د. بسام روبين
يقال أول الرقص حنجلة وهذه المقولة تعد من الاستراتيجيات التي تستخدمها بعض الحكومات قبيل إتخاذها للقرارات الصعبة.
فها هي الدنمارك بدأت الحنجلة مع اللاجئين السوريين باتخاذها قرارات إبعاد مئات الأسر السورية الى دمشق ،ولم نرى أي برق أو رعد يصدر عن منظمات حقوق الإنسان حيال هذه القضية التي تمزق حقوق الإنسان ،وتكشف عن الوجه الحقيقي للسياسات الأوروبية ضد اللاجئين العرب الذين غادروا دولهم قسرا ،لكن في المقابل تابعنا التقارير القاسية لمنظمة هيومن رايتس ووتش عندما قررت الأردن إبعاد عدد لا يذكر من اللاجئين اليمنيين لدواعي أمنية ،وهذه المفارقات تكشف اللثام عن حقيقة هذه المنظمات وبعض الديموقراطيات الزائفة التي تكيل بأكثر من مكيال معتمدة على اللون والدين والعرق يضاف الى ذلك ان السياسة الأمريكية الجديدة والتي تغنينا بها كثيرا تكاد لا تختلف عن سياسات سابقتها التعسفية ،فالساكت عن الحق شيطان أخرس ،وها نحن نرى صمتا أممياً لا يتناسب مع ما يصدر عن تلك الدول التي تدعي الانسانية حيال هذه الفئة من اللاجئين السوريين الذين يتعرضون لمحاولات الترحيل القسري.
وهذا يدفعنا لتثمين الدور الانساني التركي والمصري والأردني واللبناني في التعامل مع ملف اللاجئين برغم المشاكل الاقتصادية التي تحيط بهذه الدول ،وما يخيفنا أن تتحول الحنجلة الى رقص وأن يكون قرار الدنمارك بمثابة مقياس لمستوى ردود الأفعال الأممية والشعبية تمهيدا لتطبيقه في باقي الدول الأوروبية التي تهوى ذلك النوع من الرقص وتستضيف اللاجئين السوريين على مضد.
لذلك نحن نتمنى من كافة المنظمات والدول والهيئات المهتمة بحقوق الإنسان ان ترفع صوتها في وجه هذا القرار الجائر لإلغائه من جذوره ،وإغلاق الباب على أي دولة تفكر بهذا الإتجاه الغير إنساني حمى الله اللاجئين أينما وجدوا وأعادهم الى بلدانهم سالمين غانمين.
عميد أردني متقاعد