أكد مقال نشره موقع «استراتيجك كالتشر فاونديشن» أن وسائل الإعلام الغربية تنخرط في حملة تشويه صارخة ومثيرة للغضب لما يجري بالفعل في سورية، من خلال الضرب مجدداً على وتر العواطف الإنسانية. وقال المقال: من غير المقبول حالياً أن تقوم وسائل الإعلام الغربية ببث الرواية الخيالية المعتادة حول ما يسمى تضليلاً «المتمردين المعتدلين»، الذين تلاشوا مثل الوهم الذي كانوا عليه دائماً، فلم يتبق منهم إلا فلول الجماعات الإرهابية التي تتركز في شمال غرب سورية، والعنصر المسيطر عليها هو تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي الذي نفذ أبشع الجرائم الوحشية ضد المدنيين.
ولفت المقال إلى أنه لا يمكن لوسائل الإعلام الغربية بعد الآن غسل الصورة الدموية للإرهابيين وتصويرهم على أنهم «متمردون معتدلون»، حتى لو اتكأت على تأجيج «المشاعر الإنسانية» كوسيلة لتقويض الحق السيادي للجيش العربي السوري في هزيمة وتخليص البلاد من آفة الإرهاب، التي تمكن من استئصالها من معظم أنحاء البلاد.
وأوضح المقال أنه يتم استخدام العديد من المدنيين المحاصرين في مناطق انتشار الإرهابيين كدروع بشرية من قبل هؤلاء الإرهابيين لعرقلة تقدم الجيش العربي السوري، لافتاً إلى أن وسائل الإعلام الغربية تعمل كمنصة إعلامية للجماعات الإرهابية وعملائها من ذوي «الخوذ البيضاء» من خلال بث ادعاءات كاذبة ضد الجيش العربي السوري وحلفائه.
وأشار المقال إلى أن الإعلام الغربي تجاهل إلى حد كبير الحدثين المهمين اللذين حدثا مؤخراً، ما يدل على أجندته السياسية المزدوجة، وهما تحرير الجيش العربي السوري عشرات القرى والبلدات بريف حلب من الجماعات الإرهابية، والاحتفالات الكبيرة اللاحقة التي أقامها الأهالي هناك، والحدث المهم الثاني كان إعادة فتح مطار حلب الدولي أمام الرحلات الجوية، والذي بقي مغلقاً حتى بعد تحرير المدينة بالكامل في نهاية عام 2016 وذلك نتيجة القصف المتواصل من الجماعات الإرهابية الموجودة في أرياف حلب على المدينة.
وأكد المقال أنه منذ بداية الحرب على سورية قامت الحكومات الغربية بتسليح الجماعات الإرهابية التي ألحقت الكثير من المعاناة بالسوريين وفق مخطط شيطاني لـ«إسقاط» الدولة السورية، لافتاً إلى أن الشعب السوري وحكومته وجيشه قاوموا هذه المؤامرة الإجرامية بشجاعة نحو عقد من الزمن وهي الآن في مراحلها النهائية.
وتابع المقال: تم فضح النظام التركي في الوقت الحالي بشكل أوضح وكشف حقيقته بأنه شريك للجماعات الإرهابية التي يحاربها الجيش السوري وحلفاؤه، علماً أن الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا جميعها لعبت دوراً قذراً في تأجيج الأزمة في سورية لكن وسائل الإعلام الغربية لا تقدم على تغطية ذلك لأن الإجرام المرتكب من الحكومات الغربية أمر مخز للغاية بحيث لا يمكن كشفه لشعوبها.
وأكد المقال أن وسائل الإعلام الغربية لو كانت تشعر حقاً بقلق حقيقي بشأن «الجانب الإنساني» كما تدعي لكانت قدمت تقريراً يفضح دور حكوماتها في إيجاد هذه المعاناة ولكانت تحدثت عن الاحتلال الأمريكي غير الشرعي لأراضٍ سورية ونهب حقول النفط السورية وتشديد الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي الحصار الاقتصادي على البلاد وإعاقتها عن إعادة البناء، وفي الواقع إن الإعلام الغربي أكثر من مجرد أداة للدعاية، إنه متواطئ في جرائم الحرب المقترفة ضد سورية لأنه شوه عن قصد الحقيقة للتستر على حكوماته الإجرامية.
ترجمه