انتقدت مسؤولة إعلامية روسية كبيرة من يشككون في ضرورة شن مزيد من الضربات على البنى التحتية العسكرية وقطاع الطاقة في أوكرانيا، بـ «ذريعة تأثيرها على حياة السكان في المدن».
وأشارت رئيسة تحرير شبكة قنوات «روسيا اليوم»، مارغريتا سيمونيان، إلى أن «حقيقة أن منطقة أخرى في كييف ستبقى من دون كهرباء لن تغير من حجم الكارثة التي يمكن أن تحدث حال وقع المستحيل وخسرت روسيا الحرب».
وقالت: «على من يخاف من (لاهاي) ألا يدخل الغابة»، في إشارة إلى محكمة العدل الدولية التابعة لهيئة الأمم المتحدة في مدينة لاهاي بهولاندا.
جاء ذلك خلال ظهور سيمونيان في برنامج الإعلامي الروسي الشهير فلاديمير سولوفيوف، حيث أعربت عن عدم تفهمها لـ «الوداعة» التي يتصف بها البعض في علاقته بالأزمة (الأوكرانية) متسائلة: «ها نحن مرة أخرى طيبون مهذبون ووديعون ومائلون دائماً للثقة. فهل يصح ذلك الآن؟».
الخوف من لاهاي
وتابعت: «الآن، نحن نرى كيف يتم تدمير البنى التحتية التي تساعد أوكرانيا على القتال.. وبينما يستعد الأوكرانيون للاستيلاء على أراضينا في شبه جزيرة القرم، لم يعد أمامنا سوى القصف. نحن نقصف كل يوم. ويعلم الله أننا لم نكن نريد ذلك، ولا أحد يريد ذلك. بل إنني أعلم على وجه اليقين أن السلطات (الروسية) لم تكن تريد ذلك».
وأشارت سيمونيان إلى البعض ممن قالت إنها تعرفهم جيداً، حتى في الدوائر العليا للسلطة، وقالت إنهم يصيبونها بالدهشة من فرط حساسيتهم تجاه «ما سيقولونه هناك» (في الغرب)، و«يخشون تسمية الأشياء بأسمائها الحقيقية».
وأكدت ضرورة عدم الالتفات إلى ما «يقولونه هناك»، وعدم الخوف من «لاهاي»، وإنما «يجب علينا الخوف من الخسارة، والخوف من الفضيحة، والخوف من خيانة شعبنا. أما إذا حدث وخسرنا، فإن (لاهاي) افتراضياً أو عملياً ستكون من نصيب حتى عامل النظافة الذي ينظف خلف جدار الكرملين».
«الناتو» وصربيا
وكانت الخارجية الروسية على لسان المتحدثة باسمها ماريا زاخاروفا، علقت على تصريحات الممثل السامي للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والأمن، جوزيب بوريل، والأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرغ، بمقتطفات من المتحدث باسم «الناتو» أثناء الهجوم على صربيا في عام 1999، الذي قال حينئذ: «إذا كان (سلوبودان) ميلوسوفيتش يريد حقاً أن يحصل مواطنوه على الماء والكهرباء، فكل ما عليه القيام به هو قبول شروط الناتو، وسنوقف هذه الحملة. وحتى يفعل ذلك، سنواصل مهاجمة الأهداف التي تزود جيشه بالكهرباء، وإذا كان لهذا الأمر عواقب على السكان، فتلك مشكلته».