الرئيس التركي، رجب إردوغان، أقر بأن الولايات المتحدة رفضت مقترح بلاده بخصوص عمق “المنطقة الآمنة”، شمال سورية، وأنها ستكون أقل مما طلبته تركيا بكثير، في تأكيد على الإذعان التركي للمطالب الأمريكية.
إردوغان، قال ردا على أسئلة الصحفيين أثناء عودته من موسكو، إن الجانب الأمريكي أصر على أن تكون مساحة المنطقة الآمنة أقل من 20 ميلًا، المنطقة حالياً عمقها أضيق مما اقترحه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في السابق. إردوغان، صرح بذلك لعدد من الصحافيين على متن طائرته خلال عودته من موسكو، وأضاف :” ترامب كان يلقي باللوم على سلفه باراك أوباما، لكن حينما حل عليه الدور لينفذ لتركيا مطالبها، لم يفعل شيئاً”.
إردوغان، أضاف في أول تصريح يخص عمق المنطقة الآمنة:”قضية شرق الفرات كانت بداية طموحة بالنسبة للسيد ترامب، لكنه مع الأسف لم يستطع الوقوف على هذا الأمر، وكان يلقي باللوم دائمًا على أوباما، أي أنه يقول إن إدارته تدفع الثمن بسببها، لقد تجاوزنا ذلك الآن وأصبح الدور عليك، لكنه لم يفعل”.
ووفق صحيفة “ديكان” التركية، إردوغان، تحدث عن المنطقة الآمنة، قائلاً :”إن الرئيس ترامب أرسل فريقاً ليجتمع مع رجالنا وبعد المباحثات، قدموا في النهاية عرضًا أقل من 20 ميلًا، أي أنهم قلصوا العمق، بناءً على هذا قلت لوزير الدفاع خلوصي أكار وفريقه دعونا نبدأ بهذا الشكل وسيحدث ما نريد بعد ذلك واتخذنا خطواتنا، لكن بالطبع لم نتخل عن هدفنا، قواتنا مستعدة على طول الحدود”.
أنقرة، طالبت سابقاً بـ 30 ميلاً عمقا للمنطقة الآمنة، بينما قالت واشنطن إن 15 ميلاً بحد أقصى كافية لتحقيق الأمان الذي تريده تركيا.
ترامب، كان قد هدد في يناير الماضي، بتدمير تركيا اقتصادياً، إذا تعدت على الأكراد، عقب انسحاب قواته من سورية، واقترح عليها تشكيل منطقة آمنة بعمق 20 ميلاً. أحد الصحافيين طلب من إردوغان تحديد عدد الأميال التي ستكون عليها المنطقة الآمنة، فأجاب :”ليست بالقدر الذي تحدث عنه ترامب سابقاً، ستكون أضيق بقليل لكننا وضعنا خططنا بناء على ذلك، الجميع متواجدون على الحدود الآن، الجنود والناقلات المدرعة على الحدود، أي أننا يمكننا التحرك في أية لحظة، ليس لدينا مشكلة هناك، سنجري مباحثات عن المنطقة الآمنة في 16 سبتمبر بتركيا، سنتحدث عن هذا فيما بيننا في القمة الثلاثية بين تركيا وروسيا وإيران”.
وحول أزمة طائرات F-35 بين أنقرة وواشنطن، صرح الرئيس التركي رجب إردوغان إن مقاتلات “SU-57” الروسية ربما تكون بديلا لمقاتلات “F-35” الأميركية في حال اتخذت الولايات المتحدة قرارا نهائيا بعدم منحها لتركيا.
وفي معرض ردّه على سؤال بشأن إمكانية أن تكون “SU-57” بديلا لـ “F-35″، قال أردوغان : “لم لا؟” .. نحن لم نذهب إلى موسكو هباء”.
وفي سياق متصل، ذكرت وكالة أنباء الأناضول، اليوم الأربعاء، أن الرئيس التركي رجب إردوغان تحدث هاتفيا مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لبحث الوضع في سورية، وقررا مواصلة التعاون لحماية المدنيين في منطقة إدلب السورية.
فيما قال البيت الأبيض، اليوم الخميس، إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره التركي رجب إردوغان بحثا هاتفيا أمس الأربعاء عددا من القضايا منها التجارة والوضع الإنساني في إدلب بسوريا.
تفاهم مشترك
الولايات المتحدة وتركيا أعلنتا، يوم 7 أغسطس الجاري، الاتفاق على إنشاء مركز عمليات مشترك في مدينة شانلي أورفا جنوبي تركيا، لإدارة “المنطقة الآمنة” شمالي سورية، دون تحديد عمقها ولا تحت إدارة من ستكون، ما كشف مبكراً أن الخلاف بين الجانبين قائم، وأن مبادرة واشنطن تأتي لحماية الأكراد من تهديد إردوغان بهجمة عسكرية شرق الفرات.
ووفق البيان المشترك، كان أبرز نصوص الاتفاق الأولية إنشاء مركز عمليات مشترك في تركيا لمتابعة تطبيق اتفاق “المنطقة الآمنة”، التي لم يتم تحديد فترة زمنية لها، وتضمن الحديث عن إعادة اللاجئين السوريين إلى وطنهم، وإنشاء “ممر آمن” فيما يشير إلى الرغبة التركية في القضاء على مسعى إنشاء دولة كردية في المستقبل.
تهديد تركي
سبق الاتفاق، تهديدات من مسؤولين أتراك في مقدمتهم إردوغان، الذي توعد بعمل عسكري في “شرق الفرات” الخاضعة لسيطرة القوات الكردية المدعومة من الولايات المتحدة، وتحرك من طرف واحد إذا لم يتم التوصل لاتفاق بين البلدين بشأن “المنطقة الآمنة”، ما فسر القبول الأمريكي بفكرة إنشاء المنطقة الآمنة على الرغم من عدم الموافقة على الشروط التركية.
الأكراد، استجابوا لبنود المنطقة الآمنة بعد تفاهمات مع الولايات المتحدة، وقالت الإدارة الذاتية في شمال سورية قبل يومين، :”إن وحدات حماية الشعب الكردية العنصر الرئيس في قوات سورية الديمقراطية، انسحبت من رأس العين شمال الحسكة وتل أبيض في الرقة قرب حدود تركيا تنفيذا للمرحلة الأولى من اتفاق المنطقة الآمنة”.
الإدارة الذاتية، أعلنت أنه في 24 من الشهر الجاري بدأت القوات الكردية في رأس العين إزالة السواتر الترابية وسحب مجموعة من المقاتلين والأسلحة الثقيلة إلى نقاطها الجديدة، وتسليم النقاط الحدودية للقوات المحلية، وفي ٢٦ من الشهر الجاري نفذت الخطوات ذاتها بمنطقة تل أبيض.