تصادف يوم غد 11/11/2019 الذكرى السنوية الخامسة عشرة لاستشهاد القائد الفلسطيني ورمز الثورة والنضال الوطني، بكوفيته وزيّه العسكري ومسدسه الذي لم ينزعه عن خاصرته، الشهيد ياسر عرفات «أبو عمار».
فقد رحل المناضل في الحادي عشر من تشرين الثاني 2004، بعد أن رسخ نهجا ثوريا صلبا، وعقب حصار إسرائيلي جائر لمقر الرئاسة في رام الله ‹المقاطعة›، والذي جاء ردا على مواقفه الصلبة وتمسكه بالثوابت الوطنية.
وبرز حضور عرفات ومواقفه المؤثرة على مختلف مراحل النضال الوطني منذ انطلاقة الثورة المعاصرة من حنكة وثورية، وإرادة وصمود أمام كل التحديات، إذ أنه حوّل الكثير من الانتكاسات إلى انتصارات سجلها التاريخ.
ياسر عرفات وفلسطين كانت بداياته مع تأسيس حركة فتح، التي كانت تتألف من مجموعة من أصدقائه ، وتأسست حركة فتح في بداية النصف الثاني من القرن العشرين، واسم فتح هو اختصاراً (معكوس لـ حركة التحرير الوطني الفلسطيني) حركة فلسطينية وطنية ثورية تاسست عام 1963م اعترفت جميع الدول العربية بحركة فتح، وأصبحت هذه الحركة هي ممثلة عن الشعب الفلسطيني، وقد شارك الرئيس الراحل عّدة معارك، كان منها معركة السموع عام 1966م، وحرب الأيام الستة عام 1967م، ومصادمات الكرامة طوال عام 1968م، كما ترأس المجلس التنفيذي لحركة فتح عام 1969م، وشارك في الكثير من المؤتمرات التي تخص القضية الفلسطينية كمؤتمر أوسلو، ومن ثم عام 1996م استلم رئاسة السلطة الوطنية الفلسطينية في فلسطين بعد إجراء الانتخابات.
وبعد فشل مفاوضات كامب ديفيد في 2000 نتيجة التعنت الإسرائيلي وحرص ياسر عرفات على عدم التفريط بالحقوق الفلسطينية والمساس بثوابتها، اندلعت انتفاضة الأقصى في الثامن والعشرين من أيلول/ سبتمبر 2000، وحاصرت قوات الاحتلال الإسرائيلية عرفات في مقره، بذريعة اتهامه بقيادة الانتفاضة، واجتاحت عدة مدن في عملية سميت بـ ‹السور الواقي›، وأبقت الحصار مطبقا عليه في حيز ضيق يفتقر للشروط الدنيا للحياة الآدمية.
في النصف الأول من شهر تشرين الأول من قلب الحصار الذي كان فيه ، بدأت علامات المرض عليه، إذ ساءت أوضاعه الصحية كثيراً وتدهورت، وتوفي قبل يوم الاستقلال الفلسطيني بأربعة أيام، عن عمٍر بلغ خمسة وسبعون عاماً، وبعد وفاته ضج العالم بسبب موته فهناك ما أكد أن موته غير طبيعي وهو اغتيال، وأ ن اغتياله كان بالسم الذي دخل على جسده، وما زال الأمر ليومنا غامضاً.
الشهيد ياسر عرفات ما زال حيا في فكره ونضاله وقائدا ورمزا، وذكراه تنبض في قلوب محبيه.
التحقيق في استشهاده ما زال مستمرًا، ولجنة التحقيق الفلسطينية المكلفة بهذه القضية قطعت شوطًا كبيرًا في الوصول إلى الحقيقة، ويبقى الانتظار الى ان تتوصل هذه اللجنة إلى نتائج نهائية، ويتم إطلاع الشعب الفلسطيني عليها.
لقد وضع الشهيد ياسر عرفات غصن الزيتون في يد والبندقية في اليد الأخرى على منبر الأمم المتحدة ليقول للعالم ماذا تريدون؟ نحن نريد السلام والحياة ولكن عند الجد فالبندقية موجودة وسنقاتل حتى تحرير جميع الأراضي الفلسطينية بما فيها المقدسات الإسلامية المتمثلة بالقدس الشريف. هذه هي ملخص حياة وأهداف الرئيس الشهيد أبو عمار.
* محام وكاتب في الشأن الفلسطيني – مقيم في طولكرم