قال لي :
جنوني فيكِ يقتلني جنوني
ويُسفرُ من دجى ظنّي يقيني
فيا مَنْ نارُها استعرتْ بقلبي
إلى عينيك مِنْ نفسي خذيني
وصبّي فوق جمري ماءَ ثغرٍ
يُهدهدُ ما تنزّى مِنْ وتيني
ومشكاةً رأيتكِ قابَ رمشٍ
يُكحّلها بمرآهُ عيوني
قرأتكِ في يميني بدرَ ليلٍ
قرأتكِ في شمالي شمسَ كونِ
وأعربتُ القصيدةَ بامتيازٍ
فجاءَ نَداكِ كالغيثِ الهتونِ
نَداها ! يسألُ العُبّادُ دوماً
أقولُ لهم : دعوها أو دعوني.؟!
فلا واللهِ لن تطأوا ثراها
إلى أنْ تدفعوا فيها ديوني
أنا منها كظلّ اللهِ يُجلى
بنورٍ مِنْ مُحيّاها مُبينِ
أُراوِدها فتمنحني وصالاً
شريطةَ أنْ أعلّمها فنوني
أمثلكِ تبتغي فنّاً وأنتِ
أميراً في البرايا تبعثيني
ولم أبرحْ إليكِ النّاس أدعوا
ولكن ويحهم لم يسمعوني
ومن كفرٍ وإلحادٍ وجحدٍ
عليكِ ضلالةً قد كفروني
ولستُ مبالياً فاللهُ أنتِ
خلقتِ الخلقَ مِنْ ماءٍ وطينِ
***********
فأجبته :
فلأنت أحمد والمسيح ويوسف
ولأنت موسى والإله عصاك
ولأنت بيكار بدورته بدا
قلم الوجود بحبره رواك
لتشع من طور المجاز بلاغة
وتبل ظامئ سرها بلماك
والأبجدية ومضةقدسية
من رحمهارب العلى أبداك
حلق بفكرك واعتصم بمناكا
تقرأ كتاب الكون في يمناك
في الخلق كنت المبتدا والمنتهى
طوبى لمن نسج السلام وحاكا
ندى عرب