هي حلب التي لم تغادر القلوب والأفئدة والمهج، ولم تتخل عن الصمود والمقاومة والتحدي، وأبت أن تكون خارج الجغرافيا الوطنية أو بعيدة عن القاعدة الذهبية التي أنجزت كل هذه الانتصارات «الشعب- الجيش- القائد». إذاً هو النصر بحلب ومعها ومنها ولن يكون ما قبل تأمين حلب بالكامل كما بعد ذلك، فالقادم أجمل، لأن عهد حلب هو أن تظل صانعة للتاريخ، تحدّت وانتصرت، واجهت تحديات الإرهاب، فكان تحديها لهذه التحديات هو الأقوى والأكثر منعة وصلابة ولتكون أيضاً «المقبرة التي ستدفن فيها آمال وأحلام السفاح أردوغان» كما بشّر ومنذ وقت غير بعيد الرئيس بشار الأسد، وهي بشارة قائد لوطن وشعب ولجيش يعرف تماماً كيف يمتلك إرادته بشرف وإخلاص وكرامة. وحين أراد الرئيس الأسد أن يوجّه حديثه لأهلنا في حلب الصامدة، قال مؤكداً: «لن يهدأ لنا بال حتى تعود آمنة مطمئنة».
وهاهي حلب تنعم بالتحرير والتأمين الكامل والشامل ولتتلاقى أفراح كل السوريين بهذا النصر المؤزر ومن كل الجهات شمالاً وجنوباً، شرقاً وغرباً، من أجل أن تثمر هذه الإرادة الوطنية مستقبلاً واعداً أول ما يبدأ من تحرير الأرض والجغرافيا من الإرهاب والإرهابيين، ومن إرغام الدول الضامنة لهذا الإرهاب على الانسحاب من أراضينا، لأنها تلفظ الاحتلال كما لفظت وفرضت على التنظيمات الإرهابية الهروب والفرار بعد أن نجح الجيش العربي السوري بتطويقهم ومحاصرتهم في عمليات قتالية نوعية، وفي معارك بطولية حققت النصر بتأمين مطار حلب الدولي، والطريق الدولي حلب- دمشق، ولم يعد أمام الإرهابيين من طريق أو منفذ إلا الهروب إلى دارة عزة وعفرين، وهو ما يعني أن الانتصارات إلى مزيد بما فيها مدينة إدلب وجسر الشغور وإلى معبر باب الهوى وأريحا وكل شبر من جغرافيتنا الوطنية، هذا هو قرارنا السيادي، حيث لا قرار سواه.
احمد صوان – تشرين