رأي المحلل السياسي السوري, الدكتور بشير بدور, في حديث خاص لـ تموز نت, ان الامور باتت اكثر وضوحا بعد ان كان يكتنفها الغموض بالنسبة لأحداث الجارية في ادلب وتهديد الرئيس التركي رجب طيب اردوغان, باعادة الجيش السوري الى ما وراء النقاط التركية حتى نهاية شهر فبراير شباط.
واضاف بدور, “كان هناك حالة ضبابية لكن الان الامور باتت واضحة لكل الاطراف على صعيد الدول الضامنة وعلى صعيد الراعي الاصلي لهذا الاجير اردوغان الذي ينفذ الاوامر التي تصدر له من الادارة الامريكية. لذلك ما يتحقق اليوم من انجازات على الصعيد العسكري والميداني في الجغرافيا السورية, وانتصارات وقضم للبلدات واسترجاعها الى حضن الوطن, يؤكد ان اردوغان اصبح في المربع السلبي الذي لا يحسد عليه”.
واوضح بدور ان روسيا وايران حولتا مساعدة اردوغان للخروج من المأزق لكنه لم يفعل, “طبعا مرارا حاولت روسيا وايران تفعيل اتفاق اضنة لعله يخرج بماء الوجه ويعود ادراجه ويكف عن دعم هذه الجماعات. وشهدنا سابقا عدة طبعات لاستانا وسوتشي, وكانت هذه المخرجات تحقق ضمانات ونتائج كاحترام السيادة والشعب السوري. ومع ذلك كان يخرج وينصاع لسيده الاسرائيلي او الامريكي وينافق اكثر فاكثر”.
وتابع بدور, “تركيا دولة من دول الناتو ولكن لا يوجد اعتداء على سيادة الدولة التركية, وهناك اتفاق ما بين دول الناتو بان يتم التعاون فيما بينهم فيما لو حصل اعتداء على دولة من دوله. اليوم التركي هو المعتدي وهو من يدعم هذه الجماعات, وهو من دخل عمق الاراضي السورية ويحاول دعم هذه الجماعات من الخلف او بشكل مباشر. لذلك لا يجرؤ الناتو ان يقدم له اي دعم لأنه لا يمكن تصنيفه كدولة معتدى عليها فهو دولة معتدية على سيادة الدولة السورية. واعتقد جازما ان نصيبه من العلاقات الدولية بات يقترب من الصفر علاقات؛ لأنه نافق على مر هذه السنيين على الكثر من الاشياء, وحتى الامريكي اليوم لا يمكن ان نقول بانه داعم الى حد ما بعد هذا الفشل”.
واعتبر بدور, ان امريكا مستفيدة مما يجري في سوريا من اقتتال وصراع, “الامريكي هو المستفيد الاكبر من هذا الاقتتال في الشمال. سواء لجهة اضعاف خصوهم سوريا وروسيا وايران هذا من جانب, وايضا اضعاف الدولة التركية. اليوم تورمت احلام اردوغان ويحاول التمدد اكثر فاكثر لذلك حتى الامريكي لا يقبل على نفسه ان يكون له نظير في القطبية ودولة اخرى منافسة له في الحلف. ومن هنا اضعاف التركي يمكن الامريكيين من اعادة صياغة وتموضع الامور بشكل افضل حتى مع الاتراك, بمعنى انه يمنن التركي بانه دخل لمساعدته, وهذا الكلام في العمق الاستراتيجي للتفكير الامريكي”.
ونوه بدور, الى ان للامريكيين مصلحة في الهاء الاطراف المتصارعة عن مشروعها في الشمال الشرقي لسوريا, “ان المصلحة الكبرى للامريكيين هي الهاء الاطراف في الشمال سواء من الجيش السوري او القوات الروسية او حتى التركية؛ وبالتالي متابعة وتنفيذ اجنداته في الشرق السوري – الجزيرة السورية من نهب الثروات النفطية وايضا بناء قواعد اخرى جديدة, وقطع التواصل ما بين “قسد” والدولة السورية, كل ما ذكرناه يخدم امريكا”.
واجاب بدور, متسائلا عن الدعم الامريكي لتركيا, “وبالتالي نقول ان الامريكي يدعم التركي فعلى ماذا يدعمهم؟؟. اذا جميع المؤشرات توضح ان لأمريكا مصلحة في هذا الاقتتال على من الجانب العملي, ومن الجانب النظري اردوغان اصبح يقترب من صفر علاقات مع الاتحاد الاوربي وحتى مع امريكا وروسيا ودول الجوار. ويمكن القول ان الوضع الداخلي التركي اصبح مضطرب وغير متزن كما في السابق هناك مشاكل اقتصادية ومشاكل في المؤسسة العسكرية وهناك مشاكل ايضا في الحالة المجتمعية وخشية الشارع التركي من عودة هؤلاء الارهابيين ودخولهم في العمق التركي والذين سيشكلون قنابل وخلايا ارهابية موقوتة وبحاجة ان يتخلص التركي منهم باي طريقة, لذلك يستخدمهم احيانا كورق كورقة كضغط على الأوروبيين ربما لإنفاذه.
واكد بدور, ان اردوغان تلقى ضربة في ادلب ويبحث عن مخارج لها, “الضربة التي تلقاها في ادلب جعلته يستفيق من غفلته ويتسأل الى اين هو ذاهب, فالأمريكي لا يمكن ان يدعمهم بما يريد والروس حاولوا مرارا انزاله عن السطح. وبالتالي اصبح اليوم مضطرا ان يذهب الى روسيا للاستجداء وطلب المعونة, وقد تكون المعونة من باب وقف اطلاق النار ووقف عمليات التصعيد, وهو يلاحظ ان الجيش السوري مصمم على دحر هؤلاء المجاميع الارهابية وليس لدى اردوغان اي حجة منطقية الا التورمات التي يعيشها بخيالاته وفضاء احلامه على ان له مطامع وارث سلجوقي في المنطقة, فتارة يقول انه سيصلي بالجامع الاموي, وآه يا حلب, وحبيبتي يا ادلب وما الى ذلك. هذه الاحلام اضافة الى ما يورد اليه من اوامر من سيده الامريكي اليوم اصبحت تتلاشى واصبحت صفر نتائج لذلك يسعى جاهدا الى ان يكون برفقة من يخرجه ويعيد اليه ماء الوجه ان امكن امام شعبه, واعتقد انه يعيش في المراحل الاخيرة من عمر جمهوره وشعبه”.
وتابع بدور, “ربما نتسأل ما هو المتوقع من روسيا وايران في حال اقدمت تركيا بدعم امريكي؛ اذا ما اعتبرنا ان هناك دعم على بدء عملية عسكرية واسعة. الشريك الروسي هو شريك في المنطقة وبطلب شرعي من الحكومة والدولة السورية وبالتالي اليوم روسيا تقاتل الارهاب ليس فقط في سوريا لجهة ان هناك اتفاق مشترك, ايضا هي بقتاله لتدافع عن ابواب موسكو, وكما هو معلوم الكثير من الحركات الارهابية والتفجيرات ضربت بعض المناطق الجغرافية في روسيا, وروسيا تعلم حق اليقين ان هذا الارهاب لو نجح في الجغرافيا السورية سيمتد الى موسكو وكل ذلك ايضا بخدمة المشروع الامريكي الذي يحاول تقويض المنطقة وجعلها في امرته وخدمة لهذا المشروع الكبير. ايضا اعتقد انه لو تلقى اردوغان دعم كما سجل في هذا الاطار اعتقد انه لن يكون هناك سكوت لا من الجانب الايراني ولا الروسي ولا سيما انهما شركاء في الحرب على سوريا”.
واشار بدور, الى ان بالرغم من الاعلان عن زيارة اردوغان الى روسيا “لكننا راينا مواقف ايجابية للرئيس بوتين بعدم مجيئه الى انقرة وفرض امر واقع امام الدول التي دعت لعقد قمة رباعية (فرنسا, المانيا, تركيا, روسيا), وهذا يدلل على ان روسيا امتلكت زمام المبادرة والامور في الاستمرار بالمواجهة بشكل ارفع واكثر مما سبق”.
وختم بدور, بالقول “قد نشهد في القادم من الايام الكثير من الدعم الروسي وبشكل مباشر؛ متجاهلين موضوع الـ اس-400 والعلاقات الاقتصادية وعلاقة الارتباط الجيوسياسي والجغرافي ما بين تركيا وروسيا”, مضيفا ان “التعنت التركي امام الروس والانصياع لامريكا ودعم هذه المجاميع الارهابية سيترتب عليه تداعيات وكما يقال في المثل الشعبي, ان العين احمرت على التركي من قبل الروسي”.
تموز نت