نارام سرجون
سمعت على احدى القنوات المقاومة أن أحدهم يشير الى رأي قاله من يسمى المفكر العربي عزمي بشارة .. وقرأ له رأيا .. وكأن الأمر عادي جدا .. وكأن عزمي بشارة مفكر ليس صهيونيا بعد كل فعله الصهيوني .. وكأنه لم يفكر لنا وكان تفكيره سببا في تأجيج جحيم الربيع العربي .. وهو لايختلف عن افيخاي ادرعي ..
انا شخصيا أستهجن الفكرة ولاأراها لطيفة بل ان فيها سذاجة .. وليست اعترافا بالآخر او انها روح الانفتاح على الآخر .. لأن عزمي ليس آخر .. بل هو ظل العدو .. واشارتنا اليه ببراءة على ان له رأيا يعتد به ونرجع اليه ونناقشه تبدو وكأنها اعتراف ان الرجل كان مظلوما عندما قلنا انه مرتبط بمشروع برنار هنري ليفي وخطة تدمير الشرق ومشبوه جدا وان افكاره تحمل نفحات موسادية .. وأننا كنا نبالغ عندما طالبنا ان يحاكم كما حوكم ايليا كوهين وانتهى معلقا في ساحة المرجة ..
ان المصالحة مع ابناء الوطن شيء أتفهمه .. وان العفو عمن حمل السلاح أستطيع أن ارى له عذرا .. كما ان تبريد الهيجان الديبلوماسي واعادة العلاقات الديبلوماسية أمر هو من صلب الديبلوماسية والحرب .. ولكن محاصرة الخونة والجواسيس أمر يجب ان يكون نهائيا ولارجعة فيه .. لأن هؤلاء يمثلون افكارا شريرة .. والافكار الشريرة لاتموت كالبذور الشريرة ..
اذا عفونا عن عزمي بشارة تعاملنا معه بحياد اعلامي وأعدنا تقديمه على انه مفكر عربي وله اراء نتناقش فيها ونتداولها دون ان نشير الى أنه مفكر صهيوني التأثير .. ونبرر ذلك بالقول انه يقدم ابحاثا دون ن نشير الى ان ابحاثه هدمتنا ودمرتنا وخدمت المؤسسة الصهيونية التي اعتمدت على تلك الابحاث في اختراق المجتمع العربي .. اذا فعلنا ذلك فاننا يجب ان نعترف اننا ندوس على الألغام ونحن نظن انها علب حلوى فارغة .. وندوس على الافاعي ونحن نظن انها حبال .. اننا بذلك نخفي معالم الجريمة ونزيل البصمات ..
كان عزمي قائدا فذا في عملية اختراق الدفرسوار العربية .. فقد كان يحمع حوله المثقفين ويحشدهم كقطيع الأنعام حول شعارات براقة قبل ان يقودهم كقطيع يسحق كل من يعترض طريقه ويعبر بهم الدفرسوار ويقف باسلامييه الارهابيين وهو يوجهون مدافعهم صوب العواصم العربية المحاصرة ..
واذا اعدنا تقديم عزمي بشارة من جديد للناس وكأن شيئا لم يكن فان علينا ان نعيد تقديم ايليا كوهين على انه المغترب السوري العائد الى وطنه كامل امين ثابت .. ويمكن ان نشير الى القرضاوي مفتي الناتو وفقيه الدم على انه العلامة الاسلامي الجليل الذي صالح الناتو مع النبي .. وبمكن ان نعيد فيصل القاسم الى الجمهور على انه احدى العلامات الفارقة في الاعلام الملتزم ونستضيفه من جديد في مكتبة الاسد الوطنية وندعو جميع السوريين لحضور تلك الامسية الثرية لفيلسوف الاعلام العربي .. وربما نعيد اكتشاف جورج بوش على انه صديق العرب وانه حرر العراق .. وقد نكتشف ان الجزيرة لم ترتكب اثما في استضافة افيخاي ادرعي .. ونتسابق لاستضافته بحجة مقارعته ..
هناك أسماء يجب ان ترمى الى محارق الذاكرة .. وان تبقى لترجم الى يوم الدين .. ولاتقبل توبتها .. والا نحاول اعادة البحث عن الصفح والغفران لها .. بل يجب في كل مرة تذكر فيها هذه الاسماء ان نقرن الذاكرة بصفات تلازمها .. فكما نقول الارهابي بيغين وبيريز سفاح قانا ومجرم الحرب بوش .. فان عزمي يجب ان تلتصق به صفة الجاسوس الاسرائيلي او المفكر الصهيوني المستعرب .. والا فان ماكينة الاعلام الاخرى المتصهينة التي نشهد بقوتها ستدخله التاريخ على انه المفكر العربي الفلسطيني الكبير .. مفكر الحرية والكرامة والانسان .. بدليل اننا نعابج افكاره واقواله ونناقشها كانها آراء محايدة .. فيما هو جاسوس الجواسيس ولو شققنا صدره لما وجدنا قلبه فيه .. لأنه ترك قلبه في الكنيست الاسرائيلي معلقا على الجدار .. ولو شققنا قلبه لرأينا فيه عين الماسون وقلب صهيون ..
أتمنى ألا نقع في فخ السذاجة عند التعامل مع هؤلاء الأشخاص المشبوهين الخطرين .. وان نتعلم الدرس عندما استسلمنا لفكرة ان قطر جزيرة صغيرة وان جعجعتها الاعلامية لاتخيف لأن رصيدنا المقاوم كبير جدا لايهدم .. ففتحنا لها بيوتنا وشوارعنا .. وظننا انها بمواقفها الاستعراضية قادرة على ان تخالف من يحكمها ويتحكم بها في قاعدة العيديدة .. واذا بالجزيرة تفخخ بيوتنا وتزنرنا بالديناميت .. وتنسفنا .. في لحظة غفلة .. ويغرز المفكر الصهيوني عزمي بشارة خنجره في القلب مباشرة .. كله في 45 دكيكة …
Discussion about this post