بعد أيام من المماطلة والابتزاز، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن تركيا وافقت على خطة دفاع عرضها حلف شمال الأطلسي لمنطقة البلقان وبولندا بعد أن طلب بعض الحلفاء الدعم، لكنّه أضاف أنّ الحلفاء يجب ألا يتخلوا عن تركيا في معركتها ضد الإرهاب، وذلك وفقاً لما نقلته قناة (إن.تي.في) التلفزيونية اليوم الخميس.
وقال أردوغان: “طلب الحلف دعماً منّا، وكان ردّنا بالإيجاب، إلا إننا أخبرناهم بألا يتركونا بمفردنا في الحرب ضد الإرهاب” في إشارة للعملية العسكرية التركية “نبع السلام” ضدّ وحدات حماية الشعب الكردية شمال سوريا.
وأضاف: “مثلما نأخذ التهديدات الأمنية للناتو على محمل الجد، فينبغي أيضاً على جميع حلفائنا التعامل مع مخاوفنا الأمنية بشكل جدي”.
وقال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرج في ختام القمة إن الحلفاء لم يبحثوا مسألة وحدات حماية الشعب الكردية وإن تركيا رفعت حظرها عن الخطة.
وكانت وكالة رويترز قد كشفت الأسبوع الماضي أن تركيا رفضت مساندة خطة الدفاع إلى أن يقدم حلفاؤها الدعم لمعركتها ضد وحدات حماية الشعب الكردية في سوريا، وذلك بعد قرار الولايات المتحدة سحب دعمها لخطة دفاع أخرى لتركيا.
وكان أردوغان قد قال قبل قمة حلف شمال الأطلسي إن تركيا ستعطل الخطة إلى أن يعترف الحلفاء بالجماعات التي تعتبرها تركيا منظمات إرهابية.
من جهة أخرى، قال أردوغان للصحفيين في لندن بعد قمة حلف الأطلسي التي عقد فيها زعماء تركيا وفرنسا وألمانيا وبريطانيا محادثات منفصلة بشأن سوريا إن الزعماء الأربعة سيجتمعون مرة أخرى في إسطنبول في فبراير.
وأضاف أن الزعماء الأربعة وافقوا جميعا على إجراء محادثات ولو مرة كل عام من الآن فصاعدا.
وتتسع الخلافات ويزداد التوتر بين أعضاء حلف شمال الأطلسي خصوصاً بعد الحرب الكلامية بين باريس وأنقرة نتيجة الغزو التركي لشمال سوريا والدعوة لطرد تركيا من الحلف.
وكان مصدر أمني تركي قال الاثنين إن تركيا لا تبتز الحلف برفضها خطة دفاعية لدول البلطيق وبولندا، وإنها تتمتع بحقوق النقض (الفيتو) كاملة داخل الحلف.
وقالت تركيا إن سبب المأزق هو سحب الولايات المتحدة دعمها لخطة دفاعية منفصلة لتركيا تتعلق بأي هجوم محتمل من الجنوب حيث حدودها مع سوريا، وإنها تريد تسوية المسألة.
وقال المصدر التركي “حلف الأطلسي مؤسسة تتمتع فيها تركيا بكامل حقوق النقض، سياسيا وعسكريا، وهناك إجراءات قائمة.
وكان أردوغان قد هاجم نظيره الفرنسي ماكرون على خلفية انتقاده التدخل العسكري التركي في سوريا، مشيراً إلى أن سيّد الإليزيه في حالة “موت دماغي”، مستعيراً العبارة التي استخدمها ماكرون مؤخراً لوصف حلف شمال الأطلسي.
وأثار وقوف أنقرة ضد خطة الناتو اهتمام الصحافة الروسية، حيث توقع ميخائيل موشكين ونتاليا ماكاروفا، في صحيفة “فزغلياد”، أن يتاجر الرئيس التركي رجب طيّب أردوغان بهذه الورقة.
أنقرة – وكالات