أكد مقال نشره موقع «غلوبال ريسيرش» أن العقوبات الأمريكية تستهدف الرعاية الصحية على الصعيد العالمي وهي مصممة لإحداث معاناة بشرية متعمدة، حيث تخضع حالياً أكثر من 39 دولة للعقوبات الاقتصادية الأمريكية (أكثر من ثلث سكان العالم) مشيراً إلى أن واشنطن تقوم بتهديد كل دولة، كما في حالة الإكوادور، بشكل روتيني بالخنق الاقتصادي عند أصغر محاولة للحد من الأرباح الأمريكية.
ولفت المقال إلى أن وجود الشركات الأمريكية القوية في حد ذاته يعتمد على زيادة أسعار الأدوية وإحداث نقص في الأطباء والأدوية والمستشفيات، ولذلك تشكل برامج الرعاية الصحية المؤممة حول العالم تهديداً لأرباحها، وتعد البلدان النامية التي استثمرت موارد كبيرة في تحسين المعايير الصحية هدفاً متزايداً لها.
وقال المقال: إن الضرر الكبير بالصحة العامة الناجم عن العقوبات الاقتصادية التي تفرضها الولايات المتحدة موثق على نطاق واسع، في العراق وإيران وكوريا الديمقراطية وفنزويلا ودول أخرى، مضيفاً: إن تدمير البرامج الصحية الوطنية ليس مجرد نتاج فرعي للتضخم المفرط وتجميد التجارة، بل هو الهدف من العقوبات الأمريكية.
وأشار المقال إلى أن شركات الأدوية الأمريكية تستخدم العقوبات كسلاح لحماية أرباحها وتوسيعها، فهم وراء سياسة محسوبة لحرمان البلدان من القدرة على شراء كميات كبيرة من الأدوية والمضادات الحيوية واللقاحات الرخيصة وغير الممنوحة من أجل رفع معايير الصحة العامة، ووفقاً لمراكز الأبحاث، فإن العقوبات الأمريكية مسؤولة عن وفاة 40 ألف شخص في فنزويلا على مدى عامين، وأربعة آلاف شخص في كوريا الديمقراطية في عام 2018، وذلك في المقام الأول من خلال حرمانهم من الوصول إلى الأدوية.
وأوضح المقال أن العقوبات الأمريكية تسبب أضراراً بالغة بالرعاية الصحية في إيران، فمع استمرار تفشي فيروس كورونا في جميع أنحاء العالم، يهدد تأثير العقوبات الأمريكية على الرعاية الصحية في طهران بعرقلة محاولات احتواء الفيروس، كما أعاقت العقوبات بشدة جهود إيران للاستجابة له، حيث حدت من الحصول على الإمدادات الطبية ومجموعات الاختبار والمعلومات المتوفرة حوله.
وتابع المقال: قبل أن تفرض الولايات المتحدة على إيران أقسى العقوبات على الإطلاق، كان لدى إيران نظام رعاية صحية متقدم مجاني، وكان هناك أيضاً نظام للرعاية الصحية الخاصة، كما كانت إيران دولة مهمة للسياحة العلاجية، واجتذبت أكثر من مئة ألف شخص في عام 2016، لكن تكثيف العقوبات وما ينتج عنها يقوض عقوداً من التقدم، وفي الواقع، فإن العقوبات الأمريكية المفروضة على ثلث سكان العالم ستؤثر بسرعة على جميع سكان العالم.
وشدد المقال على أن العقوبات الأمريكية تهدد حتى الرضاعة الطبيعية، حيث تقدر منظمة الصحة العالمية أن الرضاعة الطبيعية ستنقذ حياة 820 ألف طفل دون سن الخامسة سنوياً، وقد حاولت منظمة الصحة العالمية تمرير قرار غير ملزم يشجع على الرضاعة الطبيعية في 2018 وكان من المقرر أن تقدم إكوادور هذا القرار، لكن المسؤولين الأمريكيين هددوا بهدوء بإطلاق عقوبات اقتصادية قاسية على السلع التجارية الحرجة في الإكوادور وعلى المساعدات المجدولة لمجرد تقديمها القرار، وينم هذا التهديد الرهيب بالعقوبات عن الدعم الرأسمالي لصناعة حليب الأطفال البالغة 70 مليار دولار.
ترجمة ـ راشيل الذيب – تشرين