دعت الصين أمس الولايات المتحدة إلى إعادة النظر في دورها في الصراع الأوكراني، والتوقف عن إلقاء اللوم على الصين، على حين أقر البيت الأبيض بعدم وجود أي مؤشرات على تزويد بكين لروسيا بأسلحة فتاكة.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية وانغ وين بين، في تصريح صحفي نقله الموقع الإلكتروني لقناة «روسيا اليوم»: «أريد أن ألفت الانتباه إلى موقف السيد (منسق الاتصالات الإستراتيجية في مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض جون) كيربي وحقيقة أنه يعتقد أن موقف الصين بشأن القضية الأوكرانية لا يمكن وصفه بأنه عادل، وهنا نود إبلاغ الجميع بأن الصين ليست من المحرضين على الأزمة الأوكرانية، كما أنها ليست طرفاً فيها، ناهيك عن إمدادات الأسلحة لأحد أطراف الصراع»، وذلك في إشارة إلى الدور الذي تلعبه الولايات المتحدة في هذا الصراع.
وأضاف: إن «الولايات المتحدة تعتبر أن موقف الصين غير عادل، لكن هل من العدل أن تزود ساحة المعركة بالأسلحة باستمرار؟ وهل من العدل المساهمة في التصعيد المستمر للصراع؟ وهل السماح للآثار الجانبية لهذا الصراع بالانتشار إلى العالم أمر عادل»؟
في المقابل، أعلن كيربي أن الولايات المتحدة لا ترى أي مؤشرات على تقديم الصين أسلحة «فتاكة» لروسيا في عمليتها العسكرية في أوكرانيا.
ونقلت «سبوتنيك» عن كيربي، قوله في إفادة صحفية: «أعتقد أن (الصين) لم تتخل عن هذا الخيار، لكننا لم نر أي بوادر تحرك في هذا الاتجاه، أو إنهم بدؤوا العمل على ذلك»، أي نقل أسلحة فتاكة.
وفي وقت سابق، حذر وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، بكين من «عواقب إمداد موسكو بالأسلحة».
من جانبه أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية وانغ وين بين، أن الولايات المتحدة، وليس الصين، من يورد الأسلحة بشكل مستمر ويزيد من تأجيج الأزمة الأوكرانية، مشدداً على أنه يجب على واشنطن «التوقف عن نشر المعلومات المضللة وتحميل المسؤولية للآخرين».
وفي وقت سابق، هذا الشهر، صرح السفير الروسي لدى بريطانيا أندريه كيلين، بأن الصين لا تورد أسلحة إلى روسيا، قائلاً: «الصين تقول إنها لا تورد إلينا أسلحة، ونحن ليست لدينا تأكيدات أننا نتلقى أسلحة من الصين، لدينا أسلحتنا الخاصة بكميات كافية», وتلقت أوكرانيا مساعدات مالية وعسكرية ضخمة من الدول الغربية، وعلى رأسها الولايات المتحدة ودول أوروبية أخرى، منذ بدء العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا، في 24 شباط العام الماضي.
وتسعى الدول الغربية، من خلال الدعم المادي والعسكري والسياسي الذي تقدمه لكييف، إلى عرقلة أهداف العملية العسكرية الروسية الخاصة، إلا أن موسكو أكدت في أكثر من مناسبة أن العمليات العسكرية في دونباس لن تتوقف إلا بعد تحقيق جميع المهام الموكلة إليها.