إذا لم تسمع عن لعبة كاندي كراش من قبل، فهي لعبة لأجهزة الموبايل تجعلك تدمن لعبها. يقول لاعبوها إنهم بسببها نسوا أولادهم ينتظرونهم أمام باب المدرسة، وهجروا أعمالهم المنزلية، وحتى أنهم تسببوا في إيذاء أنفسهم بينما كانوا يحاولون الوصول إلى مستويات جديدة في هذه اللعبة. واعتبرت الكاندي كراش ” ” Candy Crush اللعبة أكثر انتشاراً على أجهزة الموبايلات الحديثة، مستحوذة على اهتمام كافة الشرائح العمرية وخلال استطلاعنا عن انتشارها رأينا تعلق الأطفال يوازي تعلق الشباب بها بسهولتها لعدم حاجتها إلى التفكير أو الذكاء، فهي لعبة تعتمد على الحظ والترتيب العشوائي الذي تصطف به قطع الحلوى مشكلة خطاً أفقياً أو عمودياً، ويتباهى لاعبوها بوصولهم إلى مستويات متقدمة منها، مستعرضين المراحل الصعبة والقدرة على تجاوزها.
أرقام وإحصائيات
تشير الإحصائيات السنة الماضية إلى وصول عدد لاعبي “الكاندي كراش” إلى 93 مليون شخص يومياً وأرباحها إلى 568 مليون دولار، أما هذه السنة فقد سجل أكثر من مليار شخص قاموا بتحميل اللعبة من الانترنت، ما يدل على سرعة رواجها و انتشارها وتضاعف أرباح شركة “الكينغ” وهي الشركة المطورة للعبة، وتقدر قيمة لعبة “كاندي كراش ساغا” بحوالي 7 مليارات دولار، وتحقق تراكماً مالياً يومياً يصل إلى 800 ألف دولار من خلال شراء اللاعبين لأرواح جديدة للاستمرار في اللعب والوصول إلى مستويات جديدة في اللعبة.
انتشار واسع
يضاف إلى هذه الشهرة، أن اللعبة تحتل حيزاً كبيراً في حياة المستخدمين الذين يلعبونها، ففي استبيان أجراه موقع الكتروني هو” Ask Your Target Market ” استطلعت فيه آراء 1000 لاعب، وجد أن 32% منهم تجاهلوا عائلاتهم وأصدقاءهم للتفرغ للعب الكاندي كراش، وخاض 28% منهم جدالاً كبيراً مع الآخرين بسبب الوقت الكبير الذي كانوا يمضونه في اللعب، بينما قال 30% منهم أنهم يصنفون أنفسهم “كمدمنين” على اللعبة، وقد لُعبت لعبة الكاندي كراش 151 مليار مرة منذ إطلاقها قبل حوالي العامين. وهي المرة الأولى التي يحتل فيها نفس التطبيق الصدارة في أنظمة IOS، وأندرويد، وفيسبوك في نفس الوقت. تقول شركة كينغ King التي ابتكرت اللعبة، وهي شركة مقرها ستوكهولم، أنّ واحداً من بين كل 23 مستخدماً لفيسبوك يلعبونها. وصحيح أن اللعبة مجانية، إلا أن المستخدمين يقومون بعمليات شراء ضمن اللعبة تدر الكثير من المال.
سر الإدمان
لم تكن السهولة واليسر وراء انتشار “الكاندي كراش” فقط، بل عزا الخبراء النفسيون السبب إلى أن اللعبة تعتمد على إفراز مادة الدوبامين في العقل الذي له علاقة بكيمياء السعادة عند الإنسان، ويلعب دوراً مهماً في التعلم ويعزز سلوكنا وقدرتنا على مواصلة الأداء، كما يعلل الدكتور حسين عطيه، أخصائي علم نفس، تعلق الأشخاص بمثل هذه الألعاب يعود لسهولة المراحل الأولى، حيث يحقق نجاحات سريعة متتالية ينال من خلالها اللاعب الشعور بالرضى عن النفس تمتزج بإفراز هرمونات السعادة ومنها الدوبامين، لتجعل اللاعب في حالة طلب المزيد منها لتكرار الحالة والشعور، فيقع فريسة الإدمان وإهدار وقته وجهده في مواصلة اللعب، والكاندي كراش من الألعاب التي تحتوي مستويات متقدمة فتحقيق إنجازات وانتصارات في المستويات الصعبة تضفي سعادة مؤقتة على نفسية اللاعب، والفترة الزمنية التي تجبر اللاعب بالتوقف عنها “تعليق اللعب” بعد خمس خسارات متتالية تزيد من التعلق والإصرار على المتابعة الدائمة، وتحقق الربح للشركة عن طريق شراء الأرواح.
“تكيف هيدونيك”
وحسب دراسات نشرت مؤخراً على شبكة الانترنت عن جامعتي “هارفارد وبريتيش كولومبيا” أطلق العلماء اسم “تكيف هيدونيك” على تأثير هذه الألعاب وهو ميل الإنسان إلى العودة السريعة إلى المستوى المستقر نسبياً من السعادة رغم الأحداث الرئيسية السلبية أو الإيجابية الطارئة أو التغيرات الحياتية، ووفقاً لهذه النظرية، فإن الإنسان الذي يحقق ربحاً أكثر، يزيد من منسوب الطموحات والرغبات لديه، ما يؤدي إلى التوصل لسعادة مؤقتة ليست دائمة، وخلاصة النظرية هي أن “من يحرم من شيء ما يشعر بمكافأة الحصول عليه أكثر من غير المحرومين منه.
شرّ لا بدّ منه
الألعاب الإلكترونية وسيلة للترفيه والتسلية، فتخصيص وقت قصير لها يجعلك تنال الغاية منها، ولكن الاستسلام إلى الإدمان على هذه الأنواع يخسرك الوقت.
فاتن شنان
البعث
Discussion about this post