هذا المرة الأولى التي تشن فيها إيران هجومًا مباشرًا على إسرائيل في عمقها. سبق أن استهدفت إيران مصالح ومقار للاستخبارات الإسرائيلية في أماكن متفرقة، ردًا على اعتداءات إسرائيلية على المصالح الإيرانية.
لكن هذا الهجوم اليوم مختلف تمامًا، وسيظل محفورًا في التاريخ، ويدخل المنطقة في فصل جديد تمامًا. بالنسبة لي، إنه حدث ذو أهمية كبيرة، يُعتبر مثله في التحولات الهائلة التي نشهدها يوميًا على مستويات متعددة.
من الواضح أن الهجوم الإيراني على العمق الإسرائيلي جاء ردًا على عدوان إسرائيل على القنصلية الإيرانية في دمشق واغتيال قادة بارزين في الحرس الثوري.
ولكن ربما كان ما تريده إيران أبعد من ذلك، وتهدف إلى تشكيل موقف جديد، يعتمد على مسار يمتد سنوات قبل هذا الحدث، ويبنى على معطيات جديدة لوضع إسرائيل الحالي في البيئة السياسية والأمنية الإقليمية والدولية.
من الواضح أن محور المقاومة يعتقد الآن أن إسرائيل قد تجاوزت نطاق الحرب في غزة، وبالتالي لم يعد هناك ضرورة للكبت أو التساهل. إسرائيل وجدت نفسها في وضع لا تستطيع فيه الدفاع عن نفسها بمفردها، ويمكن هزيمتها إذا تم التصدي لها بجدية. في الوقت نفسه، تواصل الولايات المتحدة وحلفاؤها المحاولات للسيطرة على الأوضاع ومنع التصعيد إلى حرب واسعة النطاق.
يبدو أن الهجوم الإيراني على العمق الإسرائيلي قد وضع إسرائيل في مكانها الصحيح وفقًا لحجمها الحالي، الذي يعكس التوازن الجديد للقوى في المنطقة وفقاً لصحيفة رأي اليوم.
هذا الهجوم يظهر أيضًا عجز الولايات المتحدة عن منع الحرب والتصعيد في المنطقة، ويجعلنا نتساءل ما إذا كانت ستكون قادرة على حماية شعوب المنطقة من ويلات الحرب في المستقبل.
منصة إعلامية إلكترونية تنقل الحدث الإخباري بشكلٍ يومي تعني بالشؤون المحلية والعربية والعالمية تشمل مواضيعها كافة المجالات السياسية والثقافية والاقتصادية إضافة إلى أخبار المنوعات وآخر تحديثات التكنولوجيا