«وورد سوشاليست»: الحكومات الغربية تتبنى سياسة الإهمال في مواجهة «كورونا»!

رأى مقال نشره موقع «وورد سوشاليست» أن استجابة حكومات العالم الغربي لمواجهة انتشار فيروس كورونا فوضوية وغير منظمة ومرتجلة، وتُظهر سياسة محددة يمكن تعريفها على أنها إهمال خبيث، أي إن الحكومات تتخذ قراراً مدروساً لتقليل استجابتها، وتبني موقف اللامبالاة إزاء انتشار الفيروس.
وقال المقال: في أواخر الستينيات، وفي خضم انتشار الإضرابات الجماعية وأعمال الشغب في جميع أنحاء الولايات المتحدة، فقد اعتمدت إدارة نيكسون سياسة «الإهمال الحميد» للمدن الأمريكية، المتمثلة في تجاهل أسباب الاضطرابات الاجتماعية الهائلة على أمل أن يقود ذلك إلى تبديد الاحتجاجات، مضيفاً: في استجابتها السلبية الكاملة لمنع انتشار الفيروس التاجي، الذي لا يمكن السيطرة عليه إلا من خلال تدخل حكومي منسق ومكثف، قامت الحكومات الغربية بتوسيع سياسة «الإهمال الحميد» إلى شيء أكثر سوءاً.
وأشار المقال إلى أن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أعلنت مؤخراً أنه من المحتمل إصابة 60 إلى 70% من سكان ألمانيا بفيروس كورونا، بينما أشار رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون إلى أن المزيد من العائلات البريطانية ستفقد أحباءها قبل أن يحين وقتهم.
اللافت للنظر، وفقاً للمقال، أن لا الحكومة البريطانية ولا الحكومة الألمانية أعلنت عن تخصيص أموال إضافية كبيرة للتعامل مع الأزمة، وبدلاً من ذلك، فقد أصر كبير المستشارين العلميين لجونسون على أن الحكومة البريطانية يجب ألا تحاول منع الفيروس التاجي من إصابة البريطانيين.
وتابع المقال: لكن الاستجابة الأكثر قسوة جاءت من جهة الولايات المتحدة، حيث عقد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الأيام القليلة الماضية مؤتمراً صحفياً في البيت الأبيض مع مسؤولين تنفيذيين من بعض أكبر شركات الرعاية الصحية والتجزئة في الولايات المتحدة، وبينما لم يعلن ترامب عن أي تدابير إضافية لوقف انتشار كورونا أو تكثيف العلاج للمرضى، فقد أشار إلى أنه سيتم تلزيم الإجراءات الحكومية بالكامل تقريباً للشركات الخاصة، فبدلاً من إجراء الاختبارات من مراكز السيطرة على الأمراض في الولايات المتحدة، فإنه سيتم إجراء جميع تشخيصات الفيروسات التاجية بشكل فاعل من الشركات الخاصة، وبدلاً من العلاج في مرافق المستشفى أو في الممتلكات العامة، فسيتم إجراؤها في مواقف السيارات الخاصة بتجار التجزئة الكبار!.
وأضاف المقال: وبالنسبة لترامب، فإن هذا الوباء يعدّ فرصة ربحية للمديرين التنفيذيين الذين يقفون إلى جانبه، والذين يكمن هوسهم بالربح وراء التدمير المنتظم للخدمات الاجتماعية ووقف تمويلها، وبالنسبة للنخب الحاكمة، فإن وباء الفيروس التاجي لا ينظر إليه على أنه أزمة رعاية صحية، بل كأزمة تعترض السوق، فكان الشاغل البارز دائماً هو مدى تأثير هذا المرض على أسعار الأسهم.

ترجمة  : راشيل الذيب – تشرين

Related Posts

Next Post

آخر ما نشرنا