أكد وزير الخارجية والمغتربين، فيصل المقداد أن الإرهاب والعدوان الخارجي والإرهاب الاقتصادي المتمثل بفرض إجراءات قسرية أحادية الجانب تمثل أخطر التحديات التي تواجه دول حركة عدم الانحياز، مشدداً على ضرورة التعاون والتضامن بين دول الحركة للتصدي لهذه التحديات.
وقال المقداد في كلمة له خلال “المؤتمر الوزاري منتصف المدة” لحركة دول عدم الانحياز المنعقد عبر الفيديو في العاصمة الأذرية باكو: “ينعقد اجتماعنا اليوم في وقت يشهد فيه عالمنا تحديات جمة تتمثل في الدعم المكشوف من قبل بعض الدول للإرهاب وفي العودة إلى أجواء الحرب الباردة والتهديد باستخدام القوة لحل المشاكل الدولية، ناهيك عن الهجمات السيبرانية والإفقار المتعمد من قبل الدول الغربية لشعوب الدول النامية ما أدى إلى تهديد حقيقي للأمن والسلم الدوليين والسعي لإلغاء دور حركتنا البناء على الساحة الدولية منذ مؤتمري باندونغ وبلغراد”.
وأوضح المقداد، أن دور حركة عدم الانحياز يسعى لتحقيق عالم أكثر أمناً تسوده مبادئ السلام والعدالة والتضامن والتعاون ويقوم على مبادئ احترام سيادة الدول واستقلالها وسلامة أراضيها والمساواة فيما بينها وعدم التدخل في شؤونها الداخلية والامتناع عن العدوان أو استخدام القوة أو التلويح بها وحل المنازعات بالطرق السلمية.
وأشار المقداد إلى أن الإرهاب لا يزال يمثل أخطر التحديات التي ينبغي لحركة عدم الانحياز التصدي لها باعتبار أن هذه الآفة تشكّل أحد أهم التهديدات للسلم والأمن الدوليين، إضافة إلى التحدي المتمثل بالإرهاب الاقتصادي عبر فرض إجراءات قسرية أحادية الجانب لخنق شعوب دول الحركة والنيل من خياراتها الوطنية، لافتاً إلى أن العدوان الخارجي على الدول الأعضاء في الحركة، يمثل تحدياً خطيراً آخر وقد تجلى خلال السنوات الأخيرة بنزعة التلاعب بأحكام ميثاق الأمم المتحدة والترويج لتفسيرات مشوهة لبعض مواده لتبرير أعمال عدوان موصوفة.
وشدد وزير الخارجية والمغتربين على أن ما تقوم به الولايات المتحدة إلى جانب عدد من الدول الغربية في عدوانها على سورية دليل واضح على ذلك ما يتطلب من الدول الأعضاء الوقوف ضد هذه السياسات وإدانة كل أشكال العدوان والمشاركة في مبادرة (مجموعة أصدقاء الدفاع عن ميثاق الأمم المتحدة) التي تشكلت مؤخراً في نيويورك بمبادرة من جمهورية فنزويلا البوليفارية الصديقة.
وبيّن، أن سورية تعرضت خلال السنوات العشر الماضية إلى أعنف وأبشع حرب إرهابية فرضتها عليها دول استخدمت تنظيمات إرهابية وكيانات مختلفة مرتبطة بها وإرهابيين أجانب من أكثر من مئة دولة أداة لتنفيذ سياساتها التخريبية وتحقيق أجنداتها الجيوسياسية على حساب أمن واستقرار سورية ودول المنطقة.
وأشار إلى أن مواجهة هذا التهديد الإرهابي تتطلب التعاون بين الدول الأعضاء ودعم جهودها في التصدي له وتنفيذ قرارات مجلس الأمن ذات الصلة بمكافحة الإرهاب واتخاذ إجراءات رادعة لمساءلة الدول الراعية للإرهاب وعدم السماح باستغلال مكافحة الإرهاب ذريعة لتشكيل تحالفات غير شرعية ومن دون تفويض دولي على غرار ما قامت به الولايات المتحدة مرات عدة في منطقتنا.
ولفت المقداد إلى أن الإجراءات القسرية غير الشرعية التي فرضتها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي على الشعب السوري، تسببت بمعاناة كبيرة له وخلّفت آثاراً كارثية على جوانب حياته اليومية وحدت كثيراً من قدرة مؤسسات الدولة على توفير الخدمات والاحتياجات الأساسية له، ما يتطلب من الدول الأعضاء في الحركة التضامن لرفع هذه الإجراءات ومنع فرضها على دول أخرى وقد عبرت دول العالم في إجماع غير مسبوق عن دعمها لكوبا لوقف هذه الإجراءات أحادية الجانب وعلى الولايات المتحدة الأميركية والغرب احترام إرادة شعوب العالم.
وأوضح، أن الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية في سورية ولبنان وفلسطين يتواصل منذ العام 1967 وتتواصل معه الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على الشعب الفلسطيني وعلى سيادة واستقلال سورية ولبنان، مؤكداً رفض سورية المساس بالوضع القانوني والجغرافي والسياسي للجولان السوري المحتل وعزمها على إنهاء أي وجود عسكري أجنبي غير شرعي على أراضيها.
وجدّد المقداد التأكيد على موقف سورية الثابت والمبدئي الداعم للقضية الفلسطينية وحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة على كامل ترابه الوطني وعاصمتها القدس مع ضمان حق العودة للاجئين وفقاً للقرار الأممي رقم 194 عام 1948.