بقلم : يونس أحمد الناصر
يرجع الوجود التركي في أذربيجان لبدايات الإمبراطورية العثمانية و حروبها مع الصفويين و بلاد فارس و قد تراجع هذا الوجود باضمحلال الامبراطورية مع بقاء وجود لقبائل تركية في تلك البلاد لا زال لها حضور في المشهد السياسي العام كما هو الحال في العديد من دول جوارتركيا الحالية مثل سورية و القرم و بلغاريا و رومانيا و ربما صربيا التي حكمها العثمانيين 500 عام
و بظهور العثمانية الجديدة في تركيا باستلام الأحزاب الدينية مقاليد الحكم منذ أيام نجم الدين أربكان و تراجع دور الأتاتوركيين بالتصفية و العزل و الاعتقال و أحلام أردوغان بعودة أيام زمان و دعم الأمريكان له , ظهرت الشهية التركية لتفعيل دور تلك الأقليات التركية في مواطنها الحالية خدمة لمشروعه الجديد , تحركه رائحة الغاز و استثماره في النزاعات الدولية, و بحثاً عن دور إقليمي يتناسب مع طموحاته المجنونة واهماً بدعم أطلسي لتلك الطموحات .
أردوغان و الأخوان تحركوا باتجاه سورية منذ بداية العدوان على سورية 2011 و كان رأس الحربة في مشروع الاستهداف الغربي لسورية و عبر الحدود الطويلة مع سورية مرر مئات آلاف الإرهابيين من القاعدة و غيرها لسورية كما مرر ملايين أطنان الأسلحة التي قدمتها أمريكا و حلفائها من مهالك الخليج و محميات الكاز لهؤلاء الإرهابيين مع دعم لوجستي لتقدمهم في الأراضي السورية لتحقيق حلمه العثماني باحتلال حلب و الشمال السوري بشكل عام تحت ذرائع واهية كمحاربته لحزب العمال الكردستاني
و مع فشله الذريع بتحقيق هذا الحلم عبر سنوات الحرب الدامية في سورية ظهرت أحلام الغاز في شرق المتوسط و ليبيا, فعقد اتفاقاً مع حكومة السراج الأخوانية في ليبيا و التي يعود معظم أفرادها لبذور أجداده العثمانيين في شمال أفريقيا و تدخل بشكل سافر في بلاد يفصل بينه و بينها البحر , عبر إرسال الأسلحة و المرتزقة و عشرات آلاف الطائرات المسيرة التي ينتجها مصنع صهره سلجوق بيرقدار و التي وجدت سوقا رائجاً في هذه النزاعات .
أردوغان الحالم بتيجان السلاطين و خدمةً لأسياده الأمريكيين يتجه شرقاً إلى أذربيجان على خطى أسلافه العثمانيين لتمرير خط غاز أذربيجان – حيفا و التي يجب أن تمر حكماً من إقليم ارتساخ الأرميني أو ” ناغورني كاراباخ ” حسب التسمية الأذربيجانية , لينفتح جرح الأرمن وجرائم الإبادة العثمانية لهم في بدايات القرن العشرين من جديد.
أردوغان زج بكل قوة بلاده السياسية و العسكرية في هذه المعركة عبر إرسال السلاح و المرتزقة و الطائرات المسيرة .
و لكن و برأينا فقد آن لهذا الجموح أن ينتهي فالأيام القادمة كما أرى ستكون وبالاً على أردوغان و أحلامه- إن لم يكن بفعل قوى دولية بات أردوغان يهدد مصالحها- فسيكون ذلك بفعل قوى داخلية ترى في أردوغان خطراً على النظام العلماني في تركيا و على الجمهورية الأتاتوركية .
سنمار سورية الاخباري