حذر خبراء مصريون من تطورات ملف سد النهضة بعد دعوات أمريكية أوروبية للسودان للقبول باتفاق جزئي حول الملء الثاني.
وبحسب موقع “رأي اليوم” الدعوات الأوروبية الأمريكية قابلها وزير الري المصري الأسبق محمد نصر علام بالتساؤل:
ماذا تحاول أمريكا تنفيذه فى أزمة سد النهضة ولماذا الاستعجال لعقد اتفاق للسماح لإثيوبيا بالملء الثانى قبل التوصل الى اتفاق شامل حول ملء وتشغيل السد.
وتابع علام: هل الاسراع بالملء الثانى للسد جزء من الدعم الأمريكى الصريح لإثيوبيا أم جزء من التآمر ضد مصر؟
وهل هذا التحرك الأمريكى المتأخر جاء لمساندة الخطة الإثيوبية للهيمنة على النيل؟
واختتم علام مؤكدا أن الكلمة الأولى والأخيرة لمصر والسودان مهما تكن الضغوط والمؤامرات.. حذارِ الزيارات المكوكية
من جهته قال د.اسماعيل صبري مقلد أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية إن أكثر ما يقلقه ويثير مخاوفه هو هذه الزيارات المكوكية التي يقوم بها المبعوثون الامريكيون حاليا الي عواصم الدول الثلاث الاطراف في ازمة السد الاثيوبي.. ومن ابرزهم المبعوث الامريكي الخاص الي منطقة القرن الافريقي ، ووفد اعضاء لجنة العلاقات الخارجية بالكونجرس الذين زاروا الخرطوم واختصوها وحدها بمشاوراتهم واهتمامهم .
وأضاف مقلد أنه ربما سوف يلحق بهولاء المبعوثين كثيرون غيرهم خلال الاسابيع القادمة في مهام قد يكون ظاهرها غير حقيقتها.
وتابع مقلد: ” أخشي ما اخشاه هو الرسائل المسمومة او الملغومة التي يحملها كل هؤلاء المبعوثين الامريكيين في هذا التوقيت الحرج من تطور ازمة هذا السد..فقد يكون الهدف منها هو احداث وقيعة بيننا وبين السودان لشق الصف ، او لارباكنا وتشويش رؤيتنا وافقادنا لحماسنا ودفعنا الي تغيير مسارنا سواء بتحذيرنا او بتقديم وعود كاذبة عن وساطات امريكية وهمية قادمة لحل الازمة ولا هدف من تقديمها الا تخدير اعصابنا واضاعة الوقت في ما لا جدوي منه الي ان يكتمل بناء هذا السد ليفرض الامر الواقع الجديد نفسه علينا..وليتحقق لهم ما خططوا له من خلال هذا المشروع الاثيوبي الخطير…وهو ما لا استبعده عليهم”.
وقال مقلد اذا كنا لا نستطيع ان نمتنع عن استقبالهم والاستماع اليهم ، فيجب أن نكون علي حذر شديد منهم، والا نحسن الثقة في نواياهم ودوافعهم واهدافهم ، مشيرا إلى أنه لو انه كان لديهم حل دبلوماسي مقبول لازمة هذا السد لما تأخروا كل هذا الوقت في الاعلان عنه سواء من قبل هذه الادارة او من قبل الادارة السابقة عليها.
واختتم مقلد مؤكدا ضرورة الا ننسي ان خطر سد الخراب الاثيوبي لا يهدد احدا في العالم سوانا…وان من سوف يجني نتائج قراراته بالدفاع عن حقه في الحياة والوجود هو نحن اولا واخيرا ..ومن ثم، فان القرار الآن هو قرارنا واللحظة هي لحظتنا ولن يكون هناك من هو احرص علي حياتنا وعلي مستقبل الاجيال المقبلة منا.
المؤامرة باتت علنية
من جهته قال هاني رسلان الخبير في مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية إن التآمر الأمريكى والأوروبى أصبح مفضوحا وعلنيا بعد الدعوة لاتفاق جزئى حول الملء الثانى وهو الهراء نفسه الذى تقول به مجموعة الأزمات الدولية .
وقال رسلان إن طرح مثل هذه المقترحات يحمل فى طياته قدرا كبيرا من الوقاحة و الاستخفاف بالعقول ، داعيا إلى هدم المعبد على رؤوس الجميع.
وأضاف رسلان أن المقترح الأوروبى الأمريكى وبمساعدة دولة عربية باتفاق جزئى للملء الثانى فقط .. يهدف إلى الفصل بين موقفى السودان ومصر ،والالتفاف على الخط الاحمر للسيسى وصولا إلى تمكين إثيوبيا من رقبة مصر والسودان.
سنمار سورية الإخباري