في قديم الزمان أراد ملك اسمه النعمان أن يبني قصرا عظيما، يباهي به جميع الملوك في ذلك الوقت، ويفاخرهم. سأل النعمان عن المهندسين والبنائين في مملكته، فعلم أن أن أمهر البنائين جميعا مهندس اسمه سنمار.
ارسل النعمان في طلب سنمار فحضر لمقابلته. وقال النعمان:أرسلت في طلب لتبني لي قصرا لم ير الناس له مثيلا في مملكتي، وسوف أكافئك مكافأة عظيمة.
قال سنمار:يشرّفني أن يطلب مني الملك بناء قصره، سو أبني لك يا مولاي – قصرا ما رأى الناس مثله من قبل، لكن ذلك سيكلّفك الكثير، وسوف أحتاج إلى ألف من البنّائين المهرة.
قال النعمان:اطلب ما تشاء، وستجده بين يديك في لحظات، المهم أن تنتهي من بناء القصر في أقصر وقت ممكن.
مكث سنمار ليالي واياما يعد رسوم القصر ومعه المساعدون، ثم اختار موقعا ممتازا على أحد الأنهار، وبدأ في البناء، واستمر يعمل ليلا نهار عدّة سنوات بلا راحة.
انتهى البنّئون من البناء، وذهب سنمار إلى النعمان وقال:قصرك جاهز الآن، ينتظر قدومك يا مولاي. فرح الملك النعمان بالخبر، وكان مشتاقا ومتلهّفا لرؤية القصر. ولمّى حضر أعجب ببنائه كثيرا، وشكر سنمار على جهده وبراعته وفنّه، وقال:
ما كنت أتخيّل أبدا – يا سنمار – ان القصر سيكو بهذه العظمة والفخامة! إنّك تستحق جائزة كبيرة… وبعد أيام انتقل الملك ليسكن في قصره الجديد، وأرسل في طلب سنمار. حضر سنمار وقالبل الملك النعمان. طلب النعمان من سنمار ان يتجوّل معه في جوانب القصر. وان يعرّفه بغرفه وقاعاته.
طاف النعمان وسنمار في جميع جوانب القصر، ثم صعدا إلى سطحه. كان السطح عاليا، وكان منظر المدينة من بعيد جميلا. سأل النعمان سنمار:هل هناك قصر مثل هذا؟. فأجابه سنمار:لا يا مولاي. ثم سأله النعمان:وهل هناك بنّاء غيرك يستطيع أن يبني مثل هذا القصر؟. أجاب سنمار: لا يا مولاي.
فكّر النعمان سريعا، وقال في نفسه:إذا عاش هذا البناء فسيبني قصورا أخرى أجمل من هذا القصر.. ليس هناك غير حلّ واحد.. نعم.. حلّ واحد!.
أشار النعمان إلى بعض جنوده، وهمس لهم بأمر. وعلى الفور، امسك الجنود بسنمار، وألقوه من فوق سطح القصر! سقط سنمار من هذا الإرتفاع الكبير على سطح الأرض، ومات في الحال.
وكانت هذه المكافأة التي نالها سنمار على عمله العظيم!
ومنذ ذلك الوقت، ونحن نقول هذا المثل:جزاء سنمار لكل من يقدّم خيرا للناس فيجزونه شرّا.
منصة إعلامية إلكترونية تنقل الحدث الإخباري بشكلٍ يومي تعني بالشؤون المحلية والعربية والعالمية تشمل مواضيعها كافة المجالات السياسية والثقافية والاقتصادية إضافة إلى أخبار المنوعات وآخر تحديثات التكنولوجيا