نعوم تشومسكي
“في اللحظة التي ترتكز فيها قوى البلدان في قالب الصراع ضد الوباء العالمي “Corona virus “، المسمى في اللغة العلمية “Covid 19″، قد يبدو تافهاً مساءلة أبعاده الفعلية في حقل السياسة. لكن، لا أحد منا سيستثنى مما قد يقع يوماً ما. خصوصاً، أن الأثر الاقتصادي لهذا الوباء قد بدأ يتمظهر.
توضح بوابة التحليل الاستراتيجي ” TopWar “، أن التاريخ قد أبان على أن الحروب العالمية قد أديرت بمنطق السعي نحو هدم وإعادة تنظيم النسق الجيو-سياسي العالمي. أيضا، من أجل حل المشاكل الاجتماعية العويصة التي تتربص بالعالم، وتؤرق بال السياسيين، كالاكتظاظ السكاني وركود الاقتصادات الوطنية، وهي مشاكل تنبع من صميم منظور الخطاطة “المالتوسية ” لحركية العالم ولمفهوم السكان، ومن مبدأ “إعادة البناء عبر التدمير “.
قدم “الناشط”، عالم السياسة، الفيلسوف، و اللساني Noam Chomsky تحليلا لوباء الكورونا فيروس “Covid 19″، وللجيو-سياسة العالمية لما يمكن أن يقع. حسب المجلة الرقمية لانسورجي “le numérique de L’Insurgé” التي من بين اختصاصاتها دراسة تاريخ الحروب والأوبئة، فقد حصر عالم السياسة الأمريكي تفسيره للأحداث التي صدمت العالم في عشرة نقاط أساسية، وهي:
– أرادت الولايات المتحدة الأمريكية إيقاف وتأخير التقدم الحاصل في الصين، بهدف أن لا تفقد سيادتها الاقتصادية العالمية ودورها كدركي للعالم.
– توافقت بعض القوى العالمية (وكالة المخابرات الأمريكية “CIA ” ومجموعة بيلدبيرغ “Groupe Beldeberg ” وإسرائيل) على الانخراط في حرب بكتيريولوجية bactériologique منخفضة الحدة وغير قاسية، ذلك، بنشر الفيروس المختبري “Covid 19 ” في المجال الجغرافي الصيني.
– هي حرب منخفضة الحدة، لأن الفيروس “ليس موجهاً بشكل مباشر” للأطفال والشباب (اليد العاملة المستقبلية)، و”يهاجم بشراسة ” الأشخاص المتقدمين في السن (اليد العاملة التي استنفدت).
– تقوم إستراتيجية الولايات المتحدة الأمريكية على نشر الفيروس بالمدينة الصينية[ووهان]، حيث يتواجد مخبر للأبحاث البكتيريولوجية حول الكورونا فيروس، سارس، ميرس. إيبولا.
بالتالي، تبقى لدى الولايات المتحدة الأمريكية الورقة الرابحة، والحجة لاتهام الحكومة الصينية بفرضية وقوع حادث عرضي بالمختبر أدى إلى تفشي الفيروس، وبهذا تكون الولايات المتحدة قد أبعدت الشبهات عنها.
– قامت إستراتيجية الولايات المتحدة الأمريكية كذلك على نشر الفيروس في سياق زمني مناسب لخلق أزمة حادة بالصين، فقد كان شهر يناير الموافق للسنة الصينية الجديدة مناسبة لإثارة فوضى شاملة بالصين بسبب الفيروس الجديد، في تلك اللحظة، ملايين الأشخاص تنقلوا وأثروا بشكل راديكالي على جميع القطاعات المشكلة لنسيج المجتمع الصيني.
– التدبير الأول ضمن إستراتيجية الولايات المتحدة الأمريكية، يتأسس على عزل، إيذاء وإحراج أعداء إدارة ترامب، هنا، البلد الذي استهدف بشكل رئيسي بعد الصين هو إيران، فقد تم إطلاق الفيروس المميت في هذا البلد من أجل شل اقتصاده بشكل تام، أيضا، تأزيم المجتمع، والحد من ردود الفعل العسكرية المحتملة التي قد تتخذها هذه الدولة، بالخصوص، الحد من الخطر العسكري الذي تشكله ضد إسرائيل.
– العدو الأخر الذي تم إيذاؤه هو أوروبا، التي لا تزال معارضة لترامب بسبب تضخم أرباحه الاقتصادية الحمائية.
إجرائيا، من أجل القيام بهذا، نشرت الولايات المتحدة الفيروس بمنطقة لامبيردي الإيطالية [Lombardie Italie]، حيث توجد عهدت حكم Salvini Matteo لعصبة الشمال الإيطالي.
نذكر أن Salvini Matteo رجل منبوذ وخائن من وجهة نظر الولايات المتحدة الأمريكية، كونه وقف جنباً إلى جنب مع بوتين وظل مساندا له في جميع المحافل الدولية. أيضا، كونه متواطئاً في عمليات رشاوى مع روسيا.
من الغريب أن ينتشر فيروس في مناطق قروية في عمق إيطاليا جغرافياً، لكن، إنه انتقام بارد من إيطاليا، بالرغم من أن ترامب لم يستضف Salvini Matteo في الجولة الأمريكية التي قام بها الأخير…!
في العلاقات المجمدة والبعيدة
تم اختيار إيطاليا كدولة مستقبلة للفيروس من أجل أن تنخرط مستقبلا في علاقات تجارية جيدة مع الصين، ذلك وفق منظومة جديدة.
تعلم المخابرات الأمريكية أنه بعد الانهيار الإيطالي، سيعرف الاتحاد الأوروبي تفككاً اقتصاديا يشهد له العالم، وستصاب اقتصاداتها بالعدوى وبالشلل جراء مواجهتها لهذا الفيروس.
الجهود العظيمة التي تبذلها أوروبا ضد هذا التهديد والخطر البكتيريولوجي، سيؤدي إلى تشكل معالم الضعف الأوروبي، بالنظر إلى معطى خروج بريطانيا من هذا الاتحاد، وهو ما سيفيد رئيس الوزراء جونسون الحليف الإنكليزي لترامب.
– بمجرد أن تستهلك هذه الجائحة هذا الكوكب، ستقع المرحلة الثانية.
ستتم السيطرة التامة على هذه الحرب البكتيريولوجية بمجرد أن يتم الحصول على “لقاح كامل/تام” (vaccine globale) ل “Covid 19″ ، بعد أن يتم إنتاجه في المختبرات الأمريكية.
بعد التشتت والفوضى/”حالة اللا-نظام الصحي” التي تطرأ على النظام الصحي العالمي، يتمخض عن ذلك نظام رأسمالي جديد، وبالمثل بالنسبة للاقتصادات الوطنية، ستصبح الصناعة الكيميائية الأمريكية القيمية الصاعدة عالميا، وستبيع الولايات المتحدة براءات الاختراع إلى البلدان الصديقة، وعلى العكس، فإن البلدان العدوة ستكون أمام انسداد دوائي blocage pharmacologique بهدف إماتتها واستنزافها بشكل كبير. أو أن هذه البلدان ستكون مضغوطة من طرف حلف الولايات المتحدة من أجل التنازل مقابل لقاحات منقذة للحياة.
– في المرحلة الثالثة. سيتم تنزيل النظام العالمي الجديد ومعه تغير في العلاقات الدولية
– سيتم اختفاء الاتحاد الأوروبي وسيصبح من الماضي.
– اختفاء محتمل لأعداء، كإيران وكوريا الشمالية ،فنزويلا…
– تدهور الصين وروسيا.
– بروز [أرضية جديدة] الولايات المتحدة الأمريكية بأمريكا اللاتينية
– عولمة الكوكب حول بؤرة أمريكا الجديدة وحول قوتها المستشرية في بقاع العالم.