حتى الآن لم يدرك الإنسان هول كورونا! كورونا كهرباء سريعة التفشي في الاتجاهات الأربعة فضحت وعرت الانسان، وكم انه هش الى حد لا يوصف، فايروس لا مرئي «صغير» لا يرى بالعين المجردة، ولا يعلم من اين جاء، ولا كيف ولد، ولا كيف يقاومه، ولا متى يختفي، ويموت.
قبل كورونا، كان الانسان مصابا بالجبروت، وداء القوة والعظمة، وأكثر ما تسمع عن منازلات في حلبات الصراع وأفراد القوة واستعراضاتها، وكل معركة تمهد لمعركة أخرى اكبر.
فضح الفايروس النظام العالمي والقوى الكبرى. ضرب الصين بالأول، وسمعنا كيف تشفى الرئيس ترامب بالصينيين واتهمهم بالتقصير وإخفاء والحقائق، وعدم تقديم الرعاية الكافية لمواطنيها، وصبغ الفايروس باسم سياسي « كورونا الصينية «.
كورونا لربما على شدة بشاعتها الا انها حكيمة في العلاقات الدولية، فالضربة في الديار الامريكية كانت قاسية وموجعة اكثر، فالمصابون في امريكا يفوق تعدادهم ما اصاب الصينيين والعالم كله.
وكم ان كورونا تحمل مفاجآت؟ وفي تجوالها في العالم فإنها ضربت مدن الرقي والتمدن والنظافة، باريس ولندن ومدريد وجنيف.
العالم، وبدل ان يتوحد في مواجهة خطر كورونا الداهم، فان كل بلد يقفل بابه، وتحول العالم الى غرف صغيرة مغلقة، التعاون والتشارك والتآخي والتعاضد الدولي من القيم البائدة وغير المطروقة في السياسة العالمية الجديدة مع كورونا، والحال قبلها كان أسوأ.
الصين كانت المبادرة في تقديم مساعدات لإيطاليا، وكذلك روسيا لحقتها بخطوة عندما قررت تقديم مساعدات وأدوات طبية وإرسال كوادر طبية لإيطاليا الأكثر تعرضا لمصائب هذا الوباء في العالم.
المعركة ليست سهلة. والتضامن والتعاون من القيم الفاعلة والناشطة في صد كورونا. وكم نحتاج في الأردن الى مزيد ومزيد من التعاون والتضامن لنصحو من كبوة كورونا.
كما ان البقاء في البيت يحمي من الإصابة بكورونا، ويقي الفرد والجماعة. فنحن نحتاج اكثر الى حب وزراعة أمل وثقة وإيجابية لربما بهذه الأسلحة يمكن ان نقتل كورونا قبل ان يكتشف العلماء مصلا وعقارا وعلاجا.
فارس الحباشنة – الدستور الأردنية