اعتبرت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، أمس الأحد، أن الأسابيع المقبلة حاسمة بالنسبة لمستقبل الاتفاق النووي مع إيران، في حين قال مساعد الرئيس الإيراني رئيس منظمة الطاقة الذرية، محمد إسلامي، إن بلاده اتخذت الخطا لتحقيق أهدافها السلمية في الطاقة النووية.
وقالت ميركل خلال زيارة لإسرائيل في مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس وزراء الاحتلال نفتالي بينيت: إن كل يوم يمر من دون استجابة من طهران لمبادرات الولايات المتحدة ينتج عنه تخصيب إيران للمزيد من اليورانيوم، حسب تعبيرها.
وحملت ميركل التي شارفت ولايتها في المستشارية على الانتهاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الصيني شي جين بينغ مسؤولية المساعدة في دفع إيران للعودة لطاولة التفاوض، مضيفةً: «أرى أيضاً مسؤولية على روسيا والصين في هذا الشأن بالنظر إلى أن الاتفاق النووي لم يعد يحقق المرجو منه بما يجعل الوضع عصيباً، وبالتالي فنحن الآن في أسابيع حاسمة للغاية بالنسبة لهذا الاتفاق».
من جانبه، قال بينيت إن التأكد من عدم امتلاك إيران لأسلحة نووية قضية وجودية لبلاده، وادعى رئيس وزراء كيان الاحتلال أن امتلاك إيران لأسلحة نووية بإمكانه تغيير وجه المنطقة ووجه العالم، موضحاً أن هذا الأمر ليس مشكلة إستراتيجية بل قضية وجودية لإسرائيل.
وقال بينيت إن الإيرانيين حققوا طفرة كبيرة في قدرتهم على تخصيب اليورانيوم، وبلغ البرنامج النووي الإيراني تطوراً ملحوظاً، مدعياً أن إيران مشغولة ومهتمة ببلاده، بشكل مهووس، ومضيفاً إن النظام الإيراني مستعد لدفع أثمان باهظة لتعريض الإسرائيليين لمعاناة حقيقية.
وشدد نفتالي بينيت على أن بلاده مشغولة في الأفعال، وليس الأقوال، وتتصرف ضد إيران على الأصعدة كافة، بما فيها محاولات الكبح اليومي لمواجهة المحاولات الإيرانية لنشر الأسلحة في المنطقة.
وشهدت العاصمة النمساوية، فيينا، خلال الفترة بين شهري نيسان وحزيران، 6 جولات من تلك المفاوضات، بين إيران والدول المعنية بالاتفاق، بمشاركة غير مباشرة من الولايات المتحدة، للوصول إلى اتفاق لإعادة إحياء الاتفاق، الذي تهاوى منذ أيار عام 2018.
وطلبت إيران تعليق مفاوضات فيينا بشأن الاتفاق النووي، حتى تسلم الرئيس الإيراني الجديد إبراهيم رئيسي، السلطة، وهو ما حدث بالفعل مطلع آب الماضي، إلا أنه لم يتم الاتفاق على موعد استئناف المفاوضات حتى الآن.
وأعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زاده، خلال مقابلة أجراها مع قناة «فرانس 24» أول من أمس السبت، أن طهران قررت مواصلة المفاوضات مع مجموعة «4+1» في فيينا.
وأضاف: إن «طهران قررت إعادة النظر في المحادثات المتعلقة بإحياء خطة العمل المشترك الشاملة للاتفاق النووي».
على خط مواز، نقلت وكالة «إرنا»، صباح أمس الأحد، عن مساعد الرئيس الإيراني رئيس منظمة الطاقة الذرية، محمد إسلامي، أنه من حالات الالتزام المشترك للدول، الأنشطة النووية السلمية ومنع انتشار الأسلحة النووية، وهي خطوات تأتي في سياق قرارات الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وأفاد إسلامي بأن التكنولوجيا النووية تعد واحدة من أكثر القضايا حسماً وتسهيلاً وتسريعاً للتقدم في سائر المجالات، من حيث دورها في الرخاء العام والاقتصاد وصحة المجتمع، مشيراً إلى أن أعداء بلاده منعوا عنها هذه النقطة المفتاحية ويعرقلون تحصيل الطلبة الإيرانيين في الفروع المتعلقة بالتكنولوجيا النووية.
ولفت مساعد الرئيس الإيراني إلى أن الاستكبار العالمي لا يرغب في أن تتوافر مثل هذه التكنولوجيا في إيران، أو أن تنشط الكوادر العلمية والشبابية في هذا الأمر اللامتناهي للتكنولوجيا، مطالباً الوكالة الدولية للطاقة الذرية بتشجيع ودعم ومساعدة الدول في تحقيق الأهداف السلمية للطاقة النووية، من أجل تمكينها للحصول على الطاقة النووية السلمية.
وشدد إسلامي، على أن الطريق الذي تم اختياره في بلاده، واضح تماماً، وبلاده قد اتخذت الخطا لأهدافها السلمية في الطاقة النووية.