لم تكتمل خيوط الرواية لدى كيان الاحتلال بعد، بما يتعلق بـ “الحدث الأمني” في مجيدو. ووفقاً لنا سمح بنشره في الصحافة العبرية، تصر الأجهزة الأمنية الإسرائيلية على ان بصمات “حزب الله” واضحة. في حين تشير صحيفة يديعوت أحرنوت، إلى انه “لا يمكن أن يكون الثأر هو الدافع الوحيد للتوقيت الحالي. يمكن الاستنتاج من التصريحات الأخيرة للأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، بأن الرجل يشعر باهتزاز الأرض من تحت أقدام رئيس الوزراء نتنياهو”.
النص المترجم:
رغم أن بعض تفاصيل التحقيق في عملية مفترق مجدو سمح بنشرها أمس، في ساعات ما بعد الظهر المتأخرة، فلا يزال المخفي أعظم من المعلن.
ليس واضحاً ما مدى دور “حزب الله” في هذا الحدث، رغم أن الاشتباه الفوري هو أن التنظيم الشيعي ضالع بالفعل في هذه العملية. فاجتياز مقيم من لبنان (سواء من أصل فلسطيني أو غيره)، مع وسائل قتالية وعبوات ناسفة بمستوى عال نسبياً، يخلف بصمات عديدة جداً تشهد على معرفة التنظيم بالحدث.
وليس واضحاً أيضاً لماذا شغل المخرب إياه العبوة في مفترق مجدو ولماذا اختار محاولة العودة في اتجاه لبنان، حيث كان لا يزال في حوزته حزام ناسف ووسائل قتالية. ربما تكون حقيقة العثور على المخرب في الوقت المناسب وإحباطه أو بكلمات مغسولة أقل، تصفيته، منعت إصابات عديدة أخرى بين مواطني إسرائيل، ومنعت أيضاً تورطاً في أيام من التصعيد/القتال/الحرب تجاه جبهة أخرى، لبنان، الذي عرف منذ آب 2006 كيف يحافظ على الهدوء. وهنا يدخل السؤال الأكبر من ذلك: لماذا سعى أحد ما في لبنان لخلق تصعيد مع إسرائيل في هذا التوقيت تحديداً؟ نحن على مسافة أسبوع فقط قبل رمضان، مع جملة أحداث في سوريا في الأسابيع الأخيرة، وعملية كبيرة في إسرائيل كانت ستخلق لحزب الله الثأر الذي يبحث عنه منذ زمن رداً على عن هجمات سوريا والمس بمسؤوليه الكبار (منذ شباط 2008 لعماد مغنية).
لكن لا يمكن أن يكون الثأر هو الدافع الوحيد للتوقيت الحالي. يمكن الاستنتاج من التصريحات الأخيرة للأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، بأن الرجل يشعر باهتزاز الأرض من تحت أقدام رئيس الوزراء نتنياهو. ربما يستنتج نصر الله بأن رئيس الوزراء الإسرائيل في الوقت الحالي (حيث الاحتجاج ضد الانقلاب النظامي ينال زخماً هائلاً ويلوي ذراع نتنياهو) هو أضعف من أي وقت مضى، وسيخشى الخروج إلى مغامرة عسكرية حتى لو نفذ هو عملية قتل فيها مواطنون كثيرون.
نصر الله يشم الدم، يشم الضعف السياسي لنتنياهو، وعلى ما يبدو يستخلص أن بيبي، الذي كان منذ الأزل رجلاً حذراً ومحافظاً على المستوى العسكري، سيكون في الفترة الحالية حذراً ولكن كالسابق. يعرف الأمين العام لحزب الله، بأن مواجهة عسكرية واسعة مع لبنان ستجر غير قليل من الاتهامات ضد نتنياهو لدى الجمهور الإسرائيلي، وكأنه يحاول جر الدولة إلى الحرب كي يزود نفسه بخطة خروج من الانقلاب النظامي.
نصر الله ليس الوحيد. فقد خرج مروان عيسى، نائب محمد ضيف، رئيس الذراع العسكري لحماس في غزة أو “رئيس الأركان”، بتصريح شاذ جداً. فقد قال عيسى، الذي لا يتحدث كثيراً في وسائل الإعلام: “أي تغيير على الوضع الراهن في المسجد الأقصى سيحدث هزة أرضية في المنطقة”. وأضاف في تصريحه لإذاعة حماس “الأقصى”، بأن “إعطاء فرص للمقاومة في الضفة الغربية لا يعني تركها، ولا يعني أن غزة ستسقط. سندافع عن شعبنا عندما يتطلب التدخل”. بمعنى أن حماس أيضاً تطلق الإشارة بأنها لن تقف مكتوفة الأيدي إزاء المس بالمسجد الأقصى في أثناء شهر رمضان. أو بكلمات أخرى: إذا حاول رجال وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير الصلاة في أثناء عيد الفصح داخل الحرم فسيؤدي هذا إلى تصعيد واسع. رغم علامات الاستفهام العديدة، شيء واحد يتضح هنا: إن التصعيد، وربما في أكثر من ساحة واحدة، بات على الأبواب، وتركيز حكومة إسرائيل على الانقلاب النظامي لا يساعد في معالجتها، بل العكس؛ يزيد الخطر.