في تطور لافت دعت السفارة الامريكية في الرياض الشعب السعودي الي التظاهر من اجل تغيير الاوضاع السياسية و الاجتماعية في المملكة العربية السعودية ، و السؤال الذي يطرح نفسه حاليا ما هي ابعاد دعوة السفارة الامريكية الشعب السعودي الي التظاهر لتغيير اوضاعه السياسية و الاجتماعية ؟ .
كان هناك صراع في الولايات المتحدة بين ترامب و الدولة العميقة ، ترامب يريد الصراع مع الصين لذلك يحتاج السعودية لحرمان الصين من مصادر الطاقة ، و الدولة العميقة تريد الصراع مع روسيا لذلك تحتاج تركيا لانها الخاصرة الاستراتيجية لروسيا ، عندما كان الحزب الجمهوري هو الاقوي كان ترامب يطبق استراتيجيته و لكن بعد ان اصبح الحزب الديمقراطي هو الاقوي اصبحت الدولة العميقة تجبر ترامب علي الانحياز لتركيا علي حساب السعودية .
الانحياز الامريكي لتركيا علي حساب السعودية كان من خلال تخلي الولايات المتحدة عن الاكراد في شرق سورية و انسحابها عسكريا من سورية و افشال مخطط الاكراد باقامة دولة مستقلة لهم في شرق سورية و تركهم بين فكي كماشة الدولة السورية و تركيا ، السعودية كانت تستخدم ورقة الاكراد في سورية للضغط علي تركيا و ابتزازها و كان هذا يتم بدعم من ترامب عندما كان اقوي من الدولة العميقة ، اما الآن فالدولة العميقة التي تفضل تركيا علي السعودية هي من اصبحت اقوي من ترامب مما جعلها تجبره علي الانسحاب من شرق سورية و هذا الانسحاب يخدم تركيا و يضر السعودية .
الدولة الامريكية العميقة تعمل علي ارضاء تركيا و تقدم الخدمات الاستراتيجية لها من اجل منع تركيا من ترك المحور الامريكي و التوجه نحو المحور الروسي الايراني و هذه ضربة كبيرة لامريكا ان حدثت لذلك تعمل امريكا الآن علي ارضاء تركيا بكافة الطرق ، فتخلت عن الاكراد خصوم تركيا و وافقت علي بيع منظومة باتريوت المتطورة لها و تزيد من ضغطها علي السعودية خصم تركيا الاقليمي الاول في قضية مقتل جمال خاشقجي و حرب اليمن و هو ما يفسر لماذا وافقت السعودية علي الذهاب الي طاولة المفاوضات مع الحوثيين ، و من هذا المنطلق نستطيع ان نفهم لماذا تحرض امريكا علي التظاهر في السعودية فهي تفعل ذلك من اجل زيادة الضغط علي السعودية لارضاء تركيا و جذبها لها و ابعادها عن المحور الروسي الايراني .
لذلك فالخلاصة ان امريكا دعت للتظاهر في السعودية لارضاء تركيا لان السعودية خصم تركيا الاقليمي الاول و اتخذت امريكا عدة خطوات اخري لإرضاء تركيا و هي الضغط علي السعودية في قضية مقتل جمال خاشقجي و اجبارها علي التفاوض مع الحوثيين فضلا عن موافقة امريكا علي تزويد تركيا بصواريخ باتريوت المتطورة ، كل هذا من اجل تحقيق هدف امريكي واحد و هو منع تركيا من ترك المحور الامريكي و الذهاب الي المحور الروسي الايراني .
احمد عادل – باحث في الشأن السياسي "مصر"خاص"
Discussion about this post