استخدم رئيس النظام التركي رجب أردوغان، مؤخراً خلال مؤتمر صحفي عن فيروس كورونا، العبارة الأكثر ازدراء “بقايا السيف” والتي تحمل معاني الكراهية والحقد.
وقال أردوغان: “نحن لا نسمح ببقايا الإرهابيين من السيف في بلادنا، لمحاولة القيام بأنشطة إرهابية، لقد انخفض عددهم كثيراً لكنهم ما زالوا موجودين”.
وعبارة “بقايا السيف” هي إهانة شائعة الاستخدام في تركيا تشير غالباً إلى الناجين من المذابح التي استهدفت بشكل رئيسي الأرمن واليونانيين والآشوريين في عهد الإمبراطورية العثمانية البائدة.
إن استخدام “بقايا السيف” لا يمثل إنكاراً للمذابح أو الإبادة الجماعية، بل على العكس يعلن “فخر” الجناة والمجرمين بما ارتكبوه من مذابح وحشية.
والأنكى من هذا أن نسبة عالية من الأتراك، وخاصة حاضنة أردوغان “الإخواني” يؤيدون هذا التاريخ الدموي “بفخر” من دون أي محاولة لمواجهته بصدق أو احترام الضحايا، بل يصفون هؤلاء الضحايا “كجناة” ويثنون على المجرمين ويهينون ذكرى الضحايا وأحفادهم.
هو وجه أخر قبيح يبديه أردوغان الذي لم يتورع -في وقت يواصل دعم كل التنظيمات الإرهابية- عن “الافتخار” بالمذابح، والتلويح بتكرارها مرة أخرى..
لم يكشف أي رئيس أو دبلوماسي تركي حقيقة ما يكشفه وكشفه هذا الإرهابي أردوغان الذي كشف بشكل صريح عن ثقافة الكراهية والحقد الدفين والمتأصل، في نفوس كل الإرهابيين من أمثاله وعدائهم لكل من يخالفهم الرأي، واستعدادهم الدائم لارتكاب المجازر جرياً على عادات أجدادهم.
ما تفوه به أردوغان هو اعتراف ضمني بأن أجداده قاموا حقاً بإبادة الأرمن بالسيف.. وهذا برسم المجتمع الدولي والمنظمات الدولية لكي تأخذ هذه الأقوال، وتقدم دعاتها للمحاكمة، فهؤلاء هم سلالة أدمنت القتل والإرهاب، أما تركهم يعبثون بحياة ومستقبل الشعوب والدول، فهو استهتار بقيم العدالة والإنسانية وبمنزلة جريمة قتل مرة أخرى للضحايا الأبرياء.
إن استمرار هذا الإرهابي في الصراخ والمجاهرة بعدائه للآخرين سيزيد من معرفة العالم بحقيقة هذا الإجرام المتواصل، كما سيوسع من دائرة الإدانة لجرائمه وجرائم أجداده العثمانيين، ولن يطول الوقت لكي يقف العالم كله بوجه هذا الطغيان ويسوق متزعميه إلى العدالة.
شوكت أبو فخر – تشرين