تشير تقديرات وتوقعات إسرائيلية إلى أن بيني غينتس رئيس حزب «أزرق وأبيض» المنافسة لحزب «الليكود» وبنيامين نتنياهو، سيعلن خلال أيام قليلة قادمة عن حكومته بأغلبية ضئيلة اعتماداً على الأصوات العربية ومن خارج الحكومة، وذلك من أجل قطع الطريق نهائياً على نتنياهو أو إجراء انتخابات للكنيست للمرّة الثالثة في بضعة شهور، وإذا صح ذلك فإن نتنياهو سيواجه مصيره كمتهم رشوة وفساد خلف القضبان.
من هنا يتضح ما كانت تخفيه أو تتستر عليه عملية اغتيال القيادي الفلسطيني في غزة بهاء أبو العطا بقرار من نتنياهو، حيث أراد من وراء ذلك أن يغامر ولو على نحو أحمق بأنه «سيد الأمن» في الكيان الصهيوني، لكن
ما ترتب على عملية الاغتيال أوقع نتنياهو في مصيدة الفشل وواجه اتهامات واسعة من أنه «سيد الفشل» وليس «سيد الأمن» لما عاشته «إسرائيل» من شلل في الحياة اليومية ومن رعب وفزع بسبب حرب صواريخ المقاومة الفلسطينية التي فرضت لجوء الإسرائيليين والمستوطنين إلى الملاجئ وتعطيل الدراسة، وتوقف المطارات والمصانع وحركة النقل، إلى حد أن الكيان الصهيوني برمته قد فقد بالكامل والواسع قوة الردع التي طالما تحدث عنها مسؤولون على المستويين السياسي والعسكري أن الحديث الذي طغى وسيطر على الوضع السياسي والعسكري والاجتماعي والاقتصادي في هذا الكيان الغاصب هو الحديث عن الصراع مع تحدي الصواريخ الفلسطينية والذي لن يكون في متناول اليد وبعيداً جداً، وارتبط ذلك أيضاً بحديث أكثر خطورة يتمثل بأزمة الوجود، واستحالة وصول «إسرائيل» إلى مستقبل من دون قذائف ومن دون شلل في الحياة.
لقد سخر الإسرائيليون قبل غيرهم من ادعاءات صدرت عن قلوب باردة من أن الجولة مع غزة قد انتهت هذه المرّة بعد 50 ساعة, ولاسيما أن الذي انهار خلالها هو الأمن الإسرائيلي، في حين أن غزة شعرت بسعادة غامرة لأنها نجحت في إنهاء الحياة اليومية في «إسرائيل». ولا شك أن المقاومة الحقيقية في حرب الصواريخ الفلسطينية ستكون حين تصبح «إسرائيل» عرضة لهجوم من 100 ألف صاروخ ذات رؤوس حربية يمكن أن تكون أكبر بعشرة أضعاف من تلك التي تم إطلاقها إلى جانب دقتها الفائقة، مادامت معادلة الصراع ليست في مصلحة «إسرائيل».
أحمد صوان – تشرين