احتفظوا باعتذاراتكم

«يقتل القتيل ويمشي بجنازته».. هذا ما تفعله دول أوروبية في اليمن، ومنها بريطانيا التي اعتذرت أمس عما سمته «خرقاً بالخطأ» لتعهدات بعدم انتهاك حظر تسليح السعودية لارتكابها جرائم حرب في اليمن.. وكان من قيمة ذلك الخرق الخاطئ أن وصل إلى مئات آلاف الدولارات التي صبّت في الخزينة البريطانية.
بريطانيا والدول الأوروبية «ولا ننسى الولايات المتحدة» المنخرطة في تسليح المعتدين على اليمن -ولها قوات على الأرض- تشارك في العدوان على الشعب اليمني.. بريطانيا هذه ليست مُصابة بانفصام الشخصية لتسلح القاتل وفي الوقت نفسه تذرف الدموع على الضحية.. كل دولة متورطة في العدوان على اليمن تعي تماماً ما تفعله.. وكل أفعالها عن سابق عمد وقصد وبأهداف معروفة.. فلماذا الاعتذار؟.
إذا أمعنّا النظر ولو سريعاً في تفاصيل الاعتذار البريطاني نجد أنه غير موجه لليمنيين وإنما للداخل البريطاني وخصوصاً منه النشطاء المناهضين للحروب والنواب المعارضين لتسليح السعودية.
الحكومة البريطانية تعتذر لتدعي أن ما يهمها هو إظهار «المسؤولية الإنسانية والأخلاقية» تجاه ضحايا العدوان، لكنها في الوقت نفسه لا تتوجه لهم ولو أنها فعلت لكنّا صدقنا أن لديها قليلاً من ضمير.. فهدفها الأساسي هو احتواء المعارضين لها سواء كانوا نواباً أم أحزاباً رغم أن هؤلاء أيضاً لا يهمهم الشعب اليمني في شيء بقدر ما يهمهم المعركة السياسية التي يخوضونها، إذاً المسألة معركة سياسية وليست حقوق إنسان ولا من يحزنون.. ولطالما كان الحال كذلك، معركة سياسية تستخدم فيها كل الأوراق لهزيمة الخصم.
بكل الأحوال لا يحتاج الشعب اليمني إلى اعتذارات، لا من بريطانيا ولا من غيرها.. أكثر من ذلك فلتستمر هي وغيرها بإرسال الأسلحة للمعتدين.. فالشعب اليمني قادر على الرد دفاعاً.. والرد هجوماً، على الأصيل وعلى كل وكيل في العدوان على اليمن، ونعتقد أنه في الأيام القليلة الماضية أثبت هذه القدرة بأقوى صورها، مؤكداً أنه هناك المزيد مما يُفاجئ ويُذهل.. والعالم كل العالم مُتيقن من ذلك.. إذاً لتحتفظ بريطانيا باعتذاراتها وتحفظ ماء وجهها أمام الشعب اليمني وحتى أمام الرأي العام الداخلي، فاليمن ومقاومته هو من يرسم معادلات النصر الذي بات على الأبواب.

مها سلطان:صحيفة تشرين

Related Posts

Next Post

آخر ما نشرنا