قصي اليوسف شاب سوري من مدينة حماه.. أحد الأبطال الحقيقين الذين أصيبو بمرض السرطان منذ عدة سنوات
رغم تدهور حالته وانتشار المرض في معظم أنحاء جسمه في دماغه ورقبته ورئتيه وكبده وعظامه ..وحرمانه من نظره وجزء من ذاكرته ..فإنه مازال يتحداه بالإرادة والعزيمة والضحكة الحلوة التي لم تفارق محياه ..
وقال قصي عبر حسابه الشخصي على فيسبوك : عزيزي السرطان: سكنتني غدراً واخترتني نِدَّاً وأخطأتَني الاختيار ، لَكَ أن ترمي بِكُلِّ آلامك في وجهي دفعةً واحدة ، ويمكنك أن تفعل في جسدي مايحلو لك وأَعِدُك بأنِّي لن أستكين وسوفَ ابقى صامِداً مُحاولاً استرداد بصري و المساحاتِ التي نَهشتها من جسدي و واللهِ لن أبرَحَ حتَّى أبْلُغ ، لكنْ تَمرُّ ليالٍ وهذهِ الليلةُ إحداها تَضعُفُ دفاعاتي عن دَفعِ أبواب آلامِك وتغمرني سيولك وأشعر بالاختناق وكأنِّي اتَنَفَّسُ من ثُقبِ أِبرة ، ابقى مستيقظاً متألِماً اُنفِقُ من رصيد طاقتي النَفسِيَّة وروحي المُستَنزَفة أساساً لأظهَرَ كما أنا ، مُخفِياً بابتسامتي مايمكن أن يبدو من ضَعفِي رافضاً الاعتراف بكل الحروب التي تدور في داخلي ، أحاول أن لا أنطفئ وكلَّ ما أُرِيدُهُ في مثل هذا الوقت أن أصِلَ لخيوطِ الشَّمسِ الأولى دونَ دخولي غُرفَة الإسعاف مُعلِناً انتصار إرادتي على جيوشِ أورامك ، و والله لولا أنَّ الصبر من الإيمان ، ولولا رسالة الأمل التي أحملها على عاتقي لاستسلمتُ لقوةِ هجماتك وبكيت من شِدَتها ، ولكن هذه الصراعات الليلية النهارية وبرغم عُنفِها وبطريقة ما لاتحبطني ولكنها تلهمني وتدفعني لأقاوم أكثر . اللهُمَّ إرادةً لاتُكسَر وظَهراً لاينحني.
وقد وقع مؤخراً على استمارة تبرع بكامل أعضاء جسمه بعد وفاته بإستثناء عينيه ..وعندما سئل عن السبب ..قال: “لا أريد أن تراني أمي أثناء الدفن بدون عينين وتبقى هذه الصورة لأبنها بقية العمر”
توقف في الفترة الأخيرة عن أخذ المسكنات القوية ..واختار دراسة الألم والأوجاع محاولا التأقلم والسيطرة عليها بدلا من الاستسلام لها ..
ومازال حتى اليوم صابرا قويا متمسكا بالحياة.. تحدياً للمرض وكسراً له ..واستطاع مساعدة الكثير من المرضى نفسياً وجسدياً الذين تعلموا واستلهموا منه القوة والعزيمة والإرادة
قصي اليوسف الله يشفيك ويعافيك شفاء تام و يكون معك بكل خطوة و يزيدك صبر و قوة وعزيمة وإصرار