لعبة أمريكية «إسرائيلية» قذرة ومركبة مع بعض المشيخات الخليجية لتمرير «صفقة القرن» أماط اللثام عنها وزير خارجية الكيان الصهيوني يسرائيل كاتس، أول فصولها جاءت تحت غطاء وشماعة مزاعم توفير العيش الكريم وفرص عمل لسكان غزة وذلك عبر زرع جزيرة صهيونية عائمة بتمويل ألماني «شكلاً» وقطري «فعلاً» على بعد 5كم من شاطئ غزة وبمساحة 4,5كم وعرض 2 كم يقام عليها 3 موانئ تجارية ومجمع بضائع حر ورصيف بحري ومطار جوي وجسر حديدي متحرك يصل بين الجزيرة الموما إليها وغزة على أن تكون إمكانية قطعه ومراقبته داخلياً وخارجياً بيد الكيان الصهيوني.
رغم خطورة ما أشرنا إليه وخنق غزة أكثر وابتلاع مياهها المحلية إلا أن ما تريده «إسرائيل» أعمق من ذلك وهو فتح قناة بن غورين التي سوف تربط إيلات مع البحرين «الأحمر» و«المتوسط» وبذلك تبتلع كل الموانئ المجاورة.
وهذا مربط الفرس.. ولتمرير ذلك ادعت واشنطن أن عناصر بحريتها صادرت مؤخراً في بحر العرب شحنة متجهة لـ«أنصار الله» تضم أجزاء من صاروخ إيراني جديد يمكن أن يحمل رأساً نووياً، وهذا الإعلان جاء متناغماً مع نية توقيع اتفاقية عدم اعتداء بين كيان الاحتلال الإسرائيلي وبعض مشيخات الخليج إضافةً إلى المغرب.. وهذه الاتفاقيات هي الوجه الخفي لما يسمى «ناتو» عربياً لينتهي الصراع بين «إسرائيل» وتلك الدول من جهة والاتحاد معاً لمواجهة مزاعم «الخطر الإيراني» غير أن تفسير كاتس أبعد من ذلك وهو إنهاء الصراع الذي لم يكن أصلاً موجوداً عبر التاريخ لأن هذه الدول تبعد آلاف الأميال عن فلسطين المحتلة ولم تقف يوماً إلى جانب قضيتها بل كانت شوكة في خاصرتها وتآمرت عليها في السر والعلن والتاريخ يشهد.
إشباع رغبة بعض العربان بحرب عبثية مع طهران وإطالة عمر نتنياهو السياسي وإمكانية تشكيل حكومة بعد أن فشل بذلك عدة مرات وتأجيل دخوله السجن على خلفيات الفساد والخيانة.. وفي الوقت ذاته ضخ أمانٍ إسعافية لحليف «إسرائيل» التاريخي ترامب في فترة رئاسية ثانية بعد انخفاض اسهمه بعد إجراءات عزله التي انطلقت رسمياً، لكن هذه مجرد أضغاث أحلام.
عارف العلي – تشرين