لا يمكن لغطاء الأكاذيب أن يدوم طويلاً

هناك الكثيرُ من الأدلة التاريخية لخلع قناع الولايات المتحدة، وكشف الحقيقة وراء دعاياتها المناهضة للصين، حيث أدّى الغموض المنهجي الذي تمارسه الولايات المتحدة، والعملية السياسية الراسخة لدى النخبة على مدى العقدين الماضيين إلى إضعاف مكانتها الدولية، لكن ذلك أمر مثير للسخرية بالنظر إلى سياساتها وبنيتها الديمقراطية المعيبة.

لقد انتهكت الولايات المتحدة بشكل متكرّر النظام الدولي، وتدخلت في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، وهي تجلس على جبل من السياسات الدولية الفاشلة والمغامرات السيئة. في المقابل تعدّ مبادرة التنمية العالمية ومبادرة الأمن العالمي التي اقترحها الرئيس شي جين بينغ استجابة واعدة لمساعدة العالم على التعافي من النكسات الأخيرة، بما في ذلك جائحة كورونا، وتحقيق أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة، حيث ستساعد المبادرتان اللتان حظيتا بردّ إيجابي من المجتمع الدولي على إصلاح نظام الحكم العالمي، وجعله أكثر عدلاً وإنصافاً.

إن العالم لا يزال يتذكّر كيف استعمرت الدول الغربية، بما في ذلك الولايات المتحدة، دول آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية، وسيطرت عليها ونهبت مواردها ولا تزال آثار أفعالها البربرية، واستبدادها ظاهرة، وعلى هذا النحو لا يمكن للغطاء الكاذب للديمقراطية أن يدوم طويلاً إذا استمرت في متابعة أجندتها الشريرة في إخضاع البلدان الأخرى.

ومعظم الدول تثقُ بالصين أكثر من الولايات المتحدة، لأنها تعتقد أن الصين يمكن أن تقرّب الدول، فقد قدمت بالفعل العديد من المبادرات والمشاريع المبتكرة للتنمية العالمية والازدهار المشترك، بينما تتبع الولايات المتحدة طريق الدعاية السلبية ضد الدول الأخرى وخاصة الصين.

والولايات المتحدة التي تزعم أنها رائدة في بناء هيكل ديمقراطي قوي لم تتبع الروح الحقيقية للديمقراطية، ولم تؤمن بالتعاون وهو العنصر الأساسي للديمقراطية، وما تزال النخب الرأسمالية الأمريكية تبحث عن مخرج من الأزمة التي أوجدتها مغامراتها السيئة بجعل الصين كبش فداء، ومن المؤكد أنهم سيفشلون حتى في هذا المسعى بسبب نظامهم السياسي المستقطب وإدارتهم البائسة.

إن إستراتيجيات الولايات المتحدة في الرأسمالية تعكس نظامها المختل، وعقلية الحرب الباردة، وقد فشلت السياسات القائمة على ما يُسمّى بالمبادئ الديمقراطية على غرار الولايات المتحدة في توحيد الدول للتعامل مع التحديات المشتركة، أما الصين فتحاول بصدق تعزيز التعاون العالمي كما كان واضحاً في ذروة الوباء عندما قدمت الأدوية، بما في ذلك اللقاحات والمعدات الطبية إلى العديد من البلدان في جميع أنحاء العالم.