اللقب في الجولة الأخيرة. وقدم سيتي وليفربول كل شيء هذا الموسم: غزارة في الأهداف، نجاح في التكتيك، مثابرة، وكرة قدم ممتعة غالبا ما دفعت المشجعين إلى حبس أنفاسهم في اللحظات الأخيرة من مباريات لم تحسمها سوى صافرة الحكم.
والأرقام وحدها كفيلة باختصار موسم ليس كغيره من المواسم: 95 نقطة لسيتي، 94 لليفربول، 91 هدفا لسيتي، 87 لليفربول، 31 فوزا لسيتي مقابل تعادلين وأربع هزائم، 29 فوزا مقابل سبع تعادلات وخسارة واحدة فقط لليفربول.
كما تظل نتائج المراحل الأخيرة أفضل معيار أيضا لقياس الصراع على اللقب، إذ تخطى سيتي عثرة ديسمبر عندما تلقى ثلاث هزائم في أربع مباريات، ومضى منذ 30 من الشهر المذكور لتسجيل هزيمة واحدة فقط و17 انتصارا بينهما 13 فوزا متتاليا حملها إلى ملعب برايتون الأحد، آملا في أن يصبح أول فريق يحتفظ بلقب الدوري الممتاز منذ غريمه مانشستر يونايتد (2009).
وفي المقابل، تعافى ليفربول الذي تصدر الترتيب خلال الموسم بفارق سبع نقاط، من عثرة خسارة وأربع تعادلات في تسع مباريات بين بداية 2019 والثالث من مارس، ليدخل مباراة ولفرهامبتون مع ثماني انتصارات متتالية في الدوري المحلي، والأهم بمعنويات “ريمونتادا” مذهلة حققها في نصف نهائي دوري الأبطال، بقلب تأخره أمام برشلونة الإسباني 0-3 ذهابا، إلى فوز برباعية نظيفة في أنفيلد.
وبرز سيتي أمام فرصة إثبات موقعه كطرف أقوى في كرة القدم الإنكليزية، إذ أن إحرازه لقب الدوري سيجعله أقرب إلى الثلاثية المحلية، إذ سبق له أن توج بلقب كأس الرابطة، ويخوض نهائي كأس الاتحاد الإنكليزي ضد واتفورد في 18 مايو.
وقياسا بالمواسم الماضية، فقد بدا التنافس هذا العام على أشده لحسم اللقب، حتى أن البعض وصفه بالموسم الأكثر إثارة. ويبرز موسم 2011-2012 من المرات القليلة التي انتظر فيها حسم لقب الدوري الإنكليزي المرحلة الأخيرة، بل حتى الثواني الأخيرة.