الرئيس الألماني فرانك-فالتر شتاينماير يطالب الساسة باستخدام وسائل التواصل الجديدة مثل “تويتر” بروية.
برلين – أدان الرئيس الألماني فرانك-فالتر شتاينماير الاعتداءات التي تستهدف صحافيين وساسة، معتبرا إياها اعتداءات على الديمقراطية، وذلك خلال احتفال وكالة الأنباء الألمانية بمرور 70 عاما على تأسيسها.
ودعا شتاينماير في الخطاب الذي ألقاه الاثنين في برلين إلى فصل واضح بين السياسة والإعلام، وقال “الديمقراطية والإعلام يحتاجان إلى بعضهما البعض، لكن ليس بإمكانهما أن يكونا فعالين، إلا إذا حافظا على المسافة المهنية بينهما”، موضحا أن التغطية الإعلامية والسياسة يجب أن يظل كل منهما في مداره بقواعد لعبته المختلفة، وقال “الساسة لا يجب أن يكونوا صحافيين، والعكس صحيح. فقط بهذه الطريقة تحافظ الصحافة على استقلالها، وتستفيد الديمقراطية من الرأي العام الناقد”.
وأكد شتاينماير أن استقلالية وسائل الإعلام وموضوعيتها أساس جوهري لنجاح الديمقراطية، معيدا إلى الأذهان التعهدات التي تأسست عليها وكالة الأنباء الألمانية بالموضوعية والاستقلالية في التغطية الإعلامية، مضيفا أن هذه جزء من “التعهدات المؤسسة للجمهورية الاتحادية”، مثل حرية الصحافة.
كما طالب الساسة باستخدام وسائل التواصل الجديدة مثل “تويتر” بروية، موجها بذلك انتقادات غير مباشرة أيضا للرئيس الأميركي دونالد ترامب.
وقال إن “إرسال تغريدات كل دقيقة” لم يرفع من جودة السياسة، وأضاف “أود أن أعرب عن ترحيبي على أي حال، عندما لا تتم زيادة الجمارك عبر تويتر وتندلع حروب عبر تويتر، وعندما لا يحدث كلاهما على الإطلاق”.
ويشتهر ترامب بتغريداته عبر موقع تويتر، كما يوجه من خلال هذه التغريدات انتقادات حادة لخصومه ويعلن عن أحداث سياسية مهمة، مثلما فعل مؤخرا بإعلانه عن لقائه زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون، في منطقة الحدود بين الكوريتين.
وأكد شتاينماير أن الديمقراطية لا تحتاج إلى صحافة تختلق قصصا أو تزيفها، “بل تحتاج إلى صحافة تستقصي وتفحص وتحلل قبل أن تنشر”.
شتاينماير: أود أن أعرب عن ترحيبي على أي حال، عندما لا تتم زيادة الجمارك عبر تويتر وتندلع حروب عبر تويتر، وعندما لا يحدث كلاهما على الإطلاق
وذكر أن الديمقراطية “تعتمد اليوم أكثر من أي وقت مضى على المصادر الموثوقة”، وكذلك على ترجيح وتصنيف الأخبار، في ظل التداخل بين الأخبار الصحيحة والكاذبة.
وتحدث بتحفظ إزاء نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، الذين يؤثرون بشدة على الشباب بالمحتويات التي ينشرونها على الإنترنت، وقال “قد يكون الأمر أن الديمقراطية تحتاج أيضا لهؤلاء النشطاء”، مضيفا أنهم على أي حال جزء من الرأي العام الجديد منذ فترة طويلة.
وأعرب عن اعتقاده بأن نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي “يفعلون ما كنا نسميه في السابق تعليقا ورأيا”، مطالبا في الوقت نفسه بوضع بعض الأمور في الحسبان، مشيرا في ذلك إلى أنه في عالم التعليقات يتوقف تغير المناخ على الفور وتنتهي النزاعات بضغطة زر ويعم السلام مجددا في لحظة، وقال “هذه الأمور أكثر صعوبة في عالم الواقع، لأن السياسة لا تحتاج فقط إلى إرادة، بل أحيانا إلى وقت لإيجاد حلول”.
ومن ناحية أخرى أدان الرئيس الألماني الاعتداءات التي تستهدف صحافيين وساسة، معتبرا إياها اعتداءات على الديمقراطية، مشيرا إلى أن كليهما صارا هدفا للاعتداءات على نحو متزايد، وقال “من العنف النفسي حتى محاولة الاغتيال أو حتى القتل، مثلما حدث حاليا للسياسي الألماني فالتر لوبكه، هذه هجمات على ثقافتنا السياسية والسلام الداخلي والديمقراطية”.
وتدور فعاليات الحفل، المدعو له نحو 300 ضيف، حول وضع حرية الصحافة في ألمانيا. وتحت شعار “حرية الصحافة في خطر؟ الديمقراطية في خطر؟” تُقام ندوة في إطار فعاليات الحفل بمشاركة رئيس الاتحاد الألماني لناشري الصحف، ماتياس دوبفنر، ورئيس شبكة “إيه.آر.دي” الألمانية الإعلامية، أولريش فيلهليم، ورئيس تحرير القناة الثانية في التلفزيون الألماني “زد.دي.إف”، بيتر فري، ومديرة مكتب صحيفة “نيويورك تايمز” في ألمانيا، كاترين بينهولد، والمدير التنفيذي لوكالة الأنباء الألمانية، بيتر كروبش.
وتأسست وكالة الأنباء الألمانية في 18 أغسطس عام 1949. وتمد الوكالة، بصفتها رائدة في السوق الإعلامي بألمانيا، وسائل الإعلام اليومية داخل وخارج البلاد والشركات والأحزاب ومؤسسات المجتمع المدني والسلطات بعروض تحريرية. وتُصدر الوكالة أخبارها باللغات الألمانية والإنكليزية والإسبانية والعربية. وتساهم في الوكالة 180 شركة إعلامية ألمانية.