وضاح عيسى- تشرين
يحتفي شعبنا الأبي اليوم بذكرى الحركة التصحيحية التي قادها القائد المؤسس حافظ الأسد في السادس عشر من تشرين الثاني 1970، فكانت بحق محطة مهمة في تاريخ سورية العظيم ونقطة تحول كبرى حملت الكثير من المعاني والدلالات على مختلف الأصعدة كرست مناعة سورية وقوتها داخلياً وعززت من مكانتها عربياً وإقليمياً ودولياً.
ولعلنا في ذكرى التصحيح المجيد التاسعة والأربعين نستذكر إنجازاته العظيمة التي جاءت كرد على الأوضاع الصعبة التي مرت بها البلاد وقتذاك، فقد حقق نقلة نوعية في تاريخ سورية المشرف، بعدما أحدث تغييرات جذرية على مختلف جوانب الحياة السياسية والحزبية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والعسكرية، ففي ظل التصحيح أصبحت سورية في حلة جديدة، حيث انتعشت الحياة الحزبية واتسعت قاعدتها وأخذت الجماهير تأخذ دورها الحقيقي، وبدأت دولة المؤسسات والقانون والتعددية السياسية والعمل في أجواء ديمقراطية راسخة تم خلالها تشكيل مجلس الشعب وإقرار دستور دائم للبلاد وتأسيس الجبهة الوطنية التقدمية، ونظام الإدارة المحلية وبناء جيش عقائدي، وهذا ما حصن سورية وقوى بنيتها الداخلية.
واستطاع الجيش العربي السوري بالتنسيق مع الجيش المصري من تحقيق أعظم انتصار في تاريخ العرب الحديث في حرب تشرين التحريرية التي حطمت أسطورة «الجيش الذي لا يقهر» ودحرت الكيان الصهيوني وأعادت للعرب عزتهم وكرامتهم، كما رسخت سورية المفاهيم القومية وأيدت كل الخطوات الوحدوية بين العرب ودعت إلى الوحدة العربية وإلى تحقيق التضامن العربي على أقل تقدير، ودعمت المقاومة الفلسطينية واللبنانية سياسياً وعسكرياً، وتصدت لمؤامرات استهداف لبنان وتقسيمه وأعادت الهدوء إلى ربوعه، وناضلت ولا تزال في الدفاع عن الحقوق العربية.
ففي ظل التصحيح المجيد عززت سورية، في علاقاتها المبنية على الندية والاحترام المتبادل ومناصرة الحقوق مع دول العالم، مكانتها الكبيرة عربياً وإقليمياً ودولياً والتي أرساها القائد المؤسس حافظ الأسد كزعيم عالمي بمواقفه المبدئية وشجاعته وحكمته ونهجه في التصحيح الذي لازال مستمراً بقيادة السيد الرئيس بشار الأسد وقد أغناه فكراً وممارسة في مسيرة التطوير والتحديث التي يقودها باقتدار وحكمة في تحقيق كل الإنجازات على مختلف المجالات بما يلبي كل الطموحات.