بعدما أكد رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان أنه سيكون قريباً، تهرب وزير دفاعه خلوصي أكار، أمس، من تحديد موعد محدد لتنفيذ عدوان جديد على الشمال السوري، وذلك عقب استخدام كل من روسيا وأميركا الفيتو ضدها، حيث جددت واشنطن، أمس، التأكيد على أهمية الامتناع عن التصعيد في سورية حفاظاً على خطوط وقف إطلاق النار القائمة وتجنب المزيد من زعزعة الاستقرار.
وقال أكار في رده على سؤال حول توقيت العملية المتوقعة شمال سورية بعد لقائه وزير الدولة لشؤون الدفاع الإماراتي محمد بن أحمد البواردي أمس: «إن القوات التركية بكوادرها البشرية والعسكرية جاهزة لتنفيذ كافة أنواع الأوامر التي تتلقاها، وتملك الحزم والعزم والقدرة الكافية».
وأول من أمس نقلت «الوطن» عن مراقبين تأكيدهم أن عملية الغزو، الشاملة بمفهوم أردوغان، أصبحت في خبر كان، ولم تعد على أجندته في المدى المنظور مع ثبات الموقف الروسي الرافض لها تحت أي ذرائع، ومواصلة موسكو توجيه الرسائل العسكرية الضاغطة والمحذرة من التدخل العسكري داخل المناطق السورية، ولفتوا إلى أن العملية قد تحدث ولكن على نطاق ضيق جداً ومحدود داخل شريط حدودي ضيق بريف الحسكة الشمالي وبضوء أخضر أميركي هدفه إنقاذ أردوغان من ورطته أمام الرأي العام التركي الذي هيأه للعدوان.
وتمكنت موسكو، بعد تحريك ذراعها العسكرية في مناطق سورية مرشحة للغزو التركي، من تضييق خيارات أردوغان وإيصاد كل الأبواب في وجه مطامعه ومناوراته السياسية والعسكرية، ما قيّد مسألة اتخاذ قرار بتحديد ساعة الصفر، التي يبدو أن موعدها سيطول أو لن يتحدد لمباشرة تنفيذ وعيده، على الرغم من استكمال استعدادات جيش الاحتلال لشن العدوان، بخلاف التصريحات الرسمية التركية بخصوص ذلك.
وأشار أكار حسب وكالة «الأناضول» إلى أن النظام التركي لن يقبل بوجود من سماهم بـ«الإرهابيين» على حدود بلاده الجنوبية.
وذكر أكار أن قوات بلاده بجنودها ومركباتها وأسلحتها وتجهيزاتها وبالمعنويات العالية وخبرتها مستعدة لأي مهمة تكلف بها ضد من سماهم بـ«الإرهابيين».
وشدد على عدم السماح بإنشاء ما وصفه «ممر إرهابي» في الشمال السوري، في إشارة إلى ميليشيات «قوات سورية الديمقراطية- قسد» الانفصالية و«حزب العمال الكردستاني – با كا كا»، مشيراً إلى أنه لا يوجد أي فرق بين «با كا كا» وذراعه السوري ميليشيات «وحدات حماية الشعب» الكردية العمود الفقري في ميليشيات «قسد».
وقال: «لا نقبل بأي شكل من الأشكال وجود الإرهابيين شمال سورية وجنوب بلادنا، وسنواصل كفاحنا ضد الإرهاب بغض النظر عن الجهات التي تقف خلف الإرهابيين».
بدوره ادعى وزير خارجية النظام التركي مولود جاويش أوغلو، احترام بلاده وحدة وسيادة أراضي دول الجوار وفي مقدمتها سورية والعراق، متجاهلاً احتلال نظام بلاده جزءاً من الأراضي السورية ومحاولته إحداث تغيير ديموغرافي في تلك المناطق بما يهدد وحدتها، ودعمها التنظيمات الإرهابية.
إلى ذلك، جدد البيت الأبيض، أمس، التأكيد على أهمية الامتناع عن التصعيد في سورية حفاظاً على خطوط وقف إطلاق النار القائمة وتجنب المزيد من زعزعة الاستقرار.
وذكرت وكالة «نورث برس» التابعة لميليشيات «قسد» أن تأكيد البيت الأبيض جاء في حديثٍ هاتفي بين مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، والمتحدث الرسمي لرئيس النظام التركي، إبراهيم كالين.
وحث سوليفان النظام التركي على استمرار الحوار والدبلوماسية لحل أي خلافات في منطقة شرق البحر المتوسط.
والخميس الماضي، قال متحدّث باسم وزارة الخارجية الأميركية: إن الهجوم التركي المحتمل على الشمال السوري يعرّض القوات الأميركية للخطر.
وأضاف: إن «الولايات المتحدة تدين أي تصعيد محتمل في شمال سورية»، معرباً عن قلق واشنطن العميق من التبعات الخطيرة للتهديد التركي للمنطقة.
وأول من أمس جددت سورية التأكيد على رفضها الأعمال العسكرية العدائية التي تشنها قوات الاحتلال التركي منذ عدة أيام على مناطق وقرى في شمال شرق سورية، وشددت على حقها المتأصل في القانون الدولي باستخدام كل الوسائل المشروعة التي يكفلها هذا القانون ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة لمواجهة أي إجراءات يتخذها النظام التركي وعملاؤه من التنظيمات الإرهابية.
منصة إعلامية إلكترونية تنقل الحدث الإخباري بشكلٍ يومي تعني بالشؤون المحلية والعربية والعالمية تشمل مواضيعها كافة المجالات السياسية والثقافية والاقتصادية إضافة إلى أخبار المنوعات وآخر تحديثات التكنولوجيا