جمال ظريفة:تشرين
انطلقت أعمال الدورة الـ74 من اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، لتضم كل الدول والكيانات المعترف بها، يذهبون لطرح أفكارهم وحاجاتهم ويروجون لسياساتهم ومطالبهم المحقة وعلى الضفة الأخرى يستغلها البعض لتكون منبراً للدعاية والتسويق الرخيص يتكئ عليها المعتدون لتبرير وشرعنة اعتداءاتهم.
كل ما تمَ طرحه في الدورات الـ73 الماضية لم يتم تنفيذه سوى ما يوافق مصالح الاستعمار وربيبته «إسرائيل» غير آبهين بمصالح شعوب العالم ومصائرها خاصة الشعوب العربية والتي تركزت مآسيها منذ احتلال فلسطين وتشريد شعبها والحرب على العراق وليبيا وسورية واليمن.
على مدى العقود السبعة الماضية، ماذا فعلت الأمم المتحدة لفلسطين، قسمتها ووهبت الصهاينة قسماً منها وشرعنت الاحتلال عام 1948 وقامت الدول الاستعمارية بإمداد الكيان الصهيوني بالأسلحة وأعطته فرنسا الأسلحة النووية وبنت له مفاعل ديمونة إلى أن انتقل نظام التبني إلى الولايات المتحدة التي بدورها أعطت الضوء الأخضر لإكمال الاحتلال في حزيران عام 1967 وشرعنت وجود «إسرائيل» ونكرت حقوق الشعب الفلسطيني الذي انتشر في أرجاء الأرض سعياً لنيل حقوقه واستكملت واشنطن مؤامرتها بالاعتراف بضم «إسرائيل» للجولان السوري المحتل.
الأمم المتحدة وقفت عاجزة على مر العقود أمام التسلط الأمريكي منذ غزو أفغانستان مروراً بالعراق وضرب وتدمير ليبيا وصولاً أخيراً إلى الاتفاق النووي مع إيران، حيث وقف جناحا الإمبريالية المتمثل ببريطانيا وفرنسا عاجزين عن الحراك أمام التعنت الأمريكي في هذا الملف النابع من مصلحة «إسرائيل»..
بالأمس أردوغان كان يعربد على منبر الأمم المتحدة ويطلق اتهاماته جزافاً ويحاول شرعنة احتلاله أجزاء من الأراضي السورية واسترضاء الدول الأوروبية بما يسمى «المنطقة الآمنة» وأنها ستحتوي على مليوني مهجّر في تنصل ممنهج لما تم الاتفاق عليه في قمة الدول الضامنة لعملية أستانا والتي لم يمض على انعقادها أيام ما يدلل على النيّات العدوانية المبيتة لهذا السلجوقي.
أطفال اليمن يموتون على مرآى ومسمع العالم بأسره ماذا فعلت الأمم المتحدة لإنقاذ ملايين اليمنيين؟ وماذا فعلت لملايين الفلسطينيين المحاصرين في قطاع غزة؟.
