صفاء إسماعيل : تشرين
ليس جديداً أن نسمع عن قيام النظام التركي بتجنيس الإرهابيين والمنتمين إلى تنظيم «الإخوان المسلمين» الإرهابي, لأن علاقة نظام رجب أردوغان بتنظيم «الإخوان» ليست جديدة، وإنما تمتد لسنوات طويلة عمل خلالها على تجنيد وتجنيس الشباب «الإخوان» من سورية ومصر وتركيا مقابل الانخراط في صفوف الميليشيات الموالية للجيش التركي واستخدامهم كوقود في حربه الاستعمارية التوسعية.
لكن الجديد هو قيام نظام أردوغان بتغيير أسماء من يتم منحهم الجنسية التركية لتسهيل عملية هروبهم من الملاحقات الدولية، خاصة أن أغلبية -إن لم يكن جميع- من حصلوا على الجنسية من المطلوبين على ذمة قضايا جنائية وإرهابية في دولهم وتم وضعهم على النشرة الحمراء لـ«إنتربول» الدولي، ولذلك قرر نظام أردوغان تعديل أسماء الإرهابيين لتكون مختلفة عن أسمائهم الحقيقية لحمايتهم من الملاحقة وليتمكنوا من التنقل بحرية.
عدا عن المخطط الخبيث الهادف إلى توطين المجنسين بالجنسية التركية للإقامة في المناطق الحدودية بين سورية وتركيا بهدف دق «مسمار جحا» لبقاء الجيش التركي في تلك المناطق ونفي صفة الاحتلال عنه, فإن لأردوغان غايات أخرى من وراء منح الجنسية التركية للإرهابيين دون النظر لأي قوانين أو إجراءات أمنية، وهي إيجاد كتلة تصويتية مضمونة له ولصالح حزبه «العدالة والتنمية» لضمان بقائه في الحكم.
اللافت, أن «السخاء» الأردوغاني في منح الجنسية التركية لم يشمل جميع المنتمين إلى تنظيم «الإخوان» وإنما فقط القيادات وأصحاب النفوذ بالإضافة للإعلاميين العاملين بقنوات التنظيم التحريضية التي تبث من تركيا، واللافت أكثر ما كشفته المعارضة القطرية من أن «أمير» قطر تميم بن حمد اتفق مع أردوغان على منح بعض عناصر «الإخوان» وقادتهم الجنسية التركية مجاناً بدون دفع الرسوم المقررة لمنع توقيفهم وتفادياً لتعرضهم للملاحقات خارج الحدود التركية في محاولة للالتفاف على القوانين الدولية وحماية الإرهابيين.
وعليه، فإن إيغال أردوغان في توزيع الجنسية التركية على الإرهابيين ينطوي على معانٍ خطرة وهي أنه مصر على عدم التخلي عن «الإخوان المسلمين» ونظرائهم من الإرهابيين الآخرين لأنهم جزء أساسي في استراتيجية حزبه وركيزة في تنفيذ تصوراته الخارجية، إذ لم يعد خافياً على أحد أن أردوغان خاض بسببهم معارك ضارية وتخلى عن قيادات كثيرة عارضت سياسته بهذا الشأن لكي يحظى باستمرار ببيادق يحركها كيفما يشاء في مخططه «العثماني» الخبيث في المنطقة.