يدرك الديمقراطيون في الكونغرس الأمريكي أن إجراءاتهم عاجزة عن عزل الرئيس دونالد ترامب، لكنهم رغم ذلك يتمادون في إنجازها، ولا يأبهون لحالة التوتر التي تزداد حدة مع البيت الأبيض..
– يخوض الديمقراطيون معركة استنزاف، لا تبلغ بهم نحو الهدف الأكبر، جاء توقيتها مناسبا في برنامج الحياة الأمريكية، رغم افتقارها لسلاح استراتيجي يطيح بخصم أثار الضجيج في عالم السياسة..
– أداة شرعية لجأ الديمقراطيون لاستخدامها، هي التصويت النيابي على قرار تحقيقاتهم التمهيدية لإضفاء طابع رسمي على إطلاق إجراءات عزل الرئيس دونالد ترامب، ووضع إدارة البيت الأبيض أمام الأمر الواقع..
– أعدت نانسي بيلوسي رئيس مجلس الكونغرس نص القرار الذي اعتقدت أن التكتل الجمهوري سيوافق عليه، لكنه، قوبل برفض فوري من قبل البيت الأبيض والقيادات الجمهورية، التي شبهته بإجراءات بالية كان الاتحاد السوفياتي يستخدمها حين يريد الإطاحة بشخص ما..
– تناغمت انتقادات النواب الجمهوريين لإجراءات الكونغرس، مع موقف إدارة البيت الأبيض، الذي اعتبر، أن القرار يؤكد الاستمرار في حرمان ترامب وإدارته من حق أساسي في إجراءات نزيهة..
– عجز الديمقراطيون عن إقناع خصومهم بأن فتح جلسات التحقيق للعموم في لجنتي الاستخبارات والشؤون القضائية والسماح لمحامي الرئيس وشهود الجمهوريين بالمشاركة فيها في المرحلة القادمة، سيضمن حق الرئيس دونالد ترامب في ضمان إجراءات قانونية عادلة..
– رغم ذلك لم يتراجع الديمقراطيون عن موقفهم، ويشعرون بأنهم الأقوى، طالما يمتلكون شهادات مسؤولين حاليين في إدارة دونالد ترامب، بما يعد زخما جديدا للدفع باتجاه إطلاق إجراءات العزل معتمدين على أغلبيتهم في مجلس النواب..
وترى رئيس مجلس الكونغرس أن لديها “ما يكفي من أدلة” للسير قدما باتجاه صياغة مذكرات العزل في لجنة الشؤون القضائية..
– هل هي معركة سياسية أم قضائية ؟ الديمقراطيون ينشدون العدالة من وجهة نظرهم، والرئيس دونالد ترامب يراها معركة سياسية يغذيها أعداءه ومنافسوه، فهو مازال يؤكد أن بعض الشهود أمام جلسات الكونغرس أعداء سياسيين عارضوا كونه رئيسا من البداية، ويرى أن نص مكالمته مع الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، يثبت براءته من أي مقايضة بالمساعدات الأميركية مقابل فتح تحقيق بشأن منافسه المحتمل في الانتخابات الرئاسية جو بايدن ونجله هانتر..
-يتمسك ترامب بسلامة وقائع القضية، التي تؤكد من وجهة نظره على أنه لم يرتكب أي ذنب يبرر ما يصفه “أكبر مطاردة سياسية في التاريخ الأميركي”..
-الجمهوريون متماسكون، امتازوا بوحدة الموقف، وإدارة البيت الأبيض مطمئنة لهذا الموقف الذي يعرقل إجراءات الديمقراطيين، ولم يبق أمامهم سوى تكثيف الجهود لوضع إستراتيجية ثابتة لكسب الرأي العام في معركة المناورات السياسية الأقوى من الإجراءات القانونية..
-فريق إعلامي قانوني تشكل داخل البيت الأبيض، يختص في التعامل مع “إجراءات العزل”، بينما يصر الجمهوريون على إنشاء “غرفة حرب” شبيهة بتلك الغرفة التي أنشأها الرئيس الأسبق بيل كلنتون لمواجهة إجراءات عزله في “فضيحة مونيكا” وفاز بالبراءة في مجلس الشيوخ..
-يدرك الديمقراطيون أن مجلس الشيوخ بأغلبيته الجمهورية لن يصوت على قرار عزل الرئيس دونالد ترامب لو أقرت إجراءات العزل في مجلس الكونغرس، فما الذي يدعوهم نحو السير قدما باجراءاتهم التي لن تبلغ هدفها ؟.
-لا أحد يستبعد هدف الديمقراطيين في ترسيخ حظوظ مرشحهم جو بايدن في الانتخابات الرئاسية المقبلة، بزعزعة القاعدة الشعبية لدونالد ترامب، لكن مشاغلة إدارة البيت الأبيض التي تدير انقلابا على نظم السياسة الأمريكية المتوارثة داخليا وخارجيا، يخشون من عواقبه، هو الهدف الأقرب في حساباتهم ..