ما شهدناه منذ أيام في تلال كفرشوبا من التصرفات التي قامت بها قوات اليونيفل تجاه الخروقات الإسرائيلية، يعيد بنا بالذاكرة القريب الى الغزو الإسرائيلي للبنان عام 1982، لعل كثر بعرفون بالقرار 425 الشهير، لكنهم لا يعرفون شيء عن القرارات الأممية اثناء ذاك الغزو، سنحاول الاضاءة في هذا التقرير التوثيقي عن هذه القرارات، التي ضرب الكيان المؤقت بها عرض الحائط، قرارات لم تحقق شيئاً للبنان، في الوقت الذي كان لبنان يقاوم ويرسم معادلة التحرير والانتصار.
سنضع بين ايدكم قرارات الأمم المتحدة ما بين 4 حزيران/ يونيو 1982 – موعد بدء الهجوم الإسرائيلي والذي مهد للغزو الإسرائيلي في 6 حزيران/ يونيو – و19 أيلول/ سبتمبر يوم اكتشاف مجازر صبرا وشاتيلا، حيث تبنى مجلس الأمن الدولي 10 قرارات حول الأحداث المستجدة والحاصلة في لبنان والمتعلقة بالغزو الإسرائيلي.
لقد عارضت الولايات المتحدة بوسطة حق النقض (الفيتو) ثلاثة من مشاريع القرارات (9 و25 حزيران/يونيو، و6 آب/ أغسطس)، وامتنعت عن التصويت مرتين على قرارات اتخذت (29 تموز/يوليو، و24 آب/ أغسطس).
أما قرارات مجلس الأمن الدولي:
قرارات اتخذت بالإجماع :
-
القرار 508 (5 حزيران/ يونيو)، من دون أن يسمى “الكيان المؤقت” ومنظمة التحرير الفلسطينية مباشرة، نصّعلى “إلزام أطراف النزاع بالوقف الفوري لكل نشاط عسكري في لبنان وعلى الحدود اللبنانية – الفلسطينية.
-
القرار 509 (6 حزيران/ يوينو)، عاد وأكد على “وجوب احترام وحدة الأراضي، والسيادة والاستقلال السياسي للبنان، كذلك طلب من “الكيان المؤقت” أن تسحب، مباشرة وبدون شروط، قواتها العسكرية حتى الحدود الدولية المعترف بها للبنان”.
-
القرار 512 (9حزيران/يونيو) إثر تعرّض المنظمات الدولية للمصاعب في مساعدة مصابي الحرب إذ عزل لبنان الجنوبي عن باقي أجزاء البلاد بسبب المعارك، وتستطع وكالة الغوق الانتقال إلأى صيدا وصور عبر “الكيان المؤقت” كما تعرضت البحرية الإسرائيلية لقافلة من الصليب الأحمر الدولي في عرض الشواطئ اللبنانية، في هذا السياق ودو ن ذكر “الكيان المؤقت”، دعا هذا القرار كل أطراف الأزمة لإحترام حقوق السكان المدنيين، والإمتناع عن أي عمل عدائي ضدّهم، واتخاذ كل الإجراءات اللازمة للتخفيف من الآلام التي سببتها الأزمة، وخاصة تسهيل إنتقال وتوزيع المساعدات التي ترسلها منظمة الأمم المتحدة وهيئة الصليب الأحمر الدولي”.
-
القرار 513 (4 تموز/يوليو)، عشية الحصار الذي فرضته قوات العدو الإسرائيلي على بيروت، أعلن مجلس الأمن عن “قلقه الشديد حيال الآلام التي يستمر الشعبان اللبناني والفلسطيني يتحملها في جنوب لبنان وبيروت الغربية|، وطلب ” أن تستعيد الخدمات الاساسية للمواطن عملها الطبيعي، كتوزيع المياه والكهرباء والمواد الغذائية إضافة إلى الخدمات الطبية خاصة في بيروت”. وقد نجحت الولايات المتحدة في الدفاع عن موقفها، إذ تم تجنب ذكر إسم “الكيان المؤقت”.
-
القرار 516 (1 آب/ أإغسطس)، تاريخ سقوط مطار بيروت الدولي في أيدي الإسرائيليين بعد 15 ساعة من المعارك، أرفقت بقصف إسرائيلي عنيف على القطاع الغربي من العاصمة، ولقد تضمن هذا القرار السماح بوضع مراقبين من الأمم المتحدة للسهر على الوضع داخل بيروت وحولها ” كما إرسل عناصر من القوات الدولية التابعة للأمم المتحدة والعاملة في جنوب لبنان للقيام بهذه المهمة”!!!.
-
القرار 520 (17 أيلول / سبتمبر)، فرض على “الكيان المؤقت” العودة الفورية إلأى مواقعها التي كانت تحتلها قبل 15 أيلول 1982، كمرحلة أولية في التطبيق الشامل والتام لقرارات مجلس الأمن”، كما طلب أيضاً “أن تحترم حقوق السكان المدنيين دون تمييز”.
-
القرار 521 (19 أيلول / سبتمبر)، وذلك بعد 48 ساعة من احتلال القوات الإسرائيلية لبيروت الغربي :”ذهل المجلس من هول مجزرة المدنيين الفلسطينيين في بيروت”، و”دان المجزرة المجرمة” التي حصلت في مخيمي صبرا وشاتيلا الفلسطينيين”، وكذلك “رفع المراقبين التابعين للأمم المتحدة من 10 إلى 50 مراقباً”.
قرارات اتخذت من دون الولايات المتحدة
– القرار 515 (29 تموز/ يوليو)، اثناء حصار القوات الإسرائيلية لبيروت الغربية، وبالعودة إلى اتفاقات جنيف عام 1949، طلب القرار “الحكومة الإسرائيلية” أن ترفع فوراً الحصار عن بيروت، وبذلك يصبح بالإمكان إرسال المساعدات لتلبية الإحتياجات الملحة للسكان المدنيين، والسماح بتوزيع المساعدات التي يحملها موظفو الأمم المتحدة والصليب الأحمر الدولي”
– القرار 517 (4 آب / أغسطس) ، إثر غارة على بيروت الغربية استطاعت خلالها القوات الإسرائيلية أن تقضم أرضاً جديدة، طلب المجلس ” التراجع السريع للقوات الإسرائيلية إلى خطوط الأول من آب”.
قرارات جمّدت نتيجة الفيتو الأميركي
– مشروع قدمته اسبانيا (8 حزيران/ يونيو) يطلب بشكل رئيسي ” الإنسحاب الفوري وغير المشروط للقوات الإسرائيلية حتى الحدود الدولية المعروفة للبنان”.
– بنود سبق للولايات المتحدة أن وافقت عليها ضمن القرار 509 (6 حزيران/ يونيو).
– مشروع قدمته فرنسا (26 حزيران/ يونيو)، يتضمن بشكل خاص (الإنسحاب الفوري للقوات الإسرائيلية إلى مسافة 10 كلم من أطراف بيروت…يرافقه انسحاب ممائل للقوات المسلحة الفلسطينية من هذه المدينة إلى المخيمات الموجودة”.
– مشروع الاتحاد السوفياتي (6 آب/ أغسطس) يطلب فيه مقاطعة عسكرية “للكيان المؤقت” حتى تنسحب القوات الإسرائيلية بشكل كامل من مجمل الأراضي اللبنانية”.
أما قرارات الجمعية العامة
-
قرار 26 حزيران/ يونيو اتخذ بأكثرية 127 صوتاً، وعارضع صوتان (الولايات المتحدة والكيان المؤقت) و14 امتنعوا عن التصويت، وينص القرار على ” إدانة الكيان المؤقت لعد تطبيقه قراري مجلس الأمن 508 و 509، كما يطلب من مجلس الأمن “النظر بوسائل عملية للتحرك” في حال بقي هذا الرفض قائماً.
-
قرار 25 أيلول / سبتمبر الذي اتخذ بالإجماع (دون صوتي الولايات المتحدة والكيان المؤقت) مديناً “المجزرة الوحشية ضد المدنيين الفلسطينيين وغيرهم” في صبرا وشاتيلا.
-
قرارات 17 كانون أول/ ديسمبر:
-
طالبت بـ” انسحاب كل القوى الغربية من لبنان (تم التصويت عليه بالإجماع بما في ذلك “الكيان المؤقت”.
-
وادانت “بعبارات شديدة القسوة” مجازر صبرا وشاتيلا 123 صوتاً و 22 صوتاً والكيان المؤقت أمتنعزا عن التصويت.
-
وصفت هذه المجزرة بـ “الإبادة” في فقرة منفصلة عن التصويت (98 كانوا موافقين، و19 كانوا كانوا ضد، و23 امتنعوا عن التصويت).
-
ادانت استيلاء الجيش الإسرائيلي، أثناء احتلاله لبيروت، على أرشيف ووثائق من نوع تتناول التاريخ والحضارة الفلسطينية، وتعود بملكيتها بشكل خاص إلى “مركز الأبحاث الفلسطيني”، مطالبة “الكيان المؤقت” بإعادتها إلى الأونيسكو (138 صوتاً وافقوا، صوت واحد هو “الكيان المؤقت” كان ضدّ، و6 امتنعوا.