تشهد الدراما العربية المشتركة نوعاً أصبح الأكثر تسويقاً وانتشاراً بين المشاهدين، حيث تقدم أعمالاً شعبية بالدرجة الأولى، وتحمل تمازجاً عربياً مدروساً وموظفاً بشكل جيد في بعضها، لتترك انطباعات جيدة وتصبح الأكثر مشاهدة.
الشعبية والحارات والأبنية والناس والممثلون والأزياء والديكورات حتى اللهجة والمفردات العامية المستخدمة، كلها ذابت في بوتقة كي تخرج حالة مؤثرة، بصرياً ثم حسياً.
وقد عبّرت هذه الأعمال عن قضايا وهموم مشتركة بين الدول العربية ومختلفة من عمل لآخر، وتحدثت بأكثر من لسان، وقد تتجاوز الحواجز والعوائق الجغرافية، ولكنها رغم ذلك يجب أن تحافظ على خصوصية كل مجتمع تمثله.
لشخصيات هذه الأعمال وجودها وحكاياتها، وعادة ما تستدعيها الأحداث الدرامية لتعكس المصداقية، لكن يتم أحياناً إقحام لشخصيات كثيرة ما يؤدي إلى تشتت المشاهد، وضياع هوية العمل.
ويرى البعض أن اشتراك الممثلين من مختلف الدول في عمل واحد، لا يلغي خصوصية كل مجتمع، فهذه الخصوصية هي ما يضيف المصداقية للعمل ويزيد الإحساس بالمشهد وبالموقف نفسه، لأن تفاصيل العلاقات الإنسانية تختلف من دولة لأخرى، ومن حق المشاهد أن يرى ذلك الاختلاف في العمل المشترك.
وحين يكون الكاتب ملماً باللهجات يظهر عمله أقوى، وتصل فكرته بشكل أسرع، لأن الحوار جزء من الفن، بل هو فن بحد ذاته، ولكن إن لم يكن ملماً بهذه اللهجات، فيمكن أن يستعين بمدقق لغوي يكون على تواصل مع الكاتب ليعمل على هذه اللهجات بشرط أن يتم كل ذلك تحت إشراف الكاتب نفسه.
وعادة ما تلقى الأعمال المشتركة طلباً من المحطات، وهذه المسألة تسويقية بحتة، لكن بكل الأحوال هناك أعمال تشترط أن يكون فيها خليط من مجموعة دول ولهجات، وأعمال أخرى لا تصلح أن تكون إلا لبيئة واحدة فقط، ولا يمكن إدخال أو إقحام أي شخص من أي جنسية أخرى فيها.
ويستند المنتجون إلى عناصر أصبحت بالنسبة لهم «أعرافاً» تسهم إلى حد كبير في عملية الإنتاج، كالاستعانة بكاتب ومخرج وممثل وفني من سورية حصراً، وإقامة ورشات كتابة بين كتاب سيناريو سوريين ولبنانيين، إضافة إلى توظيف المخرجين السوريين في معظم الأعمال.
اللافت هذا العام أن أربعة مخرجين من أصل خمسة في هذه الأعمال من سورية وهم الليث حجو ومحمد عبد العزيز وناجي طعمي وأسامة الناصر، في حين يؤدي أدوار البطولة الأولى في كل هذه الأعمال نجوم الدراما السورية ومنهم منى واصف وعابد فهد وباسم ياخور وكاريس بشار وفايز قزق ومهيار خضور وميلاد يوسف وفادي صبيح وآخرون.
النار بالنار
تأليف رامي كوسا وإخراج محمد عبد العزيز.
بطولة: عابد فهد وكاريس بشار وهدى شعراوي وجمال العلي ومرح حسن وجورج خباز وطوني عيسى وزينة مكي وطارق تميم.
يعالج العمل، الذي تدور أغلبية أحداثه في حارة شعبية، موضوع العنصرية بصورة رئيسية، ويتناول في خطوطه موضوع التجارة غير المشروعة، إضافة إلى قصص حب تواجه عقبات عدة في قالب تشويقي درامي.
«ليلى» هي الشخصية الرئيسية والمحورية في القصة التي يقع في حبها كل من «عمران المرابي» الذي يستغل الناس لمصالحه الشخصية والمادية و«عزيز» مدرّس البيانو، فتدور الحكاية في فلك «مثلث الحب» حيث يؤدي وجود «ليلى» في بيئتي هذين الرجلين إلى خلق تحولات في تكويناتهما وبالتالي إلى خلق صراع بينهما.
إلى أن يظهر «نضال» زوج «ليلى» وتتبدل مجريات الأحداث التي تتحول من قضية خيانة إلى جريمة قتلٍ غامضة إلى افتراق الأحياء.
وأخيراً
تأليف وإخراج أسامة عبيد الناصر.
بطولة: منى واصف وقصي خولي وزينة بارافي ونادين نسيب نجيم ووسام صباغ وسعيد سرحان وأنجو ريحان وزينة مكي وعادل كرم ووسام فارس ونتاشا خضرو وغنوة محمود.
ويتألف المسلسل من 15 حلقة ويروي قصة حب تجمع «ياقوت» و«خيال» في إطار درامي اجتماعي تشويقي.
سفربرلك
تأليف عمرو علي وإخراج الليث حجو.
بطولة: عابد فهد وفادي صبيح وديمة الجندي وعبد الهادي الصباغ ونانسي خوري وأنس طيارة ومحمد ياغي ووسام فارس وكميل سلامة وعبد الرحمن اليماني ونتاشا شوفاني.
العمل ملحمة تاريخية، لن تغيب عنه التفاصيل الرومانسية، حيث سيتناول حياة أربعة شبان عرب في جامعات إسطنبول يجدون أنفسهم في رحلة ستغير مصيرهم وستكلفهم كل ما لديهم بعد حرب «سفربرلك» خلال فترة الاحتلال العثماني، لكنها ستدفع بهم نحو الحرية التي تستحق ذلك الثمن.
«سفربرلك» وهو الفرمان الذي أصدره السلطان العثماني محمد رشاد عام 1914 بإجبار الرجال من رعايا الدولة العثمانية والبلاد العربية إلى الالتحاق بالخدمة العسكرية.
ليلة السقوط
تأليف مجدي صابر وإخراج ناجي طعمي.
بطولة: باسم ياخور وميلاد يوسف وكندا حنا وصبا مبارك وطارق لطفي وأحمد صيام وجواد الشكرجي وخليل إبراهيم وسمر محمد وذو الفقار خضر وريهام البياتي وبيداء المعتصم ونوار عبد الرحمن ورياض شهيد وحسن هادي ومازن محمد مصطفى وطارق حمدي ونجدفان سليمان.
يهدف المسلسل إلى نقل صورة واقعية للأهوال التي مرت بالمنطقة العربية خلال أعوام ماضية، ويحكي في إطار درامي تشويقي توثيقي الجرائم التي ارتكبها الإرهاب الأسود في الموصل وسنجار في 3 سنوات عجاف شهدت خلالها هذه المناطق أحداثاً مأساوية دموية.
وتدور أحداثه حول الجرائم التي ارتكبها تنظيم «داعش» الإرهابي في العراق، ومنها اختطاف الفتيات واغتصابهن وتصدي أهل العراق لهم.
ويرصد المسلسل الحقائق الغائبة عن تنظيم «داعش» من أفعال وحشية وجرائم اغتصاب بحق الإيزيديات وخطفهن كسبايا، وكذلك يبرز تكاتف شعب العراق في مواجهة قوى الظلم التي حاولت محو تاريخ العراق وامتد أثرها للوطن العربي.
وتدور قصة العمل الفترة بين 2014 و2017، وتتناول أحداث الموصل إبان سنوات احتلالها من تنظيم «داعش» وتستعرض الظروف المأساوية التي عاشها أهل الموصل خلال تلك الحقبة، وكيف استطاعت القوات المسلحة العراقية من دحر الإرهاب.
للموت3
تأليف نادين جابر وإخراج فيليب أسمر.
بطولة: فايز قزق ومهيار خضور ويامن الحجلي وماغي بوغصن ودانييلا رحمة وورد الخال وريان حركة ووسام صباغ.
تأتي أحداثه لتكمل أحداث الجزأين السابقين بإطار درامي تشويقي في دوامة الأنانية والجشع.
ويدور العمل حول فتاتين «سحر» و«ريم» اللتان تملكان ماضياً أليماً، ويعرّج المسلسل على بعض القضايا المهمة في المجتمع اللبناني من بينها زواج القاصرات.