يظل الرهان الحقيقي والأساسي لإسقاط “صفقة القرن” وإجراءات الضم الصهيوني للمستوطنات، وفرض مايسمى “السيادة” الإسرائيلية على غور الأردن، هو الرهان على الشعب الفلسطيني في الداخل، في الضفة والقطاع والقدس وأراضي عام 1948.
هو رهان على الصمود والمقاومة وتصعيد المواجهات ضد الاحتلال، وضد محاولات تهميش القضية الفلسطينية أو إفراغها من مقوماتها وثوابتها ومبادئها، وبالدرجة الأولى إنهاء الاحتلال، وانسحاب قواته إلى خط الرابع من حزيران 1967، بما فيها القدس, وضمان حق العودة، وإزالة المستوطنات.
هذه الحقائق تتجسد كل يوم على الأراضي الفلسطينية بالصمود والمقاومة، ومواجهة الاحتلال، ويعرف المسؤولون الإسرائيليون أن مخططاتهم ومشاريعهم ستصطدم بهذا الرهان، وأن مصيرها الفشل الذريع والسقوط الحتمي، لأن حركة التاريخ انطلاقاً من حراك شعبي متصاعد، وهو ما يتجسد في فلسطين المحتلة، عبر الانتفاضات والهبّات، وممارسة كل السبل والوسائل بما فيها المقاومة المسلحة.. ذلك وحده هو الذي يبقي على حيوية القضية الفلسطينية، وتجذرها، كحق لنيل التحرر الوطني من الاحتلال والعنصرية الصهيونية، والحفاظ على الهوية الفلسطينية، وعدم تذويبها في صيغ وأطر بات شعبنا يعيها ويدركها في ظل تجاربه النضالية ودروس مقاومته للاحتلال على امتداد عقود من الزمن.
صحيح أن أي دعم عربي ودولي، وعلى كل المستويات يشكل قيمة إضافية للحق الفلسطيني، لكن الأكيد بالمقابل أن ثمة حقيقة يتمسك بها شعبنا في ظل كل الظروف الصعبة والقاسية التي يمر بها، وهي أنه إذا «حصل الضم، فإن الشعب الفلسطيني لن يكون وحده الذي سيعاني، ولن يموت وحده» وهذا ما يشير إلى أن هناك أكثر من دليل وعامل وفعل على وجود إجماع على مقاومة الضم، وإحباط “صفقة القرن” بكل مفاصلها، وعلى الدخول في انتفاضة شاملة لن تدع خطط “إسرائيل” بضم أي جزء من الأراضي الفلسطينية، والانتقال من الانتفاضة وعبر الحفاظ على الصدام القائم بين الاحتلال والمجتمع الدولي إلى إلحاق الهزيمة الكاملة بالكيان الصهيوني الغاصب.
أحمد صوان – تشرين