تجمع بين الجمال والمعرفة الأكاديميّة، أتقنتِ اللغة العربيّة وتخرّجت من كلّية الآداب، لتكمل حلمها بدراسة الإعلام، الحضور الأقوى في رمضان هذا العام كان من نصيبها، وذلك من خلال برنامج “تكسي رمضان” المذيعة السورية “مروى عودة”.
وخلال لقاءها مع مجلّة “شبابيك” كشفت مروى عودة تفاصيل من تجربتها الإعلامية، ومشاريعها الجديدة.
_ بداية كيف قرّرت “مروى عودة” الدخول إلى مجال الإعلام، وكيف كانت البداية؟
«منذ صغري ألقي الشعر وقد انتبه والدي على صحّة ودقّة مخارج الحروف لدي، وإنّي أملك جرأةً للإلقاء أمام الناس، فبات يعمل على تطوير هذه المَلكة عندي، وأنا قد أحببت ذلك بعد أن فهمت ماذا يعنى الإلقاء ومعنى أن أكون مذيعة، دخلت فرع اللغة العربية وآدابها ومن بعد تخرّجي أقدمت على دراسة الدبلوم في مجال الإعلام وكنت من الخمسة الأوائل في دفعتي، فتعيّنت كصحفيّة في وكالة “دام برس” للأنباء، ومن ثمّ مراسلة حربيّة في “اتحاد الإذاعات الإسلامي الإيراني”، ومن ثمّ عملت كمذيعة في الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون السوري في برنامج “صباح الخير” وأخيراً ببرنامج “تكسي رمضان”، ومن هنا قد كانت البدايات».
_بين أوّل ظهور لك على الشاشة وإلى اليوم، كيف طوّرت أدواتك، حديثك، وأفكارك؟
«بين أوّل ظهور على الشاشة واليوم هناك تطوّرٌ كبير جدّاً ويمكن وصفه بالفظيع، لكن لابد من الرهبة والخوف في الأشهر الأولى بشكل غير طبيعي، تعلّمت كيفية التعامل مع الكاميرا بشكل أكبر، بحيث إن كان هناك خطأٌ أعرف كيفية التعامل معه، والكلمة عندما كنت أسمعها كنت أعتقد أن لفظها يكون بالحالة الطبيعية، لكن عندما كنت أسمع التجربة أجد أنها مغايرة تماماً، فهنا من الواجب أن أستمر بعمليات التدريب، حتّى عندما بدأتُ بالظهور على التلفزيون، وقد واظبت على تدريب الصوت والنفس كثيراً، كما كثّفت القراءة، والمتابعة للأخبار ليس السياسية فقط، إنّما السياسية والاقتصادية والثقافية والفنية وغيرها، فأنتِ عندما تكونين مذيعةً على الهواء مباشرةً فأنت حتماً معرّضة لكثيرٍ من المواقف فإن لم يكن لديك أرضية ثقافية وخلفية للمعلومات عنها فمن الصعب أن تستمري وأن تكوني ناجحة، والشيء الآخر الذي قد طوّرته بأدواتي وحديثي هو محافظتي على عفويتي المحبّبة لدى الأكثرية، فأنا مستعدّة للظهور من أوّل يومٍ لآخر يومٍ دون أن أتصنّع أو أتظاهر بشيء لا أشعر به كما أنّني لا أتكلّم بشيء لست مقتنعةً به حتّى ولو أنّه محبّب لدى الأغلبية، فيمكنني القول أنّ عفويتي التي حافظت عليها هي ما ساهمت في تطوير أدواتي، فأنا على ثقة بأن كلّما كان الإنسان عفوياً وواسع الثقافة، ومواظِباً على التدرُّب حتّى لو بعد سنة أو سنتين أو عشرة من ظهوره الأوّل أمام الكاميرا حتماً سيكون النجاح حليفه».
_برنامج “تكسي رمضان” قرّب كثيراً بينك وبين المواطن السوري، تحدّثي لنا عن هذه التجربة؟
«بالفعل إنَّ برنامج “تكسي رمضان” جعلني قريبةً من الناس نتيجة تعاملي مع كافّة فئات المجتمع وأنماط تفكير الشخصيات وتعدد الطباع، وإنّي أعتبر هذا البرنامج من أجمل وأحلى التجارب هذه السنة والسنة الماضية، لكن في هذه السنة قد كان أجمل لأنَّ نطاق التصوير كان على مستوى المحافظات كلّها، فزرتُ كلَّ المحافظات والمناطق، وقد تعرّفت على لهجاتٍ كثيرة، وناسٍ جديدة، وطباع وفئات مختلفة تماماً عن بعضها، وباتت محبّة الناس تأخذ من قلبي الكثير، وكنت دائماً أشعر أنَّ محبّة الناس هي مسؤولية ملقاة على عاتقي وعليَّ أن أحافظ عليها محفورةً في قلبي، ويجب عليّ ألّا أخذل من أحبَّني أبداً».
_ هل ستستثمرين محبّة الناس لك بأشياء خدميّة تقدّمينها لاحقاً ضمن برنامجٍ تلفزيونيٍّ أو إذاعيٍّ؟
«بالطبع، من الممكن أن أستثمر هذه المحبّة في أن أقوم بإعداد برنامجٍ يعود بالفائدة عليهم هم، برنامجٌ يقدّم الدعم والمساعدة لهم سواء أكان تلفزيونيّاً أم إذاعيّاً، وإنّي أحاول قدر الإمكان أن أجعل من محبّتهم داعم قوي لشيءٍ محدّد أستطيع أن أقدّمه ويكون بمثابة خدمةٍ لهم».
_كيف تواجه “مروى” الانتقادات المتكرّرة لمذيعات التلفزيون السوري؟
“مع الأسف الشديد هناك كثير من الانتقادات قد وُجِّهت بفترةٍ من الفترات، وذلك لأن منذ حوالي سنتين وقبل كان هناك نوعاً من الجمود في التقديم لدى المذيعات السوريات بالإضافة للتقييد أيضاً، ويمكنني القول أنّهن قد اتّبعن نمط معيّن وبقين عليه، بالإضافة للمذيعين أيضاً فلم يقتصر ذلك النمط على المذيعات فقط، أمّا الآن قد تطوّرت أشياءٌ كثيرة، فقد بات لدينا أدوات متطوّرة أكثر جعلت من التلفاز السوريّ الذي يعتبر ناطقاً باسم الجمهوريّة العربيّة السوريّة أكثر متابعةً على مستوى الوطن العربيّ».
_ما هو أصعب موقف تعرّضت له “مروى” في عملها الإعلامي؟ وبالمقابل ما أطرف موقف؟
«لم يكن هناك موقف صعب في حياتي العمليّة، لكن ضمن برنامج “تكسي رمضان” كنت أشعر الحزن والانزعاج عندما أحدٌ ما يخبرني أنّه كان يودُّ لو ركب معي في السيارة ولم يستطع، فقد كنت أشعر بالانزعاج لأنّ البرنامج محدّد بحيث أستقبل أربعة أشخاص فقط، لكن ليس باليد حيلة، لكن أبداً لم أتعرّض لموقف صعب ضمن الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون السوريّ إلّا عندما أُصبت بفايروس “كـ.ـورونـ.ـا” وقدِ انقطعت عن العمل حوالي الشهر تقريباً، وهذا الموقف يمكن أن أضمّنه بحياتي المرضية فقط لا العملية، لكن بالمقابل لم أتعرّض لموقف طريف واحد بل لعدّة مواقف وأغلبها كانت ضمن برنامج “صباح الخير” على الهواء مباشرةً مثلاً أن تتكلّمي وتمرُّ نحلةً من أمامك، وأنا قد تعرّضت لموقفٍ أُعرف به، ففي إحدى المقابلات دخلت قطّة موقع التصوير وأنا لدي فوبيا من القطط وهنا لم أدرِ كيف تمالكت أعصابي، لكن الجميل في هذا الموقف هو أنّ هناك جمعية للرفق بالحيوان قدّمت قفصاً للقطّة لأضعها فيه لأنّها ستكون دائماً باستضافتنا في موقع التصوير، فقد كان ذلك موقفاً جميلاً».
_هل هناك مدرسة إعلاميّة معيّنة تأثّرتِ بها وتحاولين تطبيقها خلال تقديمك للبرامج؟
«لا أحبّ ذلك، فأنا أعتمد على ثقافتي وأرتكز عليها، وأساسات تعلّمتُها وهي أن أظهر دون تصنّع وبعفويتي الكاملة لأنال محبّة المشاهدين، فهذه المدارس تُعتبر عامّة لا يمكن وصفها بمدارس خاصّة بالإعلام، كما أنّ ذلك ينطبق على أيّ شخصيّة إعلاميّة».
_ما رأيك بالراديو وما البرامج التي تفضّلين سماعها؟ وهل من الممكن أن تخوضي التجربة؟
«بصراحة كبيرة أنا من عشّاق الراديو، وسأعطيكِ سرّاً حصرياً أنا الآن أقوم بتدريبات خاصّة بالعمل الإذاعي لأنّي أحبُّ أن أخوض هذه التجربة، وحالياً أبحث عن فكرةٍ جديدة لأقدّمها بعد أن أنهي تدريبي».
_ماذا يقول لك الأهل والأصدقاء المقرّبين بعد انتهاء كلِّ حلقة؟
«بعد كلِّ حلقةٍ يعبّرون لي عن لطافة ومرح الأشخاص الذين استضفتهم، ويبدون إعجابهم بهم لدرجة أنّهم يعقّبون على كلامهم وتصرّفاتهم بكلِّ حبٍّ وودّ، ولأنَّ البرنامج كان قريباً من الناس بشكل كبير، ولأنّني كنت بينهم وأرحّب بأيِّ شخصٍ يودُّ أن يستقلَّ سيارتي فالحمد للّٰه قد أخذ صدىً إيجابياً كبيراً بينهم، فهذه المحبّة كانت تظهر على وجوه أهلي وأصدقائي وكلِّ مَن تابع برنامج “تكسي رمضان”».
_كلمة ختامية منك للجمهور.
«أريد أن أقدّم كلَّ الحبِّ لكلِّ شخص يعرف “مروى عودة”، وأتمنى ألّا يبدي انزعاجه منّي، لأنَّ هناك مَن يكلّمني ولا أستطيع الردَّ عليه عبر صفحتي على موقع فيس بوك، وأعترف أنّي نشطة على موقع فيس بوك وأنستغرام، لكن فيس بوك أكثر، وأنا الآن أقدّم فائق اعتذاري شخصياً منهم جميعاً، لكن صدقاً لا أحبّ أن أميّز بين شخص وآخر فلذلك أحاول كلَّ فترة أن أقوم بتصوير بثٍّ مباشر للردِّ على الكثير من الأسئلة التي من الممكن توجهيها إليّ، فرجاءً لا أحبّ أن يُأخذَ موقفٌ منّي لهكذا سبب، فأنا أحبُّكم جميعاً، وأقرأ تعليقاتكم وأتابع كلَّ شيءٍ منكم، ولكِ كلُّ الحبِّ أنتِ أيضاً».
إعداد وحوار: “رهف كمال عمّار”