حين يجري الحديث عن الإعلام الغربي، تتراءى للأذهان تلك «الحرية» واحترام الرأي، إلا أن التجارب في معترك حرب تقوم هنا، وأخرى هناك، وتزاحم الأحداث التي تكشف الحقائق والمفاجآت يبدد تلك الصورة الأولى لتحل محلها صورة أخرى لهذا الإعلام.
كلما اقتربت حقيقة دامغة من محيط هذه الرؤيا، لابد أن يقترب معها التشخيص الحقيقي لحالة الإعلام الغربي، والتي تؤكد بكل وعي وإدراك أن الإعلام الغربي ليس إلا آلة حرب وسياسة في أيدي أرباب الحرب والسياسة الغربية.
أحدث مثال صارخ في هذا المجال هو ما أقدم عليه تلفزيون «rai news 24» الإيطالي حيث امتنع عن بث مقابلة أجراها مع السيد الرئيس بشار الأسد.
لم يتحمل على ما يبدو هذا التلفزيون والقائمون عليه سماع الحقيقة، بشأن كون أوروبا سبباً رئيسياً في خلق الفوضى في سورية وهي من دعمت الإرهاب إلى جانب الولايات المتحدة وتركيا ودول أخرى..
نقاط عديدة في المقابلة أسقطت في يد الأوروبيين منها ما يتعلق بأكاذيب الأسلحة الكيميائية، واللاجئين، والوضع الاقتصادي، وصولاً إلى إعادة الإعمار وكلها أوروبا سبب رئيسي فيها ففي موضوع الأسلحة الكيميائية وكما هو معروف فإن التنظيمات الإرهابية على شاكلة «الخوذ البيضاء» تعدّ المنفذ الرئيس للسيناريو المعد مسبقاً في دوائر الاستخبارات الغربية وكما هو معروف أيضاً فإن نشأة هذه المنظمة تمت برعاية وتمويل استخباراتي أوروبي، والمواد التي تنقل إلى مناطق سيطرة الإرهابيين شمال سورية، تتم برعاية ضباط غربيين.
أما في موضوع اللاجئين فإن الدول الأوروبية وبتنسيق مع راعي الإرهاب الأول (أردوغان) جرى استغلال ما يجري في سورية بفعل الإرهاب، علاوة على ذلك فإن الشعب السوري يعاني حصاراً اقتصادياً جائراً وغير شرعي يطال كل ما يتعلق بتفاصيل حياته من حبة الدواء إلى لقمة العيش.
الحكومات الغربية تحرص على «سياسة الانفتاح والفضفضة والنقد والرأي» في إعلامها الذي يتناول القضايا الداخلية والخاصة بشعوبها، ولكن حين يتعلق الأمر بقضايا وحقوق الدول الأخرى والسياسات الخارجية فلابد من حجب المعلومات ومنع أي صوت لا ينسجم مع سياساتهم.
الإعلام الغربي لا يتردد في التعتيم على الحقائق والترويج لموقفه، وللابتزاز السياسي في آن، وقد تكرر هذا كثيراً خلال حروب الغرب ضد أفغانستان والعراق وفلسطين ويتكرر فيما يخص الحرب الوحشية على سورية.
شوكت أبو فخر – تشرين