أكد الدكتور بشار الجعفري نائب وزير الخارجية والمغتربين أنه منذ بداية عام 2011 تورطت العديد من الدول الأوروبية والغربية بالأزمة في سورية عبر إرسال عشرات الآلاف من الإرهابيين الذين يستهدفون الدولة السورية وشعبها مشدداً على أن سورية عازمة على القضاء على كل بقايا الإرهاب ووضع نهاية لظاهرة الإرهابيين الأجانب عابري الحدود.
ودعا الجعفري في كلمة له خلال مؤتمر نظمه المركز الأوروبي لدراسات التطرف التابع لجامعة كمبريدج البريطانية إلى توحيد الجهود لمحاربة الإرهاب بالتنسيق والتعاون الكامل مع الحكومة السورية وفي ضوء قرارات مجلس الأمن ذات الصلة ودون انتهاك السيادة السورية موضحا أن معالجة المشكلة الإنسانية في سورية تتم عبر رفع العقوبات الاقتصادية القسرية المفروضة على الشعب السوري وأن إصرار بعض الحكومات على عدم الامتثال لقرارات مجلس الأمن من خلال رفضها عودة الإرهابيين وعائلاتهم إلى بلدانهم يكشف عمق نفاقها.
وقال الجعفري: يسرني أن أقدم خطابي اليوم إلى المؤتمر الأوروبي الثاني حول سورية “يوروسي” مؤتمر سورية الدولي الذي يعقده المركز الأوروبي لدراسة التطرف في الصرح التراثي التعليمي في كامبريدج وأدرك أن مركز “يوروسي” كان يدير برنامجاً فريداً حول سورية خلال السنوات الخمس الماضية ويبدو انه لم يكن من السهل في بريطانيا حتى بالنسبة للمؤسسات البريطانية إجراء حوار حر وعادل أو اللجوء إلى دبلوماسية المسار الثاني وكسر الحصار الإعلامي في بريطانيا وأوروبا.
وأضاف الجعفري: أؤكد أننا في سورية ننطلق من “الكتاب المقدس” للعلاقات والدبلوماسية الدولية التي تعد ميثاقا للأمم المتحدة.. هذا الكتاب المقدس يدعو إلى احترام السيادة والوحدة وسلامة الأراضي وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأعضاء وكما تعلمون جميعاً فإن سورية عضو مؤسس في الأمم المتحدة وكنا دائماً جزءاً لا يتجزأ من الشرعية الدولية.. وبكلمات واضحة نحن لسنا مبتدئين وقادمين جددا تجاه أحكام القانون.
وتابع الجعفري أن مناقشة موضوع شائك مثل العلاقات الأوروبية السورية والدور السلبي الحالي لأوروبا في الأزمة في سورية ستأخذنا جميعا بلا شك إلى آفاق غارقة في التاريخ والجغرافيا وستدفعنا نحو العديد من التساؤلات التي ليس من السهل العثور على أجوبة لها.. هل أوروبا مجهولة بالنسبة إلينا نحن السوريين … هل نحن كسوريين مجهولون بالنسبة لأوروبا … بالتأكيد الجواب كلا جغرافيا.. نحن السوريين من أقرب الدول والأمم إلى القارة الأوروبية وهذا العامل زاد من تفاعلنا على مر العصور.. وتاريخياً لم ينقطع التفاعل والتبادل بين سورية وأوروبا في أي يوم وفي أي عصر بل ان العملية مستمرة وساهمت بكل إيجابياتها وسلبياتها في رسم خارطة المنطقة ودورها على الساحة العالمية ولو تكلمنا من الناحية الثقافية فإن العملية المتبادلة متواجدة على مر العصور وبصماتها موجودة في كلتا المنطقتين.
وبين الجعفري أن قصص الأباطرة السبعة للإمبراطورية الرومانية انطلقت من سورية نفسها مثل “جوليا دومنا” و”فيليب العربي” وهي ليست مجرد مصادفة غريبة كما أنه ليس من المصادفة أن تكون الهندسة المعمارية التي تفخر بها روما اليوم “بانثيون” تم تصميمها وتنفيذها من قبل المهندس السوري “ابولودور” وهو من دمشق.. كما كان لدى السوريين دور كبير في الحضارة والثقافة شرقاً وغرباً وتجلى هذا الدور الحضاري من خلال كونها جسراً بين الإغريق قديماً وبين الغرب.. يخبرنا التاريخ أن أربعة من الباباوات على الأقل من أصول سورية.. انطلق القديس بولس من دمشق لنشر المسيحية في أوروبا.. وأمام مبنى “بيت العدل” في روما نرى تمثالاً للحقوقي السوري “بابينيان” الذي تم وصفه على أنه شخص قدم الكثير في مجال القانون والتشريعات في أوروبا.
وقال.. وقد لا يعرف البعض أن اسم هذه القارة جاء من سورية.. أن “أوروبا” اسم يعني الوجه العريض والواسع وهو اسم ابنة “اغينور” ملك مدينة صور الفينيقية بحسب الأساطير اليونانية.. ويزعم أن القارة الأوروبية سميت على اسم الأميرة الفينيقية “أوروبا” التي تطبع صورتها حالياً على عملة الـ “2 يورو” وبذلك تميل المعادلة إلى القول إن الكثير يجمعنا مع بعضنا وإن سورية قدمت الكثير لأوروبا.
وتساءل الجعفري.. إذاً ما الذي حدث … أين حدثت الأخطاء … ولماذا لم يعد الاتحاد الأوروبي يتمتع بالاستقلالية في التعامل مع الوضع في سورية… ولماذا يفضل الدوران في الفلك الأمريكي … ما الذي فعلناه نحن السوريين لأوروبا كي تتعامل معنا بشكل غير عادل وغير مبرر … هل نحن السوريين سبب الحربين العالميتين اللتين أسفرتا عن إراقة دماء مئات الملايين من الضحايا.. هل لدينا نحن السوريين سجل استعماري في القارة الأوروبية.. هل نحن السوريين من أوجدنا معارضة معتدلة دموية في أوروبا.. هل نحن السوريين من مولنا الميليشيات الأوروبية في كورسيكا والباسك وفي برينتين واسكتلندا … هل نحن من فرضنا عقوبات على القادة الأوروبيين وعائلاتهم ووزراء الشؤون الخارجية لديهم … هل نحن من دفعنا ألمانيا ضد المملكة المتحدة “بريطانيا” أو فرنسا ضد هولندا أو ألمانيا ضد اسبانيا … هل نحن السوريين من دبرنا اتفاقية “سايكس بيكو” لتقسيم الدول وزرع “إسرائيل” في قلب أوروبا … هل نحن من سمح للمتطرفين أو سهل تهريبهم إلى أوروبا عبر الحدود التركية … هل نحن من مول ودرب ودعم تنظيم “داعش” الإرهابي والكيانات الإرهابية التابعة له لتدمير باريس وبرلين ومدريد وبروكسل.
وأضاف.. هل نحن من فرضنا إجراءات اقتصادية قسرية أحادية الجانب وفرضنا حصاراً اقتصادياً خانقاً على الشعوب الأوروبية … هل نحن من نعقد مؤتمرات منتظمة للاتحاد الأوروبي للمانحين دون استشارة مسبقة مع الدول الأوروبية … هل نحن من نسيس ملف اللاجئين ونخضع للابتزاز الذي تمارسه سلطات النظام التركي حتى لا نلقي بالسوريين في البحر الأبيض المتوسط … هل نحن من ننفق مليارات اليوروهات على اللاجئين الأوروبيين في دول الجوار لمنعهم من العودة إلى بلادهم.
وأكد الجعفري قائلاً: إن العديد من التساؤلات تحتاج إلى إجابات عادلة ولكن قبل كل شيء هم يحتاجون إلى الإرادة السياسية والموقف الأخلاقي للاتحاد الأوروبي من أجل وضع حد نهائي وغير مشروط لمعاناة السوريين.. أن معاناتنا حقيقية ولا ينبغي اختزالها في مجرد خطاب قاله مفوض الاتحاد الأوروبي للسياسة الخارجية والأمن جوزيب بوريل.
وقال إن بعض الدول تحيي هذه الأيام ما تسميه “الذكرى العاشرة للصراع السوري”.. اعتمد الاتحاد الأوروبي يوم الخميس الماضي قراراً يجعل أوروبا جزءاً من المشكلة وليس جزءاً من الحل.. القرار متحيز وغير حقيقي وينحاز ضد الحكومة السورية في انتهاك صارخ لبنود ميثاق الأمم المتحدة ومبادئ القانون الدولي.. لقد انضم الاتحاد الأوروبي إلى مجموعات ومؤسسات أخرى في هذا المسعى لتشويه صورة الحكومة السورية وقائد البلاد وعائلته.. في يوم الأربعاء العاشر من آذار 2021 قال جوزيب بوريل في مناظرة أمام البرلمان الأوروبي أن أحدث البيانات تشير إلى أن معدلات الفقر بلغت 80 بالمئة وأن 12 مليون سوري أي ما يقرب من 60 بالمئة من السكان يعانون بشدة من انعدام الأمن الغذائي وقد أدى وباء كورونا إلى تفاقم التحديات.
وتابع الجعفري.. هذا البيان يدين بوريل والاتحاد الأوروبي اللذين يدافعان دوماً عن حقوق الإنسان.. ألا ينضم بهذا الاتحاد الأوروبي إلى الإجراءات الاقتصادية القسرية أحادية الجانب ويفرض عقوبات على سورية لتجويع الشعب السوري.. أليس هذا ارهاباً اقتصاديا.. أليست هذه جريمة ضد الإنسانية والديمقراطية.
وأضاف.. منذ البداية في عام 2011 تورطت بعض الدول في الأزمة في سورية.. اعتادوا إرسال ودعم عشرات الآلاف من الإرهابيين الذين يستهدفون الدولة السورية وشعبها.. لم يعد خطر هؤلاء الإرهابيين محصوراً بسورية بل بات يهدد الآن كل دول العالم بما في ذلك أوروبا نفسها.. ظهرت لأول مرة في التاريخ الحديث ظاهرة جديدة.. نحن نعلم جميعاً أن استخدام الإرهاب كسلاح سياسي كان نوعاً من الاستراتيجية الغربية التي تم تنفيذها في افغانستان ونيكاراغوا والعراق وبوليفيا وإيران وليبيا وأماكن أخرى .. وللمرة الأولى تم إيجاد نسخة جديدة من هذه الاستراتيجية عن قصد في مختبرات خدمات الاستخبارات وهي استراتيجية جديدة تعتبر مناسبة للمشهد السوري.. وأعني بهذا أن تلك الحكومات المعادية نفسها التي شنت حرباً إرهابية ضد سورية وتزعم بأنها تهتم بأمن وأمان الشعب السوري.
وأوضح الجعفري أن منظومة الأمم المتحدة المعنية بمكافحة الإرهاب تتجاهل بإصرار حقيقة الحرب الإرهابية التي تتعرض لها سورية منذ عام 2011 وقال إن هذه الممارسات غير المتوازنة استمرت نتيجة لممارسات الاستقطاب السياسي والمالي التي اتبعتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة “بريطانيا” وألمانيا وفرنسا.. تلك الحكومات الأوروبية كانت تستغل عضويتها في مجلس الأمن بشكل سلبي ضد سورية إلى أقصى حد.. وكان هدفهم تشويه الحقائق وتوفير تغطية سياسية وإعلامية للتنظيمات الإرهابية المسلحة ومنع مجلس الأمن من إدراج تلك التنظيمات إضافة إلى مئات الإرهابيين الأجانب ضمن قائمة الكيانات والأفراد الإرهابية.
وأشار الجعفري إلى أن الوضع وصل إلى درجة من الفظاظة عندما استمرت المندوبة الدائمة للولايات المتحدة وحكومة بلادها لأشهر عديدة بنفي وجود منظمة إرهابية معروفة في سورية تسمى “جبهة النصرة” وقال.. دعوني أذكركم هنا بقناة “الجزيرة” التي تملكها الأسرة الحاكمة في قطر.. أجرى مراسل قناة الجزيرة “أحمد منصور” مقابلتين طويلتين مع الإرهابي “أبو محمد الجولاني” زعيم “جبهة النصرة” ومنحته منصة مجانية للترويج لفكره الإرهابي.. ومؤخراً أجرى الصحفي الأمريكي مارتن سميث مقابلة مع هذا الإرهابي لبرنامج “فرونت لاين” “الخط الأمامي” على قناة “بي بي اس”.. كما أود أن أذكركم بأن الوفد القطري لدى الأمم المتحدة قد أعلن صراحة أنه يعارض قرار مجلس الأمن بإدراج تنظيم جبهة النصرة في قوائم الكيانات الإرهابية.. حسناً.. لا تتفاجؤوا إذا رشحت تلك الحكومات يوماً ما “أبو محمد الجولاني” لجائزة نوبل للسلام.
وأضاف الجعفري.. مع بداية عام 2014 انتشر خطر الإرهاب على نطاق واسع في سورية والعراق وبدأت المؤشرات تظهر بأن تهديدات الإرهاب لن تتوقف داخل حدود هاتين الدولتين.. ومع اتساع ظاهرة المقاتلين الإرهابيين الأجانب بشكل كبير يهدد السلم والأمن الدوليين بدأ الرأي العام الدولي تحديداً في دول الاتحاد الأوروبي بإثارة تساؤلات جدية حول دور حكومات تلك الدول وتورطها في غض النظر عن سفر آلاف المئات من المتطرفين من الاتحاد الأوروبي إلى سورية والعراق بهدف الانضمام إلى الجماعات الإرهابية مثل “القاعدة” و”داعش” و”جبهة النصرة”.
وتابع الجعفري.. لذلك بدأ السحر ينقلب على الساحر وبدأت البضائع الإرهابية التي تم تصديرها إلى سورية على وجه الخصوص بالعودة إلى بلد المنشأ لتشكل تهديداً للأمن الأوروبي.. وتزامن هذا الموقف مع موقف روسي وصيني حازم داخل مجلس الأمن بمواجهة محاولات الولايات المتحدة والمملكة المتحدة “بريطانيا” وفرنسا تشويه الحقائق حول الإرهاب الذي تعاني منه سورية والذي تموله وتدعمه حكومات إقليمية وعلى رأسها تركيا وقطر و”إسرائيل”.. هكذا بدأ مجلس الأمن يشهد تحركات لتبني العديد من القرارات المتعلقة بمكافحة الإرهاب معظمها كان مرتبطاً بشكل مباشر أو غير مباشر بالوضع المأساوي في سورية وظهرت لهجات ولغات جديدة في قرارات مجلس الأمن بشأن تنظيمات “داعش” و”القاعدة” و”جبهة النصرة” و”هيئة تحرير الشام” ودورها في نشر الإرهاب في سورية والعراق وسرقة النفط والآثار لتمويل الإرهاب وبشأن الإرهابيين الأجانب.
وأضاف.. وبدأ مجلس الأمن نظرياً وليس عملياً بمعالجة ظاهرة تحرير الرهائن مقابل دفع فدى للتنظيمات الإرهابية المسلحة.. أنها ممارسات خطيرة مرتبطة بالقطريين الذين كانوا يمولون الإرهاب بشكل مباشر أو غير مباشر من خلال تلك الفدى في انتهاك لقرار مجلس الأمن رقم 2133 وكان مجلس الأمن قد اتخذ 23 قراراً بشأن مكافحة الإرهاب مرتبطة بالوضع في سورية بشكل أو بآخر ولا تزال حكومات المنطقة تواصل دعم وتمويل وتسهيل نقل الإرهابيين والأسلحة والأموال إلى سورية وبفظاظة صارخة يطلقون على الإرهابيين لقب “المعارضة المسلحة المعتدلة”.
ولفت الجعفري إلى الأمريكيين وأعضاء آخرين منعوا مجلس الأمن من إدراج العديد من التنظيمات الإرهابية والأفراد من الإرهابيين الموجودين على قوائم العقوبات التي فرضها المجلس على كيانات وأفراد متورطين في دعم وتسليح وتمويل وغسيل الأموال لصالح النشاطات الإرهابية في سورية كما واصلت المندوبة الأمريكية الدائمة لعدة أشهر إنكار وجود منظمة إرهابية في سورية تحت اسم “جبهة النصرة” وظلت تقول إن هذا التنظيم أسطورة تذرعت بها الحكومة السورية لتبرير قمع المتظاهرين السلميين حتى رضخت الحكومة الأمريكية للواقع وسمحت لمجلس الأمن إلى جانب حلفائها بإدراج هذه المنظمة الإرهابية على قوائم العقوبات في نهاية أيار عام 2013.
وقال الجعفري.. حتى عندما غير تنظيم جبهة النصرة الإرهابية مثل “السحلية” اسمه إلى “هيئة تحرير الشام” واصلت الحكومة الأمريكية رفض طلب سورية وروسيا إدراج هذا الاسم الجديد على قوائم مجلس الأمن ولم توافق على إدراجها حتى قامت وزارة الخزانة الأمريكية بإدراج “هيئة تحرير الشام” في لوائح العقوبات الأمريكية.
وأضاف.. وفي الوقت الحالي تواصل الولايات المتحدة عرقلة طلب كل من سورية وروسيا والصين لإدراج أخطر منظمة إرهابية تنشط في سورية وتضم أكثر الإرهابيين الأجانب عنفاً والتي تعرف باسم “حراس الدين”.. وفي هذه الحالة بالذات وصل النفاق إلى مستويات غير مسبوقة حيث أدرجت وزارة الخزانة الأمريكية “حراس الدين” ضمن قائمة العقوبات الأمريكية لكنها ما زالت ترفض إدراج هذا التنظيم الإرهابي ضمن قوائم مجلس الأمن.
وأشار الجعفري إلى أن الحكومة السورية قامت بتوثيق معلومات حول تورط أفراد في القتال مع التنظيمات الإرهابية “داعش وجبهة النصرة وحراس الدين” بعد الإفراج المشروط عنهم من معتقل “غوانتانامو” وفرض الإقامة الجبرية عليهم في دول أمريكا اللاتينية وقال.. هذه الحكومات نفسها ومعظمها قوى استعمارية سابقة أو دعاة حرب تهين ميثاق الأمم المتحدة واستخباراتنا بزعم أنها تغزو أجزاء من سورية تحت الراية الزائفة للمادة 51 من الميثاق.. أنهم يلجؤون إلى المادة 51 للتستر على شكوكهم لكنهم يؤسسون ما يسمى التحالف الدولي القائم على التصرف الأحادي ودون أي سلطة مقدمة من مجلس الأمن.. لا يمكن للناس أن يضرموا النيران ويزعموا بأنهم رجال إطفاء.
ودعا الجعفري إلى توحيد الجهود لمحاربة الإرهاب بالتنسيق والتعاون الكامل مع الحكومة السورية وفي ضوء قرارات مجلس الأمن ذات الصلة ودون انتهاك السيادة السورية وقال إن إصرار بعض الحكومات على عدم الامتثال لقرارات مجلس الأمن من خلال رفضها عودة الإرهابيين وعائلاتهم إلى بلدانهم يكشف عمق نفاقها وأن سورية عازمة على القضاء على كل بقايا الإرهاب ووضع نهاية لظاهرة الإرهابيين الأجانب عابري الحدود وفي هذا المجال نؤكد على محاولات بعض الدول التدخل في شؤوننا الداخلية تحت ذريعة المساعدات الإنسانية.
وقال الجعفري: نؤكد رفضنا لمؤتمر بروكسل الذي سيعقد تحت شعار “مساعدات سورية” في الوقت الذي يفرض الاتحاد الأوروبي عقوبات اقتصادية مجرمة ضد الشعب السوري ويدعي في نفس الوقت حرصه على مساعدة الشعب السوري مؤكداً أن الحكومة السورية كانت دائماً حريصة على الانخراط بشكل إيجابي في المسار السياسي.. وفي هذا المجال سورية تؤكد على استقلالية لجنة الدستور مع ضمان بأن تكون العملية السياسية بقيادة وملكية الشعب السوري الذي له الحق الحصري في تقرير مصيره دون أي تدخل خارجي وندعو الأمم المتحدة للقيام بدورها كوسيط حيادي ونزيه ولمنع العديد من الدول من التدخل في شؤون اللجنة الدستورية أو فرض أجنداتها أو فرض توصيات مريبة لمبعوث الأمين العام للأمم المتحدة.
وأضاف الجعفري.. أن بعض الدول الغربية هي تابعة للولايات المتحدة الأمريكية فهي تتابع عرقلة المسار السياسي وتسييس الملف الإنساني وتستعمله لتنفيذ أجنداتها السياسية فهي تتبنى إجراءات مثل ما يسمى “مساعدات عابرة للحدود” والتي تنتهك السيادة السورية.. وأن تلك الدول تتابع الترويج لما يسمى “طريق غازي عنتاب” بالتحضير لتمديد مفاعيل قرارات مجلس الأمن رقم “2165 و2533”.. وبالتطرق لموضوع غازي عنتاب أنا أدعوكم للنظر بوثائق سنودين التي تظهر الدليل بأن هذه المنطقة أصبحت الآن المركز الرئيسي التي تستعملها السلطات التركية لتدريب الإرهابيين قبل إرسالهم لسورية او ليبيا أو اليمن او أي مكان آخر.
وختم الجعفري كلمته قائلاً: إن معالجة المشكلة الإنسانية لن تتم من خلال توزيع المساعدات أو اتهام الحكومة السورية بعدم التعاون بل على العكس برفع العقوبات الاقتصادية القسرية المفروضة على الشعب السوري.
سنمار سورية الإخباري