وعلى الرغم من فضيحة لانجفان. كرمت الأكاديمية السويدية للعلوم ماري كوري ومنحتها جائزة نوبل في الكيمياء لتصبح الشخص الوحيد الفائز بجائزه نوبل في اثنين من العلوم المختلفة. وبعد شهر من قبولها جائزه نوبل 1911، أدخلت إلى المستشفى وهي تعاني من الاكتئاب ومتاعب الكلي.
وخلال فتره وجودها في المستشفى، تلقت رسالة من آينشتاين، يقول فيها “يرجى تجاهل الكارهين“. وبالفعل عادت ماري إلى مختبرها بعد فجوة تبلغ حوالي 14 شهرًا..
منذ ذلك الحين، أصبح من الصعب جدًا التركيز على العلوم وربما بسبب ظروف الحرب العالمية الأولى وربما لأن ماري لم تغفر لنفسها ورطة العلاقة مع لاجفان .
وبنهاية الحرب، دعيت إلى وارسو لتشهد احتفال وضع أساس معهد الراديوم. لكن زيارة كوري الأخيرة لبولندا كانت في أوائل 1934 (قبل الحرب العالمية الثانية) حيث توفيت من فقر الدم الخبيث، الذي أصابها نتيجة التعرض الطويل للإشعاع، وفي عام 1935 أزيح الستار في وارسو عن تمثال لها بالحجم الطبيعي في الحديقة المواجهة لمعهد الراديوم، أما في فرنسا فقد شهد يوم العشرين من أبريل 1995 حدثًا تاريخيًا حين شهد الرئيسان الفرنسي والبولندي مراسم نقل رفاتها هي وزوجها بيير لتدفن في البانثيون، مقبرة العظماء لتكون المرأة الوحيدة في تاريخ فرنسا التي تدفن هناك تقديرًا لما قدمته لفرنسا والبشرية.
شخصية غريبة
واصلت ماري العمل في المختبر بنفس الرداء لسنوات طوال، وامتنعت عن تسجيل براءات عملية فصل الراديوم، بحيث يمكن للأوساط العلمية أن تقوم بأبحاثها دون عوائق. وكانت المساعي العلمية أكثر عزيزة لها من الفوائد النقدية. في الواقع ، حتى أنها أعطت الكثير من المال من جائزه نوبل للأصدقاء والاسره والطلاب والباحثين المنتسبين.
وكانت ماري كوري ملحدة، ولم ترغب في إقامة طقوس دينية لمراسم جفل زفافها. ارتدت زيًّا أزرق داكنًا، بدلًا من ثوب الزفاف، وظلت ترتديه في المختبر لسنوات قادمه. وكما قال أحد الضيوف“كانت ماري هي أكبر اكتشافات بيير“.
واليوم يستخدم الراديوم لإنتاج الرادون، وهو غاز مشع يستخدم لعلاج بعض أنواع السرطان. وكان لدى ماري قناعه قويه بأن عملها سيوفر فوائد هامة لبقية البشرية. كان الشغف بالعلم رفيقها منذ سنواتها الأولى، وحتى أنفاسها الأخيرة، دافعت بشجاعة عن المنهج العلمي وخاطبت الجميع بقولها:
لا يوجد في حياتنا ما نخشاه، هناك فقط أشياء بحاجة إلى المزيد من الفهم، إننا نخاف فقط ما نجهله.
المصادر: كتاب هوس العبقرية، الحياة السرية لماري كوري https://blogs.sciencemag.org/books/2017/10/31/marie-curie-at-150/?utm_campaign=SciMag&utm_source=JHubbard&utm_medium=Facebook https://www.wondersofphysics.com/2019/10/biography-of-marie-curie.html