بدأت العلاقات بين الصين والولايات المتحدة تخرج عن إطار تنظيم الخلاف والتناقضات الذي كان معتمداً منذ بداية عهد إدارة الرئيس جو بايدن. وقد أسهمت الأزمة الأوكرانية في تفاقم العلاقة بين القطبين الكبيرين وتوتيرها، فالولايات المتحدة الأمريكية تريد من الصين المساهمة في الحصار الاقتصادي على روسيا، لكن المواقف أثبتت أن الصين لم تعد محايدة بل تقف إلى جانب روسيا في الحفاظ على أمنها القومي وسيادتها، وفقاً لما أعلنه الرئيس الصيني شي جين بينغ في الاتصال الهاتفي الأخير مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
بين الولايات المتحدة والصين خلافات كبيرة جداً قد تفوق الخلافات الحاصلة بينها وبين روسيا، ذلك أن التهديدات المتبادلة واللهجة القاسية التي صدرت عن وزير دفاع الولايات المتحدة لويد أوستن، ونظيره الصيني وي فنغي بعد اجتماعهما في سنغافورة مطلع شباط الماضي، توضح حالة التأزم الحاصل بين الطرفين، حيث تمّ التأكيد أن الولايات المتحدة ستقف بقوة إلى جانب جزيرة تايوان إذا ما تعرّضت لهجوم عسكري من قبل الجيش الصيني -حسب قوله-، أما الردّ فقد جاء ليؤكد أن الصين ستقاتل حتى النهاية من أجل تايوان.
لقد ارتفع منسوب التوتر الدولي على خلفية الحرب الروسية- الأوكرانية، وحول ما يجري في تايوان، إلى مستويات قياسية، وأفرز خارطة أحلاف واصطفافات دولية جديدة. وما يؤكد واقعة الاصطفاف والفرز الدولي العمودي هو دعوة كوريا الجنوبية، واليابان، وفنلندا، والسويد لحضور قمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) التي ستُعقد في إسبانيا في الثامن والعشرين من شهر حزيران الجاري، وهي المرة الأولى التي تحضر فيها تلك الدول مثل هذه القمة منذ تأسيس حلف الناتو عام ١٩٤٩.
حال التوتر يكاد يُسبّب نزاعاً حاداً في أي لحظة، ولهذا تكثر التدريبات المستمرة على إطلاق الصواريخ الباليستية بعيدة المدى، والمناورات العسكرية من جميع الأطراف استعداداً لتطورات الأيام المقبلة.
منصة إعلامية إلكترونية تنقل الحدث الإخباري بشكلٍ يومي تعني بالشؤون المحلية والعربية والعالمية تشمل مواضيعها كافة المجالات السياسية والثقافية والاقتصادية إضافة إلى أخبار المنوعات وآخر تحديثات التكنولوجيا