العالم يعيش حالة تخبط حيال جائحة “كورونا”، فنصفه تحت الحجر الصحي ونصفه الآخر هائم على وجهه.. ما قبل “كورونا” ليس كما بعده، فنظام عالمي جديد سوف يتبلور قريباً.. وحجر الدومينو الأول الاتحاد الأوروبي صاحب العملة الموحدة والحدود المفتوحة يتفكك ليس بقوى خارجية ولا بتأثير تحالفات عسكرية جديدة ولا بعداءات خارجية لها علاقة بالايديولوجيا من عيار حلف “وارسو” السابق.. وإنما بانهياره من الداخل عبر أحلاف أخلاقية وإنسانية لمواجهة الأوبئة والفيروسات البيولوجية الطارئة والمستجدة من عيار فيروس “كورونا” الذي كشف عورة أوروبا والعالم الغربي الذي كان بالأمس يفاخر بأنة عالم الشمال المتقدم الصناعي الحضاري، بينما في الحقيقة تبين أن 90% من الأدوية التي يستخدمها اليوم في محاصرة “السلطان كورونا” صنعت في المختبر الصيني، بينما القارة التي سميت بالعجوز وتستحق ذلك لم تصنع حتى قطعة قماش “كمامة” وأن أنظمتها الصحية ضحلة أو تتبع لشركات خاصة وهذا ما أثبت أنها عاجزة، فيما اكتسب النظام الصحي الطبي الموجه المخطط المدروس الصارم الواضح في الصين مصداقية ونال ثقة مواطنيها بهذا النظام وبقيادتها.. وتبادلوا الثقة بالثقة.
ما نريد قوله إنه لا توجد دولة محايدة.. الكل تحت الضغط ولن تنفع العسكرة وإغلاق الحدود ولا استنفار الجيوش وأجهزة الرصد وتحريك الأقمار الصناعية في سماء الأعداء ولا صرف ميزانيات على سباق تسلح وحرب نجوم افتراضية، فقد اتضح للقاصي والداني أن الدول الغربية التي كانت تصنف “قلاعاً” أمست فعلاً أوهن من بيت العنكبوت.. ورغم فداحة الموقف فإن جلَّ الدول الغربية تسابق الزمن ليس لإنقاذ نفسها والبشرية، وإنما للاستئثار بحصة أكبر من اللقاحات والأدوية لتحقيق أرباح خيالية لقناعتها أن من ينتج ترياقاً لـ”كورونا” سوف يتسيد العالم.
اللافت اليوم أن الترتيب بوفيات “السلطان كورونا” وليس القوة الاقتصادية أو العسكرية أو الاحتياجات من الذهب والفضة والنفط، أصبح شغل العالم الشاغل، ومع هذا وذاك لم تتعظ التي تدعي أنها عظمى، والمشكلة ليست في الأوبئة والفيروسات والأزمات الاقتصادية التي وقودها الشعوب، بل من يقود العالم من دون أخلاق أو قيم أو مبادئ.. والخط الأعوج من (الكاو بوي) الأمريكي.
عارف العلي: تشرين