واصلت الصحف العربية، الصادرة اليوم، مواكبة مستجدات العدوان الإسرائيلي على قطاع غزّة، الذي دخل شهره السابع، على وقع استئناف المفاوضات الهادفة للتوصل إلى اتفاق وقف لإطلاق النار في القطاع في القاهرة اليوم، فيما تصاعدت الضغوط على تل أبيب وحركة “حماس”، لتقديم تنازلات ووقف الحرب التي عادت احتمالات تمددها إقليميًا ترتفع.
في هذا السياق، كان الرئيس الأميركي جو بايدن قد طلب من نظيره المصري عبدالفتاح السيسي وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد الحصول على التزامات من “حماس” بالموافقة على الاتفاق المحتمل والالتزام به، وذلك غداة حضّه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في مكالمة هاتفية على التوصل من دون إبطاء إلى اتفاق لوقف إطلاق النار. بينما أكدت مصادر مصرية رفيعة المستوى، لقناة “القاهرة الإخبارية”، أنّ الساعات الأخيرة شهدت اتصالات مصرية مكثفة لاستئناف مفاوضات التهدئة.
على صعيد متصل، وإذ أعلنت بعثة مالطا بوصفها تترأس مجلس الأمن الدولي خلال الشهر الجاري أنّ المجلس سيعقد جلسة مغلقة يوم غد الاثنين لبحث طلب فلسطين استئناف النظر في قبولها كعضو دائم في الأمم المتحدة، أفاد الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني بأنّ “قوات
الاحتلال الإسرائيلي تقتل حوالى أربعة أطفال كل ساعة في قطاع غزّة”ـ وأشار إلى أنّ 43 ألفًا و349 طفلًا يعيشون دون والديهم أو دون أحدهما، بسبب العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر الماضي. بينما وصف مسؤول عمليات الإغاثة في الأمم المتحدة مارتن غريفيث الحرب الإسرائيلية بأنها “خيانة للإنسانية”، ودعا إلى “تصميم جماعي على محاسبة (المسؤولين) عن هذه الخيانة للإنسانية”.
على المستوى الإسرائيلي، احتدمت “جبهة تل أبيب” الداخلية حيث تظاهر عشرات الآلاف من الإسرائيليين، السبت، ضد نتنياهو. وقال المنظمون إنّ نحو 100 ألف شخص تجمّعوا عند مفترق طرق في تل أبيب أعيد تسميته “ميدان الديمقراطية”، منذ الاحتجاجات الحاشدة ضد التعديلات القضائية المثيرة للجدل العام الماضي. وأكدت وسائل إعلام إسرائيلية أنّ صدامات وقعت بين محتجين والشرطة التي أعلنت حصول اعتقالات في المسيرة.
على مستوى التطورات الإقليمية، أعلن رئيس الأركان الإيراني محمد باقري أنّ الهجوم الإسرائيلي، الذي أسفر عن مقتل قائد قوات “الحرس الثوري” في سوريا ولبنان العميد محمد رضا زاهدي و6 آخرين “لن يبقى دون رد”، مضيفًا: “نحن مَن سيحدد توقيت ونوعية العملية بدقة، وبأقصى قدر من الضرر للعدو، بما يجعله يندم على عمله”. بينما أفادت مهمة “أسبيدس” البحرية التابعة للاتحاد الأوروبي في جنوب البحر الأحمر، أمس، بأنها اعترضت صاروخًا أطلقه الحوثيون وحماية سفن تجارية.
أما على جبهة جنوب لبنان، فأعلن “حزب الله” أنه أسقط، مساء السبت، طائرة مسيّرة حربية تابعة للجيش الإسرائيلي، من نوع “هرمز 900″، ورداً على ذلك، استهدف الجيش الاسرائيلي منطقتي السفري ووادي جنتا في منطقة البقاع، شرقي لبنان، عبر غارات جوية نفذها طيرانه الحربي.
في الأثناء، اعتبرت صحيفة “الدستور” الأردنية أنّ “إقتصار متابعة المشهد على ما يجري في قطاع غزّة، لعدم وجود الفعل لجذب المتابعة لما يجري في الضفة الفلسطينية وفي مناطق 48، هو قصد إسرائيلي ما زال متمكنًا في فرض الإجراءات التعسفية التي تحول دون حراك شعبي مقاوم على كامل أرض فلسطين، حتى لا يصل مسبقًا إلى مستوى الفعل الكفاحي والتضحيات الجسيمة التي يقدّمها أهالي قطاع غزّة”.
كذلك لفتت صحيفة “الوطن” القطرية إلى أن “ما نراه يعكس، في أحد جوانبه، فشل المجتمع الدولي في النهوض بدوره في تنفيذ القرارات الأممية، الأمر الذي يشجع الائتلاف الإسرائيلي اليميني الحاكم على التمادي في إشعال ساحة الصراع وإدخالها في دوامة من عدم الاستقرار والعنف والفوضى يصعب السيطرة عليها، والأكثر خطورة في الموضوع أن تتحوّل الضفة إلى غزة أخرى تحت سمع وبصر العالم بأسره”.
بينما رأت صحيفة “الأهرام” أنّ “على الشعب المصري أن ينتبه إلى المخطط البعيد الأمد الذي تخطط له إسرائيل، ويكون باستمرار على اتم الاستعداد لحماية أرضه وهويته ومصريّته”، مشيرةً إلى أننا “هنا نحن لا ندافع عن فلسطين وحدها وإنما ندافع ونحارب مخططًا بدأ منذ عام 1897 وضعه مؤسسو الفكرة الصهيونية، التي ربطت بين طموحها وبين المخطط الكولونيالي الغربي الذي كان حتى ذلك الوقت، بدايات القرن العشرين، نشطًا ومكتسحًا بماله وجيوشه البلدان الصغيرة الساعية إلى الحياة الكريمة”.
بدورها، لفتت صحيفة “الخليج” الإماراتية إلى أنّ “حرب الإبادة في غزّة تنهي اليوم شهرها السادس، والخطيئة تكبر. وبعد نصف عام لم يعد قطاع غزة صالحًا للعيش، وكل ما فيه من دمار واسع يصيب بالصدمة والذهول، ويسائل المجتمع الدولي عن أرواح عشرات آلاف الأبرياء، أغلبهم نساء وأطفال، قتلتهم آلة الحرب الإسرائيلية بلا رحمة، وكأنهم ليسوا من البشر ولا ينتمون إلى عالم يدعي التحضر والإنسانية، بينما حقيقته ليست كذلك، بشهادة المنصفين من أصحاب الضمائر الحية من الشهود على إبادة غزّة”.
في حين نقلت صحيفة “الجريدة” الكويتية، عن مصدر رفيع المستوى في وزارة الخارجية الإيرانية أنّ “الوسيط السويسري أبلغ طهران انزعاج الولايات المتحدة من تسريب خبر تلقي إيران رسالة أميركية والرد الإيراني عليها. وبحسب المصدر، فإنّ واشنطن طلبت أن يكون التواصل مباشرًا بين البلدين وضرورة الحفاظ على السرية، وشددت على أنّ هناك أمورًا عدة لا يمكن بحثها عبر الوسطاء، خصوصًا بوجود اختراق بهذا الشكل في الاتصالات”.
من جانبها، شددت صحيفة “عكاظ” السعودية على أنّ “طريق غزّة والقدس لا يمر بعمان واليرموك وإربد، كما يكرر النشطاء المتطرفون، بل إنّ مصلحة الفلسطينيين تتمثل في الحفاظ على هذه الدولة التي وفرت منذ نكبة 1948 الملاذ والملجأ للشعب الفلسطيني، وقدمت له كل أشكال العون والدعم في محنته المتواصلة”.
منصة إعلامية إلكترونية تنقل الحدث الإخباري بشكلٍ يومي تعني بالشؤون المحلية والعربية والعالمية تشمل مواضيعها كافة المجالات السياسية والثقافية والاقتصادية إضافة إلى أخبار المنوعات وآخر تحديثات التكنولوجيا