عبير فواز البدعيش.. سورية من محافظة السويداء .. مدربة تنمية بشرية متحصلة على الزمالة الدولية بمستوى خبير لغة جسد وتحليل الايماءات الوجهية… وأخصائي وممارس لغة جسد… وكيل حصري في سوريا لأكاديمية نابس البريطانية للعلوم الشخصية… مدربة متخصصة في البرتوكول الدولي والاجتماعي والاتكيت تحمل اجازة في الادب العربي
كميرا سنمار سورية الاخباري كان لها وقفة مع المدربة “عبير” وتحدثت لنا الحديث التالي :
- لغة الجسد هي تلك اللغة العالمية الوحيدة المتفق عليها والتي تفهمها كل الشعوب وهي جواز سفر مفتوح من وإلى جميع الخلق.
- لغة الجسد تتفوق على الكلمات وتكشف المشاعر الداخلية والبواطن وما يكنه الشخص من عواطف وكلام داخلي لا يبوح به بل تكشفه لغة جسده
- وغالباً الانطباع الأول لدى الأشخاص يترك الأثر الأكبر في تكوين فكرة عامة عن الشخص المقابل ولتأثير لغة الجسد على النظر الأثر الأكبر لأنها تشكل %55 ونبرة الصوت 38% و 7% الكلمة فقط
- وأكد الدارسين والعلماء بهذا المجال تزامن نبرة الصوت مع لغة الجسد ليصبح التأثير 93% وهذا التأثير هو الذي يمكننا من القبول أو الرفض فلغة جسدك تؤثر على صورتك أثناء مقابلة العمل فهي تزيد بكل تأكيد ثقتك بنفسك وكفاءتك بطريقة ذكية ومهنية من خلال الاستخدام السليم الذي يعزز من فرص حصولك على الوظيفة ويحدد استمرارك في العمل والترقي فيما بعد وإمتلاكك لتلك المهارة الهامة تجعل خطاك ثابتة في أي مكان تدخل إليه وتجلب إليك النظر والاهتمام
- وماذا عن لغة الجسد التي تساعدنا في حماية أنفسنا من الأشخاص الذين يحاولون الكذب علينا وبالتالي تجنبنا الوقوع في عواقب الأكاذيب فعند إتقاننا لتلك المهارات يسهل علينا كشف الكذب والخداع
- اشارات الكذب التي تحلل من خلال الإيماءات هي 101 اشارة كذب أكيدة إذا ظهرت شرط الأخذ بعين الاعتبار معايير التحليل العالمية وهي أن نقرأ الإشارة ضمن سياقها وضمن الزمان والمكان وضمن مجموعة إشارات تؤكد قرأتنا الحقيقية وتفسيرنا لنا ما نراه ومع التمرين المستمر والتمكن من تلك المهارة الضرورية يصبح الأشخاص مرئيين لدينا
- من علامات الكذب:
- فلو سألنا أحدهم سؤال وتأخر بالإجابة مع النظر إلى الجانب اليميني حسب السؤال لو كان استحضار لحدث حصل سواء صورة أو صوت فهذا دليل أنه يحاول التفكير بكذبة معينة ويؤلف سيرة يتكلم بها ويجيب فيها على سؤالك
- تشتت النظر أثناء الإيجابة بشكل عام هو دليل للهروب من التواصل البصري بشكل مباشر وهو هروب واضح من اكتشاف الحقيقة
- احمرار الوجه في معظم الأحيان والتعرق واحمرار رأس الأنف واحياناً احمرار الأذن وهذا يحدث عادة بسبب زيادة التوتر وارتفاع درجة الحرارة في الجسم وخاصة في الوجه بحيث يزيد نسبة ارتفاع ضغط الدم وافراز هرمون الكاتكولامانيز التي تسبب ضخامة الأنسجة وهو ما يسبب حكة في الأنف والوجه وقد اعتمد في هذه الدراسة على أجهزة كاميرات تصوير خاصة تبين تدفق الدم في الجسم والتي أظهرت أن الكذب المتعمد يسبب أيضاً زيادة في ضغط الدم وهذه التكنولوجيا تدل على أن الأنف البشري يتمدد فعلاً بالدم اثناء الكذب فزيادة ضخ الدم تجعل الأنف يتضخم أو ينتفخ وتجعل نهايات الأعصاب الموجودة بالأنف تتهيج مما يؤدي إلى حكة سريعة للأنف باليد للتخلص من هذا الشعور ….رغم أنه قد يحدث هذا بسبب محفزات أخرى إلا أنها تظهر بشكل واضح أثناء الكذب مما يساعد الخبير على اكتشاف الكذب من خلال تحليل الإشارة مع مراعاة المعايير السابقة الذكر.
- اضطراب الأعضاء مثل فرك الأيدي أو تسريح الشعر أو لفه أو هز الأرجل كذلك, والتململ في الجلوس وكأنه يهرب من الإيجابة ووضع الأيدي في الجيب أو إخفاء اليد أو وضعها على الفم بشكل عام هو دليل على إخفاء الحقيقة وعدم اظهارها كاملة .
- الكذب هو من العمليات المعقدة للغاية عندما يرتبط الأمر بالتواصل بين ردات الفعل البدنية والدماغ : فعند الإيجابة على السؤال ينتج الدماغ الحقيقة ثم يحاول قمعها قبل اختراع كذبة والتصرف على أنها واقعاً وحدثاً حصل أو سوف يحصل وغالباً ما يؤدي هذا إلى فترات توقف أطول من المعتاد قبل الإيجابة ,بالإضافة إلى تقنية توقف لفظية ما يجعل الشخص الذي يكذب يسأل بعض الأسئلة مثلاً ” لماذا تريد أن تعرف” عوضاً عن الإيجابة بشكل مباشر وصريح.=
وفي علم النفس الجنائي
تأتي لغة الجسد بشكل رئيسي وهام جداً في كشف الجرائم….. وأيضاً امتلاك تلك المهارة تجنب وقوع الجريمة
أن لغة الجسد تظهر الحقيقة من أشارات وحركات العين ومن خلالها يشير المتهم إلى نفسه دون أن يدرك
ويستخدم هذا النهج لدى التعامل مع الجرائم المقلقة مثل القتل والإغتصاب والخطف والجرائم المتعلقة بالنفس والعرض ويطبق هذا النهج على استقاء المعلومات انطلاقاً من الحرص على تطبيق المناهج العلمية الحديثة في الحصول على الحقيقة والوصول الى الجناة وذلك يفترض أن يتم بشكل مرن أثتاء التحقيق مع الجاني بوضعه في غرفة زجاجية ومراقبته من الخارج من قبل خبير بلغة الجسد دون لفت انتباهه أنه مراقب ويكون الحديث معه من قبل المحقق بشكل حديث عادي دون أي ضغط نفسي ليتكلم بهدوء, لأن الضغط النفسي بحد ذاته يضيع الحقيقة ويزيد من ضربات القلب وشدة التوتر وسرعة التنفس وكان لذلك نتائج مشابهة أثناء استخدام جهاز كشف الكذب والمعروف باسم المخطط المتعدد Polygraph
أما في تجنب الضحية للوقوع لجريمة خطف مثلاً بعمليات السطو والاعتداءات وكيفية منعها بلغة جسد رهيبة فقد تطورت الدراسات يوماً بعد يوم بشكل متزايد في هذا العلم بالذات وأصبحت النظريات في هذا الأمر متبعة بشكل ملحوظ وكبير جداً عند الدول المتطورة وفي هذا المجال بالذات وعبر دراسات متعددة والسؤال للمدعى عليهم من قبل المحققين وهو: من بين جميع من يسيرون في الشارع من سيختار المدعى عليه ضحيته المحتمل؟ وعند الاستبيان وسماع أقوالهم والمزامنة بين أكثر من حادثة كانت النتائج مثيرة للاهتمام إذ أن أغلب ضحايا الخطف في الشارع كانت لغة جسدهم سيئة وعند سؤال الجاني لماذا اختار هكذا أشخاص فتكون الإيجابة موحدة “إنهم أهداف سهلة للتحكم بها “
إذ أن لغة جسدنا تشير وبشكل كبير جداً ما إذا كنا ضعفاء أو أقوياء وهذا ما تشابه به أغلب المخطوفين وهي على سبيل المثال الخطوات الغير متوازنة والبطيئة فالاختيار الطبيعي عند الحيوانات المفترسة انها تنظر دائماً إلى الفريسة الأبطأ في القطيع فالأشخاص المترددين اثناء سيرهم هم أكثر عرضة للخطف لأن الشخص المتوتر والغير شاعر بالأمان والمشتت النظر هنا وهناك بالنسبة للمجرمين أسهل في الخضوع والهيمنة عليهم والتباهي اثناء المسير بالجواهر والساعات والهواتف المحمولة يعرضون أنفسهم وبشكل كبير جداً للخطف أكثر من غيرهم وأخيراً فقد برز في تلك الدراسة وبشكل واضح أن الأشخاص الذين تعرضوا للخطف كانت إيماءاتهم تفتقر إلى التماثل و الامتلاء في حركة الأطراف وكأن الجسم كان غير متماسك وأجزائه منفصلة عن بعضها
هناك العديد من الطرق والحيل العلمية المتمكنة والمدروسة لتحسين لغة الجسد وجعلنا أقل عرضة لأي حدث مثلما سبق ذكره وتزيد من قوتنا وثقتنا بنفسنا وتعطينا انطباع للاخر مختلف يزيد من اكتسابنا كاريزما جذابة قوية ومتزنة تفرض وجودها واحترامها لذلك كانت مهارة لغة الجسد المهارة الأهم والأكثر ضرورة ليأخذها كافة الشرائح من الناس وليست فقط للمسؤولين والدوبلوماسيين والممثلين وأصحاب المكانة العليا.
اعداد وحوار رئيس التحرير
سنمار سورية الاخباري